توقيع “البدور الساطعة” فى معرض القاهرة الدولى للكتاب 56

وقع الدكتور عبد الله فدعق، من علماء مكة المكرمة، كتابه (البدور الساطعة من الحجة البالغة – دراسة في مقاصد الشريعة الإسلامية) صادر عن دار متون المثقف للنشر والتوزيع بالقاهرة، بـ معرض القاهرة الدولي للكتاب.

وتناول الكتاب الذي جاء في 418 صفحة من القطع الكبير وقدم له الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بجمهورية مصر العربية الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي، والكتاب مكون من قسمين يحوي القسم الأول ثلاثة فصول، أما القسم الثاني فيحوي أربعة فصول، حيث عكف المؤلف أكثر من أربعة أعوام على مراجعته الأخيرة، وكانت أولى لبنات الكتاب قد