6 أسباب تجعلك تتوقف عن محاولة إثبات نفسك للآخرين

حين نتقبل أنفسنا كما نحن، ونقرر إظهار حقيقتنا بدلاً من محاولة إرضاء الآخرين، فإنَّنا نصبح جاهزين لإنشاء العلاقات الصادقة والشعور بالسعادة الحقيقية والسلام الداخلي، فلا داعي للتظاهر وتقمص شخصية غير شخصيتك، لست مضطراً لإثبات أي شيء لأحد.
6 أسباب لتتوقف عن إثبات نفسك للآخرين
يوجد عدة اسباب تدفعك لتتوقف عن محاولة اثبات نفسك للأخرين:
1. من الهام احترام مشاعرك وحدودك
عندما تصادف شخصاً يشوِّه سمعتك، ولا يحترمك ويعاملك معاملة سيئة دون سبب واضح على الإطلاق، فلا تبدد طاقتك في محاولة تغييره أو كسب رضاه، لكن في الوقت نفسه، لا تكرهه، دعه وشأنه فقط، ودع الحياة تثبت له من كان مُصيباً ومن كان على خطأ، ولا تضيِّع وقتك الثمين في محاولة إثبات أي شيء لهؤلاء الأشخاص، ولا تهدر عواطفك في الحقد عليهم فهذا لن يؤذي أحداً سواك.
ثمة دائماً من يخبرك بأنَّك أخطأت، وعندما تحقق النجاح فإنَّهم يمتنعون عن الثناء عليك، فلا تكن واحداً من هؤلاء، ولا تسمح لهم باستنزاف طاقتك وحرمانك من سعادتك، وتذكر أنَّ تجنب الأشخاص الذين يمدونك بطاقة سلبية، والابتعاد عن المواقف التي تشعر فيها بغياب التقدير والاحترام هو نوع من العناية بالذات؛ لذا استمر في احترام مشاعرك وحدودك.
2. الأشخاص الذين يحبونك يتقبلونك كما أنت
على الأمد الطويل، كره الناس لشخصيتك الحقيقية خير من حبهم لشخصيتك المصطنعة. في الواقع العلاقات الصحية على الأمد الطويل هي التي تجعلك شخصاً أفضل دون محاولة تغيير شخصيتك، أو منعك من تحسين نفسك. ضع الجميع أمام خيارين: أن يتقبلوك كما أنت أو يخرجوا من حياتك نهائياً، وعبِّر عن نفسك بكل جرأة وثقة، وعندما تعيش وفق شخصيتك الأصيلة، ستترك أثراً رائعاً وفريداً في الحياة.
أنت فريد ومذهل عندما تتصرف على طبيعتك وتسعى نحو أهدافك بما تتمتع به من شغف وقوة، طالما أنَّك لا تشتت تركيزك بالقلق حيال آراء الآخرين، وتصبح أقوى عندما تتعلم من أخطائك وتزداد ثقتك بنفسك من خلال خوض تجارب جديدة لأول مرة، وعندما تتقبل فكرة احتمال حدوث الفشل ستكون قادراً بسهولة على النهوض مجدداً؛ ومن ثم ستمضي قدماً دون الحاجة إلى أن تبرر فشلك لأي شخص.
لا يجب أن تتغير حتى يحبك الناس، بل يجب أن تستمر في التعلم وتطوير نفسك، وسيبقى في حياتك في النهاية أولئك الذين يحبونك كما أنت.
شاهد بالفيديو: كيف تبني تقدير الذات؟
3. أنت فقط تستطيع تغيير حياتك
بصرف النظر عن أي موقف كنت فيه، سواء أكان إيجابياً أم سلبياً، إلا أنَّ ما حدث يعنيك أنت وحدك؛ فأنت مسؤول عن إدراك أنَّك قادر على اتخاذ الخيارات الصحيحة لتغيير الموقف، أو تغيير الطريقة التي تفكر فيها حيال الموقف بصرف النظر عمَّا حدث في حياتك لغاية الآن.
لذا، لا تسمح لآراء الآخرين أن تزعزع ثقتك بنفسك؛ فلا تحدد آراء الآخرين قدرتك على إنجاز ما تريده؛ بل تعتمد قدرتك على تحقيق شيء ما على الطريقة التي تستثمر بها وقتك وطاقتك.
توقف إذاً عن القلق بشأن آراء الآخرين عن كفاءتك، وحافظ على شخصيتك الحقيقية؛ فالأشخاص الذين يعدُّونك مخطئاً لأنَّك تعيش بالطريقة التي تحبها هم فقط الذين يريدون منك أن تعيش في وهم.
