الفرق الإسلامية.. كيف نشأ الصراع فى التراث الإسلامى؟
ثقافة أول اثنين:
أثار مسلسل الحشاشين، منذ بدء عرضه فى شهر رمضان الجارى، العديد من الأفكار، كما أنه دفع المشاهدين للبحث عن الفرق الإسلامية ونشأتها وتطور الصراع بينها أو بين قادة الدول والجيوش فى وقتها، ويفتح لنا ذلك الحديث عن هذه الفرق والطوائف وكشف تاريخها.
ونعتمد فى ذلك على كتاب “تبسيط العقائد الإسلامية” لـ حسن أيوب، والذى يقول تحت عنوان “نشأة الفرق الإسلامية”:
كانت الخلافة هى المسألة التى اشتد نزاع المسلمين فيها وكان من أثره أن تكونت ثلاث فرق من أكبر الفرق الإسلامية وهى..
1 – الشيعة الذين يرون أن الأحق بالخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على بن أبى طالب.
2 – والخوارج القائلون بأن الخلافة يجب أن تكون باختيار حر بين المسلمين.
3 – والمرجئة وهم الذين كرهوا هذا الخلاف وابتعدوا عن الفريقين وأرجأوا الحكم فيهما لله.
ولما انتهى المسلمون من الفتح ودخل في الإسلام كثير من أصحاب الديانات الأخرى: اليهودية والنصرانية والمجوسية والدهرية وغيرها أخذت تظهر أفكار جديدة صيغت من أصحاب الديانات القديمة في ثوب دينهم الجديد، وكانت العراق وخصوصاً البصرة مظهراً لجميع الملل والنحل.
وقامت جماعة يقولون بحرية الإرادة وعلى رأسهم معبد الجهني وتكونت منهم فرقة القدرية، كما كانت هناك جماعة أخرى يسلبون الإنسان إرادته وعلى رأسهم جهم ابن صفوان وتكونت منهم فرقة الجبرية.
وسط هذا الاضطراب الفكري والمبادئ التي كونتها كل فرقة لنفسها قام جماعة من المخلصين يشرحون عقائد المسلمين على طريقة القرآن، ومن أشهرهم الحسن البصري، وكان من أثر اختلافه مع تلميذه واصل بن عطاء أن تكونت فرقة المعتزلة التي كان لها الفضل الأكبر في الدفاع عن العقيدة وكان هذا في أوائل القرن الثاني الهجري، وفي أواخر القرن الثالث ظهر الإمام “أبو منصور الماتريدي” واشتغل بالرد على أصحاب العقائد الباطلة وتكونت منه ومن أتباعه الماتريدية.
كما ظهر الإمام “أبو الحسن الأشعري” وأعلن انفصاله عن المعتزلة وأعلن مبادئه الجديدة التي وافق عليها خيرة علماء المسلمين، وظهرت بهذا فرقة الأشاعرة ومن هاتين الفرقتين تكونت جماعة أهل السنة.