سيد جبيل: نعيش أجواء ما قبل الحرب العالمية وهناك نظام دولى لم يتشكل بعد

ثقافة أول اثنين:
فى ندوة استضافتها القاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، ناقش الصحفي والباحث المتخصص في العلاقات الدولية سيد جبيل التساؤل الذي يشغل العالم: “هل نحن على أعتاب حرب عالمية ثالثة؟”، وذلك بحضور الإعلامي تامر حنفي، الذي أدار اللقاء وأشاد بتحليلات جبيل العميقة للأوضاع الدولية.
وخلال حديثه، أوضح سيد جبيل أنه في منتصف التسعينيات، كان مجرد الحديث عن حرب عالمية ثالثة يُعد نوعًا من الإثارة الصحفية، نظرًا لتفرد الولايات المتحدة بزعامة العالم عقب سقوط الاتحاد السوفيتي، لكن اليوم أصبح هذا السؤال مطروحًا بقوة على لسان رؤساء وقيادات الدول، في ظل حالة الفوضى غير المسبوقة التي يشهدها العالم.
وأشار جبيل إلى أربعة مظاهر رئيسية لهذه الفوضى: تصاعد الصراعات المسلحة – حيث يوجد حاليًا 56 صراعًا في العالم، وهو العدد الأكبر منذ عام 1945، إضافة إلى أربع مواجهات كبرى محتملة تهدد الأمن الدولي، أبرزها التوتر بين الصين وتايوان، واتساع رقعة الحرب في أوكرانيا، وانفجار الأوضاع في شبه الجزيرة الكورية، والتصعيد في الشرق الأوسط.
وكذلك، تفكك معاهدات الحد من التسلح، حيث تم إلغاء أو تعليق عدد من المعاهدات الهامة، مثل معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا، ومعاهدة حظر التجارب النووية، وغيرها، مما يزيد احتمالية نشوب صراع نووي، بجانب استقطاب عالمي حاد، إذ يشهد العالم انقسامًا واضحًا بين معسكرين رئيسيين: الأول بقيادة الولايات المتحدة، والثاني بقيادة الصين وروسيا، مع تصاعد العقوبات الاقتصادية المتبادلة، ورفض متزايد للهجرة والعولمة، فضلا عن عودة التجنيد الإجباري وسباق التسلح، حيث أعادت عدة دول، مثل لاتفيا وكرواتيا، التجنيد الإجباري، فيما تدرسه دول أخرى مثل اليابان وصربيا، وهو ما يعكس قناعة متزايدة بأن العالم قد يكون على أعتاب حرب كبرى.
وأضاف جبيل أن هذه الأوضاع دفعت مسئولين كبارا، لا سيما الجنرالات وقادة الجيوش، إلى التحذير العلني من اقتراب حرب عالمية ثالثة، مثل قائد الجيش البريطاني ووزير الدفاع الألماني.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن العالم يعيش مرحلة انتقالية بين نظام دولي كانت تهيمن عليه الولايات المتحدة، ونظام جديد لم يتشكل بعد. وأشار إلى أن حتى واشنطن نفسها باتت غير راضية عن النظام الحالي، كما يتضح من سياسات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي عارض العولمة، وانتقد التحالفات التقليدية، ورفض المؤسسات الدولية.
وأكد جبيل أن هذه الأجواء تشبه إلى حد كبير ما سبق اندلاع الحرب العالمية الثانية، من تسويات جائرة، وعقوبات اقتصادية قاسية، وتصدع النظام الدولي، ما يجعل الإجابة عن التساؤل حول الحرب العالمية الثالثة أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.