4. معايير المجتمع لقياس قيمة المرء لا تهم
عندما تكون في حيرة من أمرك بين ما ترغب في فعله وما يخبرك المجتمع بأنَّ عليك القيام به، اتبع رغبتك، ففي المحصلة لا تتمثل مهمتك بإرضاء الآخرين؛ بل في تحقيق السعادة لنفسك.
بصرف النظر عن الأسلوب الذي تختاره في العيش، سواء أكنت تعيش في مدينة كبيرة أم بلدة صغيرة، فإنَّك ستقابل دائماً أشخاصاً يعتقدون أنَّهم يعرفون مصلحتك أكثر منك، وأشخاصاً يعتقدون أنَّهم أفضل منك، وأشخاصاً يعتقدون أنَّ ثمة مقياساً واحداً للسعادة والجمال والنجاح، كما يحاول بعضهم تقييمك بناءً على ما تملك بدلاً من تقييمك بناءً على شخصيتك.
لكنَّك تعلم أكثر من أي أحد أنَّ الماديات لا تهم؛ لذلك لا تسعى وراء المال بحد ذاته؛ بل اسعَ وراء ما هو أهم من المال، اسعَ وراء الأشياء التي لا يمكن شراؤها، مثل قوة الشخصية والصدق والثقة بالنفس، وعندما تحصل على هذه الأشياء، فإيَّاك أن تساوم عليها، أو تقلل من قيمة هذه السمات في شخصيتك.
5. الحياة ليست سباقاً لتحقيق المكاسب
يريد الجميع أن يتفوق في أي مجال ويبهر الآخرين بإنجازاته؛ لكنَّ الحقيقة أنَّ التطور في الشخصية وما يحققه من سعادة يحدثان في أثناء المحاولة وليس عند النجاح؛ لذلك تذكَّر دوماً أنَّك حيث يجب أن تكون، ولا تنهر نفسك بسبب الوقت الذي تأخذه في رحلة حياتك، فكل شخص بحاجة إلى وقت معين للوصول إلى هدفه. لا تندفع بسرعة وتفوِّت جمال الحياة، فهي ليست سباقاً؛ بل رحلة تستمتع بها وتحقق من خلالها أهدافك بالتدريج.
اسعَ نحو العمل الجاد، وخذ قسطاً كافياً من الراحة، وابتعد لبعض الوقت عن الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، واعتن بنفسك؛ ففي سباق الحياة هذا، من الهام التيقظ والوعي، والمضي قدماً وفق وتيرتك الخاصة.
6. الفشل نتيجة طبيعية لأي محاولة نجاح
يتحقق التقدم من خلال العمل المستمر؛ وذلك يعني أنَّك قد تخطئ أحياناً، لكن يجب ألا تكون قلقاً من كونك مخطئاً؛ فالإخفاق نتيجة محتملة لأي عمل؛ بل هو السبيل أحياناً للتقدم، أما إذا كنت تسعى جاداً إلى إبهار الآخرين بشخصيتك المثالية فلن تتمكن من تطوير ذاتك؛ بل ستبدد طاقتك من أجل الظهور بمظهر معين بدلاً من التركيز على الحياة التي تعيشها.
الفشل نتيجة طبيعية في الحياة، إلا إذا كنت من النوع المفرط في الحذر؛ إذ إنَّك تفوت على نفسك متعة الحياة، وإذا كنت خائفاً من أن تبدو فاشلاً في نظر الآخرين، فلن تحقق النجاح حسب معاييرك الشخصية.
تذكَّر أنَّ عدد المرات التي تفشل فيها أو مدى وعورة الطريق لا تهم ما دمت تواظب على المحاولة، وفي نهاية المطاف أولئك الذين يعرفون أنَّ الفشل أمر طبيعي هم من يحققون أهدافهم؛ لذلك يجب أن تتعلم ذلك.
في الختام
أنت لا تحتاج إلى إنجازات معنوية أو مادية تبهر بها الجميع، فأنت رائع في جميع الأحوال، ولست بحاجة إلى أن تثبت لأحدهم أيِّ شيء، لا تهتم بنظرة الآخرين إليك؛ بل اهتم بالطريقة التي ترى فيها نفسك.
ستتجنب خيبات الأمل والحزن بمجرد أن تتوقف عن استجداء التقييم من الآخرين؛ فالتقييم الصحيح لنفسك ينبع من ذاتك فقط.