تاج الآغا خان.. أسوان “دار السلام” وتذكار تخليد قصة حب أمير الطائفة النزارية

ثقافة أول اثنين:
على غرار ضريح تاج محل الكبير في الهند، الذي أعد ضمن عجائب الدنيا السبع، بناه الإمبراطور شاه جهان كاملا من الرخام الأبيض، لزوجته الثانية ممتاز محل التي توفيت أثناء الولادة عام 1631، ليكون المكان تخليدا ورمزا لحبه الشديد لزوجته الرحلة، كذلك أيضا قام الآغا خان الآب سلطان محمد شاه الحسيني، الذي قرر بناء مقبرة على الطراز الفاطمي حيث تنتمى طائفته النزاية في أسوان لزوجته “أم حبيبة” ليتحول هذا المكان بجبل أسوان العريق إلى مكانة كبيرة نفوس أصحاب تلك الطائفة.
وتشهد مدينة أسوان، حدثا هاما اليوم، إذ تستقبل جثمان الأغا خان الأبن كريم الحسيني، الذي يواري الثري في مقابر الطائفة اليوم، بناء على وصيته. وتعود قصة ارتباط الطائفة النزارية بأسوان إلى الآغا خان سلطان محمد شاه، الذي كان تزوج من سيدة فرنسية تدعى “فيفيت لابروس” بعد قصة حب كبيرة، لتكون رابع زوجاته.
وكان سلطان محمد شاه الحسيني “الآغاخان” يتمتع بمكانة دولية مرموقة فقد كان زعيماً للملايين من أبناء طائفته حول العالم وكان ممثلاً لموطنه الهند في “عصبة الأمم” الأمم المتحدة حاليا، والتي تقلد منصب أمينها العام عامي 1934 و1937.
وكان “الآغاخان” دائم الزيارة لمدينة أسوان، وارتبط بها وعشق هدوئها وجمال طبيعتها، خصوصا وأنه كان يشكو من التهاب المفاصل وكانت أسوان هي المكان الذي يفضله للراحة والاستجمام، وعندما اشتد عليه مرض الروماتزم نصحه أحد حكماء النوبة بتجربة دفن ساقيه في الرمال الساخنة لجبال أسوان الغربية.
ومع تحسن حالته الصحية، قدم طلب إلى الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، لشراء جبل أسوان، ليعيش فيه ويدفن في رماله بعد وفاته، غير أن عبد الناصر رفض طلب شراء الجبل، وقرر إهداء “الآغا خان” قطعة أرض في الموقع ذاته تقديرًا له ولمكانته، والتي حرصت بعد وفاته وبناءً على وصيته على تشييد مقبرته على الطراز الفاطمي في الجبل الغربي بأسوان ليدفن فيها.
بعد رحيل “الآغا خان” وبناءً على وصيته أيضا تولى إمامه الطائفة الإسماعيلية النزارية حفيده الأمير كريم الحسيني ليكون الإمام الـ 49 للطائفة، وفي 15 ديسمبر 1996 كان الأمير كريم يزور زوجة جده “البيجوم” التي كانت حريصة على قضاء أشهر الشتاء بأسوان في فيلا “دار السلام” التي شيدها “الآغا خان” قبل رحيله، وتصادف وصوله مع بداية زيارة لمجموعة من الطلبة للمقبرة، وأحدثت المجموعة حالة من الزحام والصخب الشديد، ما دفع “البيجوم” لأن تطلب من الحفيد إغلاق المقبرة أمام الزوار واستجاب الأمير كريم لطلبها لتظل المقبرة مغلقة حتى يومنا هذا.