من الشاشة إلى الكتاب.. تحويل الأفلام إلى روايات هل تحقق نجاحا أدبيا؟

ثقافة أول اثنين:
يبدو السائد فى تاريخ السينما، هو تحويل مئات أو آلاف الروايات الأدبية إلى أفلامًا سينمائية، لكن نادرًا جدًا ما كان يحدث العكس، بأن نجد فيلمًا أو عملًا فنيًا يتم تحويله إلى رواية مطبوعة، لكنه على حال أمر حدث على الرغم من ندرته.
بالتأكيد الأعمال الأدبية الجادة، تكتب أولا، ولا يكون في مخيلة صاحبها تحويلها إلى عمل فني، هو يتعامل مع الرواية على أن فنً قائم بذاته، كما عبر من قبل الأديب العالمي الكبير نجيب محفوظ، ثم بعد ذلك تأخذ طريقها إلى شاشة السينما، لكن في السينما العالمية، كانت هناك بعد شركات الإنتاج الكبرى التي تتعاون مع دور نشر مٌتخصّصة لجلب أكبر ما يمكن من أرباح مادية من أعمال الفنية التي أنتجتها، فتقوم تلك الدور بإصدارها في كتب مطبوعة بعد ذلك، استغلالًا لحالة النجاح الكبير التي حققته تلك الأعمال وقت عرضها سينمائيًا.
تضمّ قائمة الأفلام التي تمّ تحويلها إلى روايات أعمالا مهمّة لأدباء كبار، ولعل أول ما يتبادر إلى أذهننا هو الكاتب أمين يوسف غراب، الذي كتب قصة فيلم “شباب امرأة”، وقام بصياغتها سينمائيًا المخرج صلاح أبو سيف، فيما قام السيد بدير بكتابة السيناريو والحوار بالاشتراك مع الأديب العالمي نجيب محفوظ، وبعدما نجحت كفيلم سينمائي قام الأول بإصدارها في رواية أدبية مطبوعة، وهو الحال نفسه مع الأديب الكبير إحسان عبد القدوس، الذي كان يصدر رواياته المطبوعة بعد عرضها كأفلام على شاشة السينما.
ويبدو الهدف من تحويل سيناريو الأعمال الفنية إلى روايات مطبوعة، هي محاولة من الناشرون خاصة في النموذج الأوروبي في استثمار الأفلام السينمائية التي حققت نجاحا جماهيريا كبيرا، ومغازلة هذا الجمهور، واكتساب جزء من جمهور السينما التي انبهر بما شاهده على الشاشة من أجل اقتناء نسخة مطبوعة من الفيلم في شكل عمل روائي.
لكن بشكل عام، ومع قلة الأعمال الأدبية التي تتحول إلى أعمال فنية في الوقت الراهن، لا يوجد نماذج حالية لأفلام تحولت إلى روايات على غرار “شباب امرأة” ولعل ذلك يعود إلى فكرة تسويقية خاصة بالكتاب والناشرين، فالاعتقاد السائد أن السينما هي الأكثر جذبا، وأن ذائقة الجمهور بشكل عام تتحول إلى الأعمال المرئية أكثر من المطبوعة، لذلك يمكن استثمار نجاح بعض الروايات بتحويلها إلى أفلام، لكن العكس يراها البعض فكرة غير مجدية لأنها عرضت فى الأصل على وسيط أكثر جماهيرية، وتم “حرقها” بالتعبير الدارج، وبالتالي لن تحقق مردود مثلما حققت في السينما.