Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار وثقافة

الذكرى الـ54 لرحيله.. جمال عبد الناصر البطل الذى مجده الشعب

ثقافة أول اثنين:


ما من زعيم عربى نال هذا الحظ الوفير من الحب والتقدير من شعبه ومن الشعوب المجاورة فى حياته وبعد مماته إلا الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، تقدير جعله خالدًا فى الذاكرة الشعبية، وجعل هذا اللقب مقترنا باسمه، فأصبح الزعيم الخالد، ولعل هذا ليس بغريب على صورته فى الواجدان الشعبى، فالرجل الذى رحل فى الثانية والخمسين من عمره، ارتبط بصورة ملحمية فى وجدان المصريين والعرب، صورة صنعت منه أسطورة، صورة وضعته بجانب الأبطال الشعبيين، الذين كثيرًا ما تغنى بهم الوجدان الشعبى العربى، من أمثال عنترة بن شداد وأبى زيد الهلالى.


صور عبد الناصر فى الوجدان الشعبى لا تقتصر على الأغانى التى خرجت من مطربى عصره لتمجيده بل إنها ليست سببًا على الإطلاق فى تصويره كبطل شعبى، بل إن الأمر تجاوز تلك الأغانى ومطربى عصره الذين لا يزالون ملء السمع والبصر حتى اليوم، وأصبحت صورته أكثر التصاقًا بالناس فى القرى والنجوع البعيدة، فى العديد وفى الحكايات الشعبية وفى الشعر البدوى، فى كل أنواع الأدب الشعبى المصرى، دائما ما نجد عبد الناصر بطلا شعبيا.

أحب الناس عبدالناصر، وتعلقوا به، صدقا وقولا، ولعل جنازته المهيبة تعزز تلك المقولة، والناس إذا أحبت، صعدوا بمن أحبوه إلى عنان السماء، وألصقوا به كل صور البطولة والشجاعة، وهكذا أصبح «ناصر» مستعينا بمشروعه القومى الذى التف حوله الناس، وبكاريزمته الكبيرة، حاكما قوميا شعبيا وزعيما وطنيا لا يضاهى شعبية أحد، ونموذجاً للبطل والعزة والكرامة، رجلا ظل إلى آخر أيام حياته مدافعًا عن قضايا قومه، وهو الأمر الذى جعل الشعب يكن له  كل تقدير واحترام.


عبد الناصر، انحاز للفقراء والبسطاء والمهمشين، كما ينحاز الأبطال دومًا، فانحازوا هم إليه فى كل مكان وزمان، وأصبح بطلهم المغوار، ولمة لا وهو الذى ناصرهم فى أحلامهم، وحول لهم الأحلام إلى حقيقة، كان عبد الناصر صلبا دائما، لم يرضخ يوما، ولم يستطع الغرب أن يكسره رغم الهزيمة، انتصر، حتى وإن لم ينتصر فى المعركة، ولكنه انتصر مثل الأبطال الشعبيين لمبادئه رغم كل شىء، هو من الشخصيات التى من الصعب الوقوف على الحياد معها، يظل فى وجداننا موقفًا تجاهه، لأن أفعاله عظيمة وأخطاءه أيضا فادحة، ولكن الأيام أثبتت حسن نواياه.


رسم «ناصر» خلال خطاباته ملامح العلاقة بينه وبين الشعب، وفى وقت لم يكن التلفاز قد حقق انتشاره فى مصر، وبطبيعة الحال لم يكن هناك «سوشيال ميديا» استطاع أن يبنى جسورا من الثقة مع الناس، وأن يبنى علاقة طيبة مع أبناء شعبه، نبرات صوته، ووقفاته ولزماته، كانت دلائل على كاريزمته التى لا يغفلها منصف ولا يخطئها مبصر، رجل يسحر الناس بلسانه، ويتوغل فى عقولهم بما كان يُلهبه من مشاعر الوطنية والقومية والشخصية المصرية التى تستطيع تحدى الأعداء.


صورة ناصر فى الذاكرة الشعبية، أكثر صدقا من كل الصور التى رسمت عنه، والحكايات والأغانى التى لا يزال يرددها عنه المصريون، لعلها رسائل صادقة تعبر عن عظمة هذا الرجل، الذى عاش ومات عظيما، وسيظل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى