Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار وثقافة

المسلسلات في السينما.. الشاشة الفضية عرفت الحلقات قبل التليفزيون

ثقافة أول اثنين:


لا حديث الآن سوى عن الدراما في رمضان، ومتابعتها، ومعرفة مواقيت عرضها والقنوات التي تعرضها، ومن جانبي كنت أظن أن هذا النظام مرتبط باختراع التليفزيون، لكن ثبت لي غير ذلك.


كنت أطالع مذكرات “صلاح أبو سيف” التي صاغها الكاتب الصحفي عادل حمودة، وفي الجزء الذي يتحدث فيه أبو سيف عن طفولته وتعلقه بالسينما في طفولته ومنذ بلوغه الـ 10 من عمره، أي تقريبا في سنة 1925، أي زمن السينما الصامتة، تحدث عن فكرة الحلقات التي عرفتها السينما.

يقول  صلاح أبو سيف، عن أول سينما دخلها وكان  ذلك بعد “تزويغه” من المدرسة:

وصلت إلى حي عابدين، وهناك لفت نظري زحام شديد حول مدخل مبنى غريب مغطى بصور مثيرة وأمامه عربه كشري وباعة جائلون… كانت سينما “إيديال”… ووقفت أشاهد الصور المعلّقة على مدخلها، وشدّتني الصور وأشعلت النار في خيالي، وأحسست أنني كالمنوَّم من السحر، واندفعت إلى اكتشاف هذا العالم الذي لم أَرَه في حياتي!


‫ لقد سبق أن رأيت المسرح، فمدرستنا “مدرسة سعد باشا الابتدائية” كانت تقيم حفلًا سنويًّا على “مسرح رمسيس” الذي كان يمثل عليه يوسف وهبي لجمع التبرعات لأنها كانت مدرسة أهلية، ولكن سينما؟ لا… لم أرها… ولم أدخلها من قبل ولا يمكن أن أترك هذه الفرصة تضيع مني.


‫ أمام شباك التذاكر سألت عن ثمن تذكرة الدخول وعرفت أنه قرش صاغ، أي مصروف يومين، فقد كان مصروفي اليومي نصف قرش… ومن ثَمَّ كان القرش ثروة كبيرة… ولكن لم أتردد في التضحية بها، ودخلت السينما… أخذت تذكرة واخترقت الصالة وجلست في أول صف واندهشت لأن الناس كانت تجلس في الصفوف الخلفية؛ ولكن فسرت ذلك بأنني دفعت ثمن تذكرة درجة أولى بينما هم يحملون درجه ثالثة، ويبدو أن شخصًا أحس بورطتي فسألني:

‫ – أنت جالس في الصف الأول ليه؟

‫ – أنا تذكرتي بقرش.

كلنا تذاكرنا بقرش لكن لازم ترجع للوراء حتى ترى الشاشة جيدًا.

ورجعت عدة صفوف على مضض ولكن ما إن بدأ العرض حتى عرفت قيمة هذه النصيحة، وقد استمر العرض نحو ساعتين تابعت خلالهما -بانبهار شديد- الصور المتلاحقة على الشاشة… وكانت متعة ليست بعدها متعة… كان حلمًا لذيذًا تمنيت أن لا أستيقظ منه.


في هذا العرض رأيت فيلمين أحدهما لشارلى شابلن وكان اسمه “شارلي في البنك” والآخر لممثل إيطالي قديم كان من نجوم السينما الصامتة هو إيلامو لنكولن… وكان أول من قدّم دور “طرزان” على الشاشة وهو دوره الذي شاهدته في ذلك اليوم، كان في الغابة وسط الوحوش يقفز من شجرة إلى شجرة… ويصادق الطيور ويداعب القردة… إنه شيء لا يصدَّق… وكان فيلم “طرزان” حلقة في مسلسل وليس فيلمًا كاملًا… وكان أسلوب المسلسلات السينمائية سائدًا وقتها لجذب الجمهور أسبوعيًّا إلى دور العرض… وكانت كل دار عرض تنفرد بمسلسل مختلف. 


مذكرات صلاح أبو سيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى