اخبار وثقافة

الجبرتى وعجائب الآثار.. حكاية سقوط مراكب منارة جامع ابن طولون

ثقافة أول اثنين:


من العجائب التي ذكرها عبد الرحمن الجبرتى في كتاب العجائب والآثار في التراجم والأخبار وجود ما يسمى المركب فوق منارة جامع ابن طولون والمراكب عبارة عن نماذج مشتقة من مراكب الشمس.


يقول عبد الرحمن الجبرتى في كتاب العجائب والآثار في التراجم والأخبار “وفى ثانى عشر رمضان سنة خمس وماية وألف الموافق لحادى عشر بشنس هبت رياح شديدة وتراب أظلم منه الجو وكان الناس فى صلاة الجمعة فظن الناس أنها القيامة وسقطت المركب التى على منارة جامع طولون وهدمت دور كثيرة”.

والمركب حسب تقاليد العمارة المصرية كان يوضع نموذج لمركب فوق قباب وماذن الجوامع المصرية وهى مشتقة أساسا من مركب إله الشمس رع التى كانت توضع فوق المعابد المصرية وتملئ بالحبوب حتى يأكل منها طير الحمى الذى يحوم حول المعابد وقد اتبع المصريون نفس السلوك عند بناء مساجدهم وكانوا يسمونها “العشارية” أى عشور الحبوب التى ترصد للطيور السائبة ويقال إن المركب المذكورة هنا كانت من الذهب وتذكر بعض الروايات أنه عثر عليها فى أحد المقابر الفرعونية التى كانت موجودة بسفح تلال المقطم ومازال جامع الامام الشافعى يحتفظ بمركب مشابهة.


كتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار أو تاريخ الجبرتي كما يسمى يعتبر من أهم كتب التاريخ في القرن الثاني عشر والثالث عشر الهجري ويقول عبدالرحمن الجبرتي في المقدمة: “إني كنت سودت أوراقًا في حوادث آخر القرن الثاني عشر وما يليه من أوائل الثالث عشر الذي نحن فيه جمعت فيها بعض الوقائع إجمالية وأخرى محققة تفصيلية. وغالبها مِحَن أدركناها وأمور شاهدناها، واستطردت في ضمن ذلك سوابق سمعتها ومن أفواه الشيخة تلقيتها وبعض تراجم الأعيان المشهورين من العلماء والأمراء المعتبرين، وذكر لمع من أخبارهم وأحوالهم وبعض تواريخ مواليدهم ووفياتهم فأحببت جمع شملها وتقييد شواردها في أوراق متسقة النظام مرتبة على السنين والأعوام ليسهل على الطالب النبيه المراجعة ويستفيد ما يرومه من المنفعة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى