الملك خع نفر رع سبك حتب الرابع تدل آثاره على نفوذه.. فماذا ترك؟

ثقافة أول اثنين:
التاريخ المصري القديم مليء بالحكايات والأسرار التي لا تكشفها إلا القطع الأثرية القديمة والتي يتم العثور عليها ما بين الحين والآخر، لأنه من الصعب أن يرصد أحد تلك التفاصيل التي تمتد على مدار قرون طويلة سجلت بعضها على جدران المعابد في زمن الكتابة المصرية القديمة وأخرى لم تسجل بعد، ولكن تكشفها كنوز أثرية تخرج من باطن الأرض.، والحكاية اليوم مع الملك خع نفر رع- سبك حتب الرابع.
الملك خع نفر رع- سبك حتب الرابع اشترك مع أخيه في الحكم بعد وفاة “ساحتحور”، كان لا بد أنه قد تخطى سن الكهولة وقتئذ، وبخاصة وتدل الآثار التي تركها هذا الفرعون على أن نفوذه كان يمتد من الدلتا حتى الشلال الثالث.
ولقد عثر للملك على العديد من الآثار، ففي “تانيس” عُثر له على تمثال ضخم، غير أنه كان في الأصل مقدمًا للمعبود “بتاح” في “منف”، ثم نقله “رعمسيس” الثاني إلى “تانيس” مغتصِبًا إياه لنفسه، وكذلك وُجد له تمثال آخر في نفس البلدة، غير أنه يحتمل أنه نقل من بلدة “المعلة”؛ إذ وُجد عليه اسم إله هذه البلدة وهو “حمن”، وفي “تل بسطة” عُثر له على تمثالَين كما يقول الأستاذ “إدورد مير”، وفي “أطفيح” وُجد له تمثال “بو الهول” من الجرانيت الأسود، وفقًا لما ذكرته موسوعة “مصر القديمة” لسليم حسن.
ومن المحتمل أنه كان يوجد هناك مقر فرعوني، وبخاصة أن هذا الإقليم كان مركز عبادة المعبود “حتحور”، يضاف إلى ذلك أن ابن الفرعون كان يسمى “ساحتحور” (أي ابن حتحور) وكذلك وُجد لهذا الفرعون جعران في “اللشت”.
أما في مصر العليا فكان له آثار عدة، لدرجةٍ ظَنَّ معها المؤرخُ “ويجول” أن هذا الفرعون قد اتخذ مقر مُلْكه في “طيبة”؛ ففي “العرابة المدفونة” نجد أنه قد أضاف “بوابة” عظيمة من الجرانيت الأسود في معبدها، وكذلك وُجد له هناك جزء من لوحة من الجرانيت يَظهر فيها الفرعون يتعبد للمعبود “مين”.
وفي متحف «بروكسل» يوجد له نقشٌ غائر عُثر عليه في “العرابة”، وفي “دندرة”، عُثر له على آنية من المرمر الأزرق منقوش عليها اسمه.
ويَذكر لنا المؤرخ “ويجول” أن هذا الفرعون قد أقام معبدًا في “الأقصر” عُثر على بعض آثار غير أن ذلك يحتاج إلى إثبات، وفي معبد “الكرنك” وُجدت له آثار عدة تشهد بنشاطه في هذه البقعة، وكذلك بقايا تمثال في صورة «أوزير» في “خبيئة الكرنك”، هذا وقد أصلح “سبك حتب” الرابعُ التمثالَ الذي أهداه “سنوسرت” الثاني وسنوسرت الثالث إلى جدهما “منتوحتب” الثاني، أعظم ملوك الأسرة الحادية عشرة، وهو موجود الآن بالمتحف المصري، ووُجد له في “طود” الواقعة جنوبَ الأقصر تمثالٌ وهو الآن بمتحف “اللوفر”.
وقد ذكر اسم هذا الفرعون في قاعة الأجداد، وكذلك ذُكر في “ورقة تورين”، وقد كُشف حديثًا في “الكرنك” قطعة من لوحة محفوظة الآن في “المتحف المصري”، وهي منحوتة من حجر الجرانيت المحبب، وقد أقامها الملك “خع نفر رع سبك حتب الرابع”؛ لتكون تذكارًا لما قام به من أعمال الخير التي حبسها على معبد “آمون” بالكرنك.