هيكل سليمان بين الواقع والخيال.. ما جاء فى الكتب
ثقافة أول اثنين:
تمر اليوم بحسب الاعتقاد اليهودى ذكرى هدم هيكل سليمان المزعوم بالقدس على يد الرومان فى 9 أغسطس من عام 70 ميلادية، ومعبد سليمان أو المعبد الأول أو بيت همقدش، وفقًا للكتاب المقدس، وهو المعبد اليهودى الأول فى القدس الذى بناه الملك سليمان، وقد دمره نبوخذ نصر الثانى بعد حصار القدس سنة 587 قبل الميلاد، وتم بناء الهيكل الثانى فى نفس الموقع فى 516 قبل الميلاد، الذى تم توسيعه بشكل كبير فى 19 قبل الميلاد ودمر فى نهاية المطاف من قبل الرومان فى 70 ميلاديه.
وقد جاء عنه فى كتاب محمد حسين هيكل شرق وغرب: “المسجد الأقصى يقوم على الصخرة التي كان يقوم عليها هيكل سليمان، وقد رُوي عن رسول الله ﷺ أنه قال: «إن الله أوحى إلى داود، أن ابنِ لي بيتًا أُذكر فيه»، فخط داود خطة بيت المقدس، فإذا تربيعها بدار رجل من بني إسرائيل … فسأله داود أن يبيعه إياها فأبى، فحدث داود نفسه أن يأخذها، فأوحى إليه الله أن يا داود، أمرتك أن تبني لي بيتا أُذكر فيه، فأردت أن تُدخل في بيتي الغصب، وليس من شأني الغصب، إن عقوبتك ألا تبنيه قال: يا رب، فمن؟ … ولدي، قال: ولدك … وبناه سليمان بن داود”.
وتذهب بعض الروايات إلى أن داود أقام بيتًا صغيرًا للعبادة، وأن سليمان هو الذي أقام الهيكل من بعده، وفي رواية أخرى، أن البيت الذي أقيم على الصخرة المقدسة يرجع في تاريخه إلى ما قبل داود، ولعله نُسب إلى الملائكة، أو إلى آدم كما نُسب بناء الكعبة.
وبنى سليمان الهيكل على الصخرة المقدسة التي اختارها أبوه بوحي من ربه … بناء فخمًا على طراز هياكل المصريين القدماء، فجعل له بابًا رفيع العمد، وجعل له من وراء الباب بهوًا فسيحًا تقوم فيه العمد، ثم جعل من وراء البهو قدسًا للأقداس، وكما اتخذ طراز المصريين في نظام البناء، اتخذ طرازهم في جلاله وفخامته وعظمته، ولم يكن عجبًا أن يبني سليمان على الطراز المصري الفرعوني، وكثيرًا ما كانت مصر تغير على فلسطين وتخضعها لحكمه، هذا إلى أن البلاد المشاطئة للجانب الشرقي من البحر الأبيض المتوسط مصر وفلسطين وفينيقيا واليونان كانت دائمة الاتصال في شئونها التجارية والفنية والثقافية.
وبحسب كتاب “القدس بوابة الشرق الأوسط للسلام”، لعادل محمد العضايلة فإن الملك سليمان، قام ببناء معبد فى القدس، ولكن كان معبدا خاصا له ولأسرته، حتى أنه كان يتعبد فيه أحيانا لوحده دون نسائه، كما أن مذبح المعبد كان صغيرا استنادا إلى ما ورد فى سفر الملوك الأول، ويرى الكاتب أن هيكل سليمان لم يكن المعبد الوحيد فى القدس آنذاك بل سبقه معابد كثيرة، أولها معبد الملك ملكى صادق، وغيرها الكثير من المعابد التى بناها سيدنا إبراهيم ويعقوب واسحق عليهم السلام فى فلسطين فى منطقة الخليل وبئر السبع.