بعد فوزها بجائزة إكسبوجر.. حكاية صورة توثق الأيام الأخيرة للبدو الجورجيين

ثقافة أول اثنين:
بعدما فازت المصورة ناتيلا جريجا لاشفيلي بجائزة عدسة العالم، في مهرجان إكسبوجر الدولي للتصوير في دورته الـ9، حرص اليوم السابع علي مقابلتها للكشف عن تفاصيل معرضها الذى جاء تحت عنوان “الأيام الأخيرة للبدو الجورجيين.. حكايات الترحال والصمود”.
وألقي اليوم السابع، الضوء علي إحدي لوحات المصورة المعروضة بالمعرض وقالت عنها “ناتيلا”، ‘ن الصورة لإحدي المناطق النائية، حيث لا تزال العائلات تحتفظ بتقاليدها كأسلوب حياة، تعيش أسرة بدوية صغيرة في بيئة قاسية لكنها مترابطة بشكل عميق، في هذا المجتمع، تظل العائلة هي الأساس، حيث يسود احترام كبير للأوامر العائلية والهياكل التقليدية، رغم الظروف الصعبة، يبقى الأطفال ملتزمين بدعم أسرهم منذ سن مبكرة، حيث يساعدون في المزارع، ويرعون الماشية، ويؤدون أي عمل ممكن لتخفيف العبء عن ذويهم.
المصورة ناتيلا جريجالا شفيلي
وأوضحت “ناتيلا”، مع بداية العام الدراسي، تعود العائلات من المرتفعات إلى المناطق المنخفضة، حيث يكون الطقس أقل قسوة وتسهل الحياة بعض الشيء، في هذا الصباح الباكر، تستيقظ الأم لتحضير طفليها لأول يوم في المدرسة، والبيت المتواضع، بأثاثه البسيط وملابسهما التقليدية، وكل هذا يعكس نمط الحياة المتوارث عبر الأجيال، ترتدي الأم وشاحها الأسود، وهو رمز يميز النساء المتزوجات في هذا المجتمع، بينما تساعد طفلها في ارتداء ملابسه المدرسية.
وأشارت “ناتيلا”، إلى أن الطفلان متحمسان لكنهما حائران بعض الشيء، فالتعليم ليس أولوية للكثير من العائلات هنا، حيث يعتمد البقاء على العمل الجاد وليس على الشهادات ومع ذلك، تحاول بعض الأسر، رغم صعوبة الحياة، منح أطفالها فرصة أفضل من خلال الدراسة.

لوحة المصورة ناتيلا جريجالا شفيلي
ولفتت “ناتيلا”، إلي ـن رغم الترابط القوي في هذا المجتمع، فإن التغيرات بدأت تتسلل إليه، مع ازدياد صعوبة المعيشة وتدهور البنية التحتية، وقد بدأت العديد من العائلات في مغادرة قراها إلى المدن أو حتى إلى الخارج بحثا عن مستقبل أفضل لأطفالها، فأصبحت البيوت القديمة تهجر شيئا فشيئا والمجتمع الذي كان يوما ما صامدا بدأ يواجه تحولات حتمية.
وتابعت “ناتيلا”، لكن رغم كل التحديات، تبقى روح الأمل والتفاؤل حاضرة بين الناس، فالكثيرون يؤمنون بأن الحكومة قد توفر لهم دعما في المستقبل، مما يمنحهم فرصة للبقاء في وطنهم دون الحاجة إلى الرحيل، حتى ذلك الحين، يستمرون في الكفاح اليومي، متمسكين بتقاليدهم وروابطهم العائلية، متشبثين بالأمل في غد أفضل.