“التنسيق الحضاري” يدرج الحسن بن الهيثم في مشروع حكاية شارع بمدينة نصر

ثقافة أول اثنين:
أدرج الجهاز القومى للتنسيق الحضارى برئاسة المهندس محمد أبو سعدة اسم الحسن بن الهيثم، فى مشروع حكاية شارع، حيث تم وضع لافتة تحمل اسمه وكل المعلومات على أحد الشوارع بمدينة نصر.
ولد أبى علي الحسن بن الهيثم في عام 965م في مدينة البصرة، وهو من أصلٍ عربي، نشأ وتعلم بالبصرة، ولا يعرف شيء عن نشأته الأولى سوى أنه عاش في فترة مزدهرة، ظهر فيها أساطين العلم في الفلسفة والطب والكيمياء والرياضيات والفلك، فجذبته هذه العلوم فأقبل عليها بهمة لا تعرف الكلل وعزيمة لا يتطرق إليها وهن، فقرأ ما وقع تحت يديه من كتب المتقدمين والمتأخرين، ولم يكتفِ بالاطلاع عليها والقراءة فيها، وإنما عني بتلخيصها ووضع مذكرات ورسائل في موضوعات تلك العلوم وظل مشتغلًا بهذه العلوم، وبالتصنيف فيها فترة طويلة حتى ذاعت شهرته، وسمع بها الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله.
تميز ابن الهيثم بمنهج وأخلاق البحث الإسلامية التي تقوم على الحق والعمل الدؤوب، والتي تُشيد بقدرة الله تعالى، فأثمرت دراساته وأبحاثه في الكشف عن نظريات علمية بارزة في علوم الطبيعة بالاستعانة بطرق بحث متميزة، عجز علماء أوروبا في القرن الثالث عشر عن الوصول لها، فاعتبروا ابن الهيثم مؤسس المنهج العلمي الحديث، ومن أبرز العلوم التي برع بها: علم المناظر، والإشعاع، والضوء وغيرها، كما كان طبيبًا مزاولًا وحاصلًا على الإجازة في الطب، وصاحبًا لتصنيفات عدة في مجاله، بالإضافة للمؤلفات الفلكية والرياضيّة، ناهيك عن كونه مهندسًا بارزًا وذا شأن رفيع في فن الهندسة.
في علم الضوء والبصريات تميّز ابن الهيثم في نظريته عن الضوء والرؤية فهي لم تكن مبنيةً على أية نظرية سبقتها في التاريخ القديم أو الإسلامي، فهو أول من درس العدسات واكتشف قدرة العدسة المُحدبة على تكبير الأجسام، وقد تمّت الاستفادة من هذا الاكتشاف لخدمة الناس في القرن الثالث عشر الميلادي في صناعة النظارة.
كما أنّه درس طريقة مرور أشعة الضوء عبر مواد مختلفة ليكتشف قواعد انكسار الضوء، وهو أول من قام بتجربة تشتّت الضوء إلى ألوان الطيف الأساسية، كتب أطروحته العلمية بأجزائها السبع عن البصريات وسماها كتاب “المناظر” الذي اعتُبر من أكثر الكتب المؤثرة في الفيزياء المعاصرة وفهم الرؤية والضوء، بما يُضاهي كتاب الأصول الرياضية للفلسفة الطبيعية لإسحاق نيوتن. تُرجم كتاب المناظر للغة اللاتينية ووصل إلى أوروبا عام 1200م، فقد كان مساهمًا أساسيًا في التطور العلمي في أوروبا، كما أثّر على أعمال بعض العلماء الأوروبيين، واعتُبر الكتاب الأهم في البصريات حتى كتابة العالم “كيبلر” لكتابه عن البصريات الفلكية عام 1604م.
كتب ابن الهيثم أكثر من مئتي عمل في مجالات العلوم المختلفة، ستة وتسعون منها معروفة، ولكن لم يصل سوى خمس وخمسون عمل إلى عصرنا هذا، أكثر من نصفهم عن الرياضيات، وثلاثة وعشرين منهم عن علم الفلك، وأربعة عشر عن البصريات، والباقي توزع بين المجالات العلمية التي تخصص بها.
ومن أشهر مؤلفات ابن الهيثم ما يأتي:
كتاب فلسفة الضوء: أبطل ابن الهيثم في كتابه هذا النظريات السائدة في زمانه حول الإبصار، وذلك من خلال الأدلة العلمية والفيزيائية، وكانت النظرية تزعم أن العينَ تُرسِل أشعةً خاصةً تسقط على الأشياء فتُساهم في رؤيتها، وهو قول مغلوط أبطله ابن الهيثم الذي لم يقتصر ميوله وشغفه في دراسةِ الظَّواهرِ الفيزيائية، فوضّح الكتاب مساهماته في علوم الجبر والهندسة والطب البشري.
كتاب حول تكوين الكون: وهو أحد أشهر أعمال ابن الهيثم الفلكية والذي قدم فيه وصفًا غير تقني لطريقة فهم النماذج الرياضية المجردة لبطليموس تبعًا للفلسفة الطبيعية السائدة في عصره، وتقبل مُبكرًا وبشكل ضمني بعض نماذج بطليموس وفرضياته ونقد وتعارض مع بعضها.
كتاب المناظر: أوجز ابن الهيثم في كتابه المناظر، ولخص المعارف والنظريات السابقة عن الرؤية، كما قدم أسس ملاحظاته التجريبية الخاصة، وطرح من خلاله آراءً ومعلومات علمية جديدة، أبرزها نظريته المعروفة في الرؤية، وقسم كتابه إلى 7 فصول، اختصت الفصول الثلاثة الأولى منها بمواضيع الرؤية، بالإضافة لوصف التشريح الدقيق للعين وأجزائها والهياكل المحيطة بها، أما الفصول الثلاثة التالية فتتعلق بالتفكير، بينما يتطرق الفصل الأخير إلى موضوع الانكسار، ويُصنف هذا الكتاب كأحد أكثر الكتب تأثيرًا في مجال الفيزياء.