حقائق صادمة.. متخصصون بمعرض الكتاب يكشفون خطورة الإنترنت على الأطفال

ثقافة أول اثنين:
استضافت قاعة ديوان الشعر ندوة “الإنترنت في حياة الأطفال” ضمن محور مؤسسات، وذلك بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، بمركز المعارض الدولية بالتجمع الخامس.
وجاءت الندوة بحضور كل من المهندس زياد عبد التواب خبير التحول الرقمي وأمن المعلومات، والدكتورة سلمى فوال مدير برنامج حماية الأطفال بمكتب اليونيسف بالقاهرة، والمهندس طارق سعد مستشار وزير التضامن للتحول الرقمي واللواء محمود الرشيدي مساعد أول وزير الداخلية لأمن المعلومات الأسبق، والمهندسة هدي دحروج مستشار الوزير للتنمية المجتمعات الرقمية بوزارة الاتصالات، وأدارت الندوة هيام نصيف نائب رئيس المجلس القومي للطفولة والأمومة والدكتورة نور أسامة ” المجلس القومي للطفولة والأمومة.
وقال نور أسامة إن الطفل عاني خلال السنوات الماضية من استخدامات الإنترنت، كما أنه واجه تهديدات أمنية وصحية، فعلينا أن ندرك أن بناء الأطفال هو البداية الحقيقية لبناء البلاد.
كما أوضحت هيام نصيف، أن دور الإنترنت في حياة الطفل من ضمن الفعاليات العديدة التي ينظمها المجلس للطفولة، ويأتي ذلك في إطار الحرص علي نشر الوعي وتشكيل الهوية للطفل، ومعرض القاهرة للكتاب يعد ملتقي الإبداع والثقافة والعلم ويعد من أكبر المعارض في الشرق الأوسط.
ودعت هيام نصيف زوار معرض القاهرة لزيارة جناح الطفولة والأمومة للمشاركة في كل الفعاليات والأنشطة والمتاحة والاستفادة ببعض الخدمات الإرشادية للأسر.
ولفتت هيام نصيف، إلى أن استخدمات الشاشات يأتى بغرض التسلية والترفية أو شغل أوقات الفراغ لكن يصاحب ذلك كثير من المشاكل منها التعرض لممارسات ضارة وعنف ومشاهدة محتويات جنسية وقد يتعرضون للإعلانات الاستهلاكية ومعلومات خاطئة ومضللة، بالإضافة إلى مشاكل الصحية منها اضطرابات النوم وضعف التحصيل المدرسي والتأخر في اكتساب المعارف اللغوية، ومشكلات فى الانتباه، ومن هنا علينا تقديم إرشادات خاصة للتعرض للشاشات طبقا للأكاديمية الطبية لطب الأطفال.
وأكدت هيام نصيف أنه غير مسموح للطفل قبل سنتين مشاهدة الشاشة، ومن سنتين إلى خمس سنوات عليه التعرض لمدة ساعة فقط وثلاث ساعات في أيام العطلة، ومن ستة إلى تسع سنوات مشاهدة ثلاث ساعات، موضحة من 15%، يعانون من إدمان استخدام الإنترنت.
وأشارت هيام نصيف إلى أن من يرى أى انتهاكات للطفل لا يتردد في إرسال الشكاوي والبلاغات علي الخط الساخن 161000.
ومن جانبه قال زياد عبد التواب إن الإنترنت في حياة الأطفال موضوع مستمر وليس حديث فهو موجود من عام 2000، فهو يحمل إيجابيات وسلبيات تتضمن مختلف المخاطر.
وأوضح زياد عبد التواب أن لدينا خطورة كبيرة في درجة الوعي باستخدام الإنترنت، ونحن الآن نشاهد مخاطر تتضمن الابتزاز الإلكتروني والذي يصل عقبته حاليا وفقا للقانون بالحكم بالسجن، فأصبحنا الآن نري أن الانترنت ليس سبب في الترفيه فقط ولكن سوء استخدامه ممكن يصل الي عقوبة السجن.
وأشار زياد عبد التواب إلى أن الإنترنت هو عالم المعارف التي لا غنى عنه فهو يدخل في أدوات التعليم والعلاج والمذاكرة وغيرها من الاستخدامات الإيجابية، خاصة بعد دخول الذكاء الاصطناعي.
وتابع زياد عبد التواب أن التكنولوجيا تتطور بصورة رهيبة وتخلق معها مشاكل منها علي الأقل إدمان الإنترنت فقد يصل استخدام الانترنت في حياة الطفل إلى ثمن ساعات وخاصة علي موقع التواصل الاجتماعي وبخاصة التيك توك الذي يصدر قيم فاسدة في العالم كله، مؤكدًا أن أهم شيء في الهرم العقلي هو الوصول إلي الحكمة من خلال مشاهدة المحتوي وتقيمه وتحليله باستمرار.
وفي السياق ذاته قالت هدي دحروج إن وزارة الاتصالات تعمل في حماية الأطفال وتعزيز البيئة المحيطة خاصة لأن الأطفال الذين لا يعلموا أصبحوا يعلموا، ولكن الأمية الرقمية لا تزال موجودة، علي الرغم من أن أغلبية الخدمات التي تقدم للمواطنين أونلاين فنحن نقلنا المواطنين الي العالم الافتراضي.
وتابعت الدكتورة هدي خلال عام 2006، قامت وزارة الاتصالات بتشكيل لجنة لحماية الأطفال بالفعل لدينا بنية تحتيه قوية جدا، ولكن الحل في التقليل من المخاطر هو التوعية والتدريب.
وأضاف طارق سعد أن الإنترنت حمل العديد من الإيجابيات خاصة وقت كورونا، فالإنترنت ساعد على بث رسائل حول الصحة والتعليم ومتابعة سير العمل، كما أن وزراة التضامن قدمت برنامج مودة لفحص الزواج وكان يضم منهج لمخاطر الإنترنت، والتي توضح أن 15% من نسبه الطلاق سببها الإنترنت لذا يجب تقديم التوعية من قبل الحكومة والمجتمع والأسر كلها.
كما قال اللواء محمود الرشيدي إن هناك العديد من أسباب والمشاكل والجرائم في المجتمع المصري، بسبب الأسر الافتراضية داخل كل بيت.
وأكد اللواء محمود الرشيدي، أن نسبة الأمان في استخدام الإنترنت صفر، والإنترنت دائما يتعامل معك كسلعة ليس إلا، لا نستطيع الإنكار أن ثورة التكنولوجية أحدثت تغيير بشكل جذري ونحن الآن نعتمد علي الإنترنت في جميع مناحي الحياة، وأصبح استخدام الإنترنت ركيزة أساسية.
وألقى محمود الرشيدي الضوء على عصابة كانت تبيع الأعضاء وتستغل الأطفال من خلال الألعاب الإلكترونية وتقابلهم، وايضاً الفتيات التي كانت تتعرض للابتزاز بسبب إرسالها صورها الشخصية، وغيرها من الجرائم، مؤكدًا أنه لابد من التوجه إلى الاتصال بـ 108 شرطة مباحث الإنترنت، وعرض الحقيقة كاملة لمواجهة المجرمين المتخفيين على شبكات الإنترنت.
كما تحدثت سلمي فوال عن حقوق الطفل بشكل عام، وعن استخدامات الإنترنت ما تحمله من إيجابيات وسلبيات، وحق الطفل في التعليم وإبداء الرأي والتعبير عن وجهات نظره وحقه في اللعب والترفيه ايضاً.
كما تناولت سلمي فوال، مخاطر المحتوي الضار الذي يعرض علي الإنترنت ودارسة الأطفال الأكثر تعرضًا لهذه المخاطر ودراسة حالة الطفل ومستواه الاقتصادي والتربوي والأسري والتعليمي، ودراسة أيضاً مخاطر الأنترنت علي أطفال ذوي الهمم والأطفال اللاجئيين.
وأكدت سلمي فوال أن الحل ليس في المنع إنما يمكن الحل في التواصل، وللإعلام دور مهم جدًا من خلال التأكيد على احترام سرية البيانات ومراعاة المعايير المهنية والأخلاقيه وقت نشر البيانات الخاصة بالانتهاكات التي تقع على الأطفال.