تاريخ النيران.. حكاية حريق روما واتهام نيرون بإشعاله

ثقافة أول اثنين:
حرائق أمريكا – لوس أنجلوس تثير الاهتمام في العالم بعدما أعلنت السلطات الأمريكية ارتفاع حصيلة القتلى جراء حرائق الغابات التي اجتاحت مدينة “لوس أنجلوس” الأمريكية مؤخرًا، إلى عشرة أشخاص على الأقل.
وأجبرت الحرائق التي اجتاحت آلاف الهكتارات من الأراضي عشرات الآلاف من الأشخاص على النزوح من منازلهم، فيما حذر خبراء الأرصاد من أن الرياح يمكن أن تعصف بالمنطقة لعدة أيام وتتسبب في سقوط الأشجار واندلاع حرائق شديدة في المناطق التي لم تشهد أمطارا غزيرة منذ أشهر وهنا نتذكر معا حريقا من أشهر الحرائق في التاريخ وهو حريق روما.
ويعتبر حريق روما واحدا من أشهر الحرائق والحوادث التي تبنى فيها المؤرخون نظرية المؤامرة، وأنه خلف هذا الحريق تدبير من البعض بغرض دمار العاصمة الرومانية، إلا أن كتبا ومؤرخون آخرون يروا أن الحريق نتيجة بعض الألعاب النارية المستخدمة في الاحتفال.
وبحسب كتاب “عقول مُتشكِّكة: لماذا نُصدِّق نظريات المؤامرة” تأليف روب براذرتون، فأن حريق روما الذى وقع في 19 يوليو من عام 64 ميلادية، وكان يومًا صيفيًّا حارقًا في روما، حسبما يصفه المؤرِّخ ستيفن داندو-كولينز فقد كان عشيَّة الألعاب الرومانية السنوية التي كانت تَحْظى بشعبية هائلة وعُرفت باسم «ألعاب على شرف انتصارِ القيصر» (لودي فيكتوريا سيزاريس) وكان «السيرك العظيم» (سيركوس ماكسيموس)، وهو استادٌ ضخم يسَع ربعَ مليون متفرج، قد تأهب بالفعل، وأخذ الزائرون يتدفَّقون في حشود إلى المدينة وذاك المساء، أوقدَت مطاعم الوجبات السريعة المنتشرة في الشوارع الضيقة المحيطة بالاستاد أفرانها؛ حيث كانت منشغلةً في الاستعداد لإطعام حشود الفجر.
ويؤكد “براذرتون: “يستحيل أن نحدد أين بالضبط اندلع الحريق، لكنه حدث في مكانٍ ما قريبٍ من الاستاد، لم تكن الحرائقُ أمرًا نادرَ الحدوث في روما القديمة، لكن هذا الحريق أثبت أنه كان مختلفًا، فقد زادت الريح القوية من لظاه، وسرعان ما امتدَّ لهيبه عبر الشوارع الضيقة الملتوية، ليأتيَ على المباني المتلاصقة، هذا الحريق، الذي أصبح معروفًا بحريق روما الكبير، استمرَّ في تأجُّجه قرابة أسبوع حيث لقيت أعدادٌ لا تُحصى من الناس حتفَهم جرَّاء تلك النيران، وأصبح نصف سكان المدينة بلا مأوًى وقد صار ثلثا المدينة حطامًا ورمادًا.
بدأت نظرياتُ المؤامرة في الانتشار حتى قبل أن تبرُد الجمرات المحترقة فسرعان ما اتجهَت بوصلة الشك إلى الإمبراطور نيرون ووفقًا للمؤرخ الروماني تاسيتس، الذي عايش ذلك الحريقَ في طفولته، «لم يجرؤ أحدٌ على مكافحةِ ألسِنة اللهب. فقد منعت عصاباتٌ تُهدِّد وتتوعَّد أيَّ محاولات للقيام بذلك. كما كانت تُلقى المشاعلُ علانيةً لتأجيج النيران بواسطة رجالٍ كانوا يصيحون قائلين إنهم يفعلون ذلك امتثالًا للأوامر» وبالنِّسبة إلى نيرون، يُشير تاسيتس إلى أنه كان على مسافةِ ستةٍ وثلاثين ميلًا من مكان الحريق، في أنتيوم، مسقط رأسه، عندما اندلع الحريق.