حكاية رمضانية من نوادر الكتب.. الأعرابى آكل الثمر فى نهار رمضان

ثقافة أول اثنين:
تتنوع الحكايات الرمضانية واليوم نتوقف مع حكايات من كتاب مجالس السلطان الغوري لـ عبد الوهاب عزام.
قيل: قصد السلطان محمود الغزنوي رحمه الله زيارة واحد من الأولياء، وسافر مسيرة شهر، فلما وصل إلى بلاد الشيخ بعث قاصدًا إلى الشيخ وقال: قل له: إنا جئنا بطول مسافة شهر لقصد زيارتكم ووصلنا إلى باب مدينتكم فالواجب عليكم أن تخرجوا إلى باب المدينة حتى يزوركم السلطان! قال الشيخ: ما لنا حاجة بزيارة السلطان. ثم بعث السلطان ثانيًا فقال: قولوا له أما قرأت قوله تعالى: أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ؟
قال الشيخ: إطاعة أولي الأمر واجبة إذا كانت موافقة للكتاب والسنة، والله تعالى ما أمرنا في كتابه بزيارة السلطان.
فأعجبه منه هذا الجواب فركب إلى زيارة الشيخ.
نختم هذا المجلس بظرافة: قيل: إن أعرابيًّا كان يأكل في شهر رمضان الفاكهة بالنهار، قيل له: ما هذا؟! فقال الأعرابي: رأيت في كتاب الله: كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ، وأنا خفت أن أموت قبل الإفطار فأكون عاصيًا.
ومن مجلس آخر للسطان الغورى يذكر عبد الوهاب عزام:
طلعت ليلة الجمعة في سلخ رمضان المبارك، والإمام كان الشيخ محب الدين المكي، وقعدوا في البيسرية أربعين درجة، وجاء الشيخ ابن أم أبي الحسن مع كتابين، واحد منهما (سيرة الملك الظاهر بيبرس ودخوله إلى الفرنج)، والكتاب الثاني (أحاديث في فضل المسلم)، ويريد أن يقرأ جميع ما في الكتابين، مع أنه لا يمكن قراءتهما في شهر كامل!
قلت: ما مناسبة قراءة هذين الكتابين في تلك الليلة؟ أما (سيرة الملك الظاهر) فلأنه لو كان الملك الظاهر حيًّا يتمنى أن يسمع سيرة مجلس مولانا السلطان.
وأما مناسبة الكتاب الثاني في ليلة العيد فبعيد، بل المناسب في هذه الليلة الشريفة ذكر فضل رمضان وأدائه، وفضل العيد وصلاته.
ووقع في ذلك المجلس مسائل:
السؤال الثاني: شخص رأى هلال العيد، وما رآه غيره، هل هذا الشخص يفطر أو يصوم؟
قال مولانا السلطان: لا ينوي الصوم ولا يأكل الطعام أيضًا؛ موافقة للمسلمين.
السؤال الرابع: قال سلطان شروان: معنى العيد في اللغة هو السرور؛ فسرور المسلمين لأجل رواح رمضان الذي كل يوم يغفر فيه ذنوبهم وتُستر عيوبهم، وأبواب جهنم مقفولة، وأبواب الجنة مفتوحة، فالقياس أن لا يفرح المؤمن برواح مثل هذا اليوم؟
الجواب: قال مولانا السلطان: فرح المؤمنين لأجل أنهم أدوا هذه الفريضة أداءً كاملًا ووصلوا إلى درجة الصائمين الكاملين لا بواسطة رواح رمضان.
السؤال السابع: بعض البلاد نهارها ستة أشهر وليلها ستة، فكيف يصوم المسلم في ذلك البلد؟
قال مولانا السلطان: الواجب عليهم أن يقيسوا بالمنكاب بقياس ليل مكة ونهارها، ويصوموا ويصلوا الظهر والعصر والمغرب والعشاء؛ قياسًا على مسألة يوم خروج الدجال.