كيف يدمر تتبع سعادة الآخرين سعادتنا الشخصية

لذلك، إن كنت تود معرفة الجواب حول كيف يدمر تتبع سعادة الآخرين سعادتنا الشخصية وكيف يمكن تجنب هذه المقارنة السامة، تابع معنا المقال.
كيف يدمر تتبع سعادة الآخرين سعادتنا الشخصية
يعني تتبع سعادة الآخرين خلق مشاعر سلبية في حياة الفرد، وهذه المشاعر تؤدي إلى تدمير السعادة الشخصية؛ إذ يجعل التركيز المستمر حول حياتهم وأفعالهم الفرد غير راضٍ عن نفسه وحياته مما يعزز لديه شعور النقص. يؤدي هذا إلى:
1. ضعف الثقة بالنفس
يُعد ضعف الثقة من الآثار السلبية لتتبع سعادة الآخرين بالنفس، الذي يؤثر بعمق في سعادة الفرد، ويظهر ضعف الثقة بالنفس من خلال:
- الشعور الدائم بالنقص نتيجة مقارنة حياتنا بحياة الآخرين وفق معاييرهم.
- الشعور بالتوتر والقلق الدائم نتيجة الرغبة في التوافق مع حياة الآخرين، وهذا ما يشكل ضغط نفسي يضعف ثقة الفرد بنفسه.
- لوسائل التواصل الاجتماعي دور كبير في إضعاف الثقة بالنفس؛ إذ يرجع السبب إلى الصور والمحتوى الذي يُظهر حياة الأفراد من الناحية الإيجابية، مما يخلق شعوراً بالنقص وعدم الكفاءة، ليصبح الشخص في ما بعض ذو ثقة بنفسه منخفضة.
يمكن تعزيز الثقة بالنفس من خلال التالي:
- تجنّب المقارنات بحياة الآخرين، ومعرفة أنّ كل فرد في هذه الحياة مقدر له حياة معيّنة. كما أنّ الفرد الناجح مَن يستطيع تحسين حياته بناءً على رغباته ومعاييره، لا معايير من حوله.
- بدلاً من قضاء وقت طويل في المقارنة مع الآخرين، يجب استغلال هذا الوقت بتحديد أهداف شخصية العمل على تطبيقها.
2. تضخيم الضغوطات الاجتماعية
تضخيم الضغوطات الاجتماعية واحدة من الآثار السلبية التي تؤثر في الفرد نتيجة تتبع سعادة من حوله، ويحدث ذلك من خلال:
- الشعور الدائم بعدم الرضا نتيجة ما نراه، سواءٌ بمواقع التواصل الاجتماعي أو على أرض الواقع؛ إذ تشكل هذه المقارنة توقعات غير واقعية عن الحياة بمنظورها العام.
- يمكن للقلق الاجتماعي أن يزيد من خوف الفرد بعدم الظهور بالمظهر الذي توقعه الآخرون وهذا ما يزيد من قلقه ويجعله تحت المراقبة الدائمة.
يتم التعامل مع الضغوطات الاجتماعية كما يلي:
- تقليل الضغوط يأتي من فهم احتياجات ومشاعر الفرد الشخصية وهذا ما يسمى بالوعي الذاتي.
- معرفة أنّ كل فرد يمكن أن ينجح إذا اتبعمساراً يختلف عن الآخر؛ إذ إنّ الإيمان بهذه الفكرة يجعل ممارسة التقبُّل سهلة الاتباع.
3. التركيز على النقص
إنّ التركيز على النقص في حياتنا يجعل صحتنا النفسية والعاطفية تتدهور دون الانتباه لذلك، ومن الهامّ تعزيز الوعي بالذات.
يمكن أن يظهر التركيز على النقص من خلال:
- ظهور مشاعر سلبية كالحسد أو الاستياء من الآخرين؛ إذ تؤدي هذه المشاعر إلى تهالك في الصحة النفسية وتظهر نتيجة التركيز على ما ينقص الفرد عند مقارنته بالآخرين.
- تتوتر العلاقات الاجتماعية لدى الفرد إذا شعر بعدم تقدير النفس والبدء في إحداث مقارنة مع الآخرين مما يؤثر في العلاقات بمنظورها العام.
- الشعور بالإرهاق الجسدي والنفسي معاً؛ بسبب السعي باستمرار لتعويض كل ما ينقص الفرد، وذلك لتحقيق أهداف غير واقعية في حياته الشخصية.
يمكن أن نتعامل مع التركيز على النقص:
- التركيز على المواهب الموجودة لدى الفرد، وتحديد نقاط قوته، ومحاولة تقبل ذاته مثلما هي.
- النظر نحو الأشياء الإيجابية الموجودة في حياة الفرد، والتركيز عليها؛ لأنّها تساعد على تغيير منظور الفرد نحو قيمه.
- التكلُّم مع أصدقاء موثوقين أو مستشارين حول ما تشعر به؛ ليقدموا الحلول والعلاج المناسب.
4. عدم الاتصال بالذات وإهمالها
على الفرد أن يعزز اتصاله بذاته ويعمل على تقديرها؛ إذ إنّها تجلب السعادة الحقيقة له وتبعده عن مقارنته بالآخرين، ومن الآثار السلبية لإهمال الذات، نذكر التالي:
- يؤدي إهمال النفس إلى خلقمشاعر إحباط وقلق، نتيجة تجاهل الاحتياجات والرغبات الناشئة عن تتبُّع سعادة الآخرين والمحاولة بتقليدهم.
- إنّ تتبع سعادة الآخرين تُصعّب على الفرد اتخاذ قرارات تناسب حياته، فيتخذها بناءً على آراء وتوجهات مَن يتبع سعادتهم، مما يجعل قيمه وأهدافه الشخصية تقل رويداً رويداً.
يمكن تعزيز الاتصال بالذات وعدم إهمالها، إذا اتبع الفرد الطرائق التالية:
- يجب تحديد ما يجعله سعيداً، مع التركيز على تحقيقه.
- الاحتفال بالإنجازات على الصعيد الشخصي والتحدث بكل فخر عن الإنجازات جميعها، حتى لو كانت صغيرة.
كيف تتجنب المقارنة السامة؟
يمكن للأفراد الذين يتتبعون سعادة الآخرين ويقومون بالمقارنة السامة بينهم، التخلص منها؛ إذ يجعل التخلُّص منها الفرد يتمتع بصحة جسدية ونفسية عالية الأمر الذي يجعل معظم الأفراد يكشفون سعادتهم الحقيقة، وذلك من خلال:
1. ممارسة الامتنان
تُعد ممارسة الامتنان من الأمور الفعّالة لتعزيز كلٍ من الصحة النفسية والجسدية؛ فهي تؤدي دوراً كبيراً في عدم تتبع سعادة الآخرين وتجنب المقارنة السامة. يمكن ممارستها كالتالي:
- الاعتراف بكل ما هو جيد في حياة الفرد مهما بلغ حجمه، ويمكن أن تكون هذه الأشياء عائلةً محبّةً، أو صحبةً صالحةً، أو صحةً جيدةً، إضافةً إلى أيّة لحظة سعادة حتى لو كانت بسيطة.
- على الفرد أنّ يفهم مشاعره فهماً أفضل، من خلال تعزيز الوعي الذاتي؛ إذ إن الفرد قادر على فهم مشاعره وكيف يمكنه التصدي لأيّة مقارنة تواجهه في حياته، من خلال الوعي الذاتي.
- التركيز على ما يملك الفرد بدلاً على ما ينقصه بذلك تقل الرغبة في تتبع سعادة الآخرين وتجنب تدمير سعادته.
- بيَّنت الدراسات أن ممارسة الامتنان قادر على أن يحسن من الصحة النفسية للفرد ويبعده عن القلق والاكتئاب وبمجرد تحسين الصحة النفسية يصبح الفرد غير مهتماً بتتبع سعادة الآخرين ليصبح تركيزه كله على تحقيق سعادته فقط.
شاهد بالفيديو: 5 طرق للعيش بحالة من الامتنان كل يوم
2. تقوية العلاقات الاجتماعية
تسهم تقوية العلاقات الاجتماعية في تعزيز الدعم العاطفي للفرد وتمنعه من اتباع سعادة الآخرين؛ لما توفره من سعادة وراحة في حياته. يمكن أن تساعده في ذلك، من خلال:
- الاحتفال بالنجاحات بين الأصدقاء والأهل، مما يبعد عن الفرد شعوره بالغيرة تجاه تتبع سعادة الآخرين؛ إذ يعزز تقدير النجاحات شعور الانتماء ويبعد الرغبة في المقارنة السامة.
- معرفة أنّ لكل شخص مسار وحياة مختلفة وهذه المعرفة تساعد الأفراد على تقدير تجارب الآخرين بدل من المقارنة معهم.
- وجود علاقات اجتماعية في حياة الفرد يعني توفير شبكة من الدعم ومهمة هذه الشبكة مساعدة الفرد في التغلب على مشاعره السلبية والتحديات الصعبة التي تواجهه، وتقديم الدعم يشعر الفرد أنه أقل عرضة لتتبع سعادة الآخرين ويمنع نفسه من المقارنة السامة.
3. التركيز على النفس
يمكن من خلال التركيز على النفس أن يجد الفرد نفسه يعيش في سلام داخلي والابتعاد عن المقارنات السامة التي يقوم بها في حالة تتبعه لسعادة الآخرين. يمكن التركيز على الذات بالخطوات التالية:
- تحديد الأهداف الشخصية والسعي لتحقيقها، بدلاً من مقارنة الفرد نفسه مع الآخرين وتتبع سعادتهم.
- التركيز على النفس ومعرفة نقاط القوة ونقاط الضعف والعمل على تطويرها، مما يجعل الفرد يبني نفسه بنجاح ويصبح أقل عرضةً لتتبع سعادة الآخرين ومقارنة نفسه بهم؛ إذ يقضي التركيز على الذات على مشاعر الغيرة لديه.
دور وسائل التواصل الاجتماعي في المقارنة السامة
تؤدي وسائل التواصل الاجتماعي دوراً كبيراً في المقارنة السامة وتتبع سعادة الآخرين، فهذه المقارنة أكبر مدمر للسعادة وتسيطر عليه من خلال المشاعر السلبية التي يصعب القضاء عليها. لذلك، من الهامّ جداً أن يكون هناك الوعي الكافي حول استخدام هذه الوسائل ومعرفة آثارها السلبية على سعادة الأفراد. من أسبابها:
- معظم الأفراد يشاركون حياتهم اليومية على مواقع التواصل الاجتماعي سواء أكان سفر أو تحقيق نجاحات مهنية أو حتى مشاركتهم لأحداثهم الاجتماعية. كما تؤثر هذه المشاركات في وجود طابع خاطئ حول حياة الآخرين والتفكير بأنّ حياتهم أفضل من حياتنا، وهنا تنشأ مشاعر الحسد حيال حياة الآخرين والقلق حيال حياة الفرد.
- للشائعات دور كبير في المقارنة السامة؛ إذ يمكن أن تكون المعلومات المشاركة غير دقيقة أو غير صحيحة وهذا ما يجعل هناك معرفة خاطئة تجاه حياة الآخرين الأمر الذي يؤدي إلى زيادة المشاعر السلبية.
يمكن التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي كالآتي:
- متابعة الحسابات الإيجابية التي تقدم الدعم والمساندة والابتعاد عن الحسابات التي تخلق مشاعر هوس مقارنتك نفسك وتتيح المقارنة السامة وتتبع سعادة الآخرين.
- التفكير النقدي عند استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من خلال معرفة أن ما يقدم ليس الصورة الكاملة لحياة الأفراد ويمكن أن يكون غير صحيح.
في الختام
تحدّثنا، في هذا المقال، عن المقارنة السامة؛ وأجبنا عن سؤال كيف يدمر تتبع سعادة الآخرين سعادتنا الشخصية. لذلك، يجب الأخذ بعين الاعتبار أن السعادة الحقيقة هي عيش اللحظة مهما كانت بسيطة إلى جانب عدم النظر إلى معايير الآخرين لأنّها من الممكن أن تكون غير صحيحة.