اكتشاف بوصلة نادرة من القرن السادس عشر.. هل تعود لزمن كوبرنيكوس؟
ثقافة أول اثنين:
اكتشف علماء الآثار في مدينة فرومبورك في بولندا بوصلة نادرة تعود إلى القرن السادس عشر، وهو اكتشاف ربما يكون مرتبطًا بزمن نيكولاس كوبرنيكوس، رائد علم الفلك، وقد تم العثورعليها أثناء مسح أثري روتيني في حدائق فرومبورك، وهي واحدة من ثلاثة أجهزة فقط من هذا النوع في بولندا، يُعتقد أنها استُخدمت في القياسات الفلكية والجيوديسية والخرائطية خلال عصر النهضة.
وأفاد متحف نيكولاس كوبرنيكوس في فرومبورك، أن البوصلة من نوع “قدم الغراب”، وهو تصميم استخدم في القرن السادس عشر لقياسات الدقة في علم الفلك ورسم الخرائط، والأداة مصنوعة من البرونز، وتتميز بأذرع متصلة بمفصلة تنتهي بشفرات، وتوقيع مزين بنجمة داخل دائرة على أحد الجانبين، وفقا لما نشره موقع ” ancient-origins”.
وفي حين يظل من غير المؤكد ما إذا كانت هذه البوصلة تخص كوبرنيكوس نفسه، فإن اكتشافها يضيف قطعة مهمة إلى لغز الممارسات العلمية في عصر النهضة في المنطقة.
رائد علم الفلك البولندى نيكولاس كوبرنيكوس
السياق التاريخي: إرث كوبرنيكوس في فرومبورك
عاش نيكولاس كوبرنيكوس، أحد أكثر الشخصيات تأثيرًا في تاريخ العلوم، في فرومبورك لمدة 30 عامًا تقريبًا، وباعتباره أحد علماء الفلك في وارميا، أجرى كوبرنيكوس الكثير من أعماله الرائدة في علم الفلك هناك، بما في ذلك الملاحظات التي أدت إلى تطوير نظرية مركزية الشمس أحدثت هذه النظرية، التي اقترحت أن الشمس، وليس الأرض، هي مركز النظام الشمسي، ثورة في مجال علم الفلك وتحدت وجهات النظر التي كانت مهيمنة لقرون.
ترك وجود كوبرنيكوس في فرومبورك بصمة دائمة على المنطقة، كما أن اكتشاف القطع الأثرية من عصره يوفر لمحة نادرة عن الأدوات والتقنيات التي استخدمها هو ومعاصروه، وتوفر البوصلة المكتشفة مؤخرًا، إلى جانب اكتشافات مماثلة من الحفريات السابقة، رؤى قيمة حول الأنشطة العلمية التي جرت في فرومبورك خلال عصر النهضة.
يُعتقد أن البوصلة هي ثالث أداة من هذا النوع تعود للقرن السادس عشر يتم العثور عليها في بولندا، تم اكتشاف الأولى في عام 2005 في جامعة ياجيلونيان في كراكوف، وتم اكتشاف الثانية في عام 2016، أيضًا في حدائق فرومبورك، تمثل هذه الأدوات، التي من المحتمل أنها استخدمت في تدريس الهندسة وإجراء القياسات الفلكية، رابطًا مهمًا بين الأساليب العلمية في عصر النهضة والتقدم التكنولوجي الذي أعقب ذلك.
ويسلط هذا الاكتشاف الضوء على أهمية الحفاظ على هذه القطع الأثرية التاريخية ودراستها، ويأمل متحف نيكولاس كوبرنيكوس في فرومبورك أن تُضاف البوصلة المكتشفة حديثًا إلى مجموعته قريبًا، حيث ستنضم إلى البوصلة المكتشفة سابقًا كجزء من معروضات تاريخ علم الفلك.
بوصلة نادرة
كوبرنيكوس: الرجل الذي حرك الأرض
اشتهر نيكولاس كوبرنيكوس بعمله “حول دوران الأجرام السماوية”، الذي نُشر عام 1543، والذي أرسى الأساس لعلم الفلك الحديث من خلال اقتراح نموذج مركزية الشمس للنظام الشمسي، امتدت مساهماته إلى ما هو أبعد من علم الفلك،
كان كوبرنيكوس أيضًا طبيبًا ومحاميًا وخبيرًا اقتصاديًا وإداريًا، مما يعكس المثل الأعلى لعصر النهضة للباحث الشامل.
الاكتشاف الأخير للبوصلة في فرومبورك يشكل تذكيراً ملموساً بالأدوات والتقنيات التي كانت متاحة لكوبرنيكوس وأقرانه، وهو يسلط الضوء على أهمية فرومبورك كمركز للبحث العلمي خلال عصر النهضة، ويساهم في فهمنا للسياق التاريخي الذي طور فيه كوبرنيكوس أفكاره الثورية.