القضايا السياسية الراهنة تفرض نفسها على ندوات “فن القاهرة” بالمتحف الكبير

ثقافة أول اثنين:
فرضت القضايا السياسية الراهنة نفسها على المشاركين في الندوة التي شهدها المتحف المصري الكبير مساء أمس الإثنين، تحت عنوان “الفن العربي المعاصر: سردية عالمية”، ضمن فعاليات مهرجان “فن القاهرة”، وحضرها كل من الفنانين نزار صبور، خالد الخاني، وخالد زكي، وأدارها الفنان علي سعيد.
تناولت الندوة التحديات والفرص التي تواجه الفن العربي المعاصر، وعلاقته بالساحة العالمية، ومدى تأثير المتغيرات السياسية والثقافية على المشهد الفني في الشرق الأوسط.
وأكد الفنان السوري خالد الخاني أن الفنانين في الشرق الأوسط لا يقلّون موهبة أو تأثيرًا عن نظرائهم في العالم، مشيرًا إلى أن الفن السوري شهد “انفجارًا” على الساحة العالمية، حيث يتابع عن كثب نجاحات الفنانين السوريين في مختلف المحافل الدولية، كما أشار إلى أن الفنانين العرب بشكل عام يحققون إنجازات متزايدة على مستوى الفن المعاصر، مما يعزز حضورهم في المشهد العالمي.
أما الفنان نزار صبور، فقد أبدى تحفظه على مفهوم “العالمية”، قائلاً: “أكره كلمة عالمية، يجب أن يركز الفن على هويته”، مؤكدًا أن النجاح الفني لا ينبغي أن يكون محكومًا بالتوجه نحو المعايير الغربية، بل يجب أن ينبع من الجذور الثقافية والفكرية للفنان.
وأشار إلى تجربته الشخصية، حيث قدم خمسة معارض كبرى في متاحف عالمية مرموقة، لكنه ظل متمسكًا بأسلوبه الفني الذي يعكس الهوية الثقافية الشرقية.
وناقش الفنانون المشاركون الفوارق الفكرية والتقنية بين الفن العربي والغربي، مشيرين إلى أن التجارب الفنية العربية ما زالت تواجه تحديات في الوصول إلى المكانة التي تستحقها عالميًا.
كما تم التطرق إلى التحولات السياسية والاجتماعية التي شهدها العالم العربي منذ 2011، وكيف انعكست على أعمال الفنانين العرب، خاصة في ظل المخاوف التي صاحبت صعود التيارات الإسلامية وتأثيرها على حرية التعبير الفني.
تأتي هذه الندوة ضمن سلسلة من اللقاءات والندوات التي يستضيفها المتحف المصري الكبير كجزء من مهرجان “فن القاهرة”، الذي يجمع نخبة من النقاد والفنانين التشكيليين من العالم العربي.
ويختتم المهرجان أعماله اليوم الثلاثاء، بعد خمسة أيام من التفاعل والنقاش الحر حول واقع الحركة التشكيلية العربية وأسواق الفن في المنطقة، تحت شعار “سلام لكل البلاد”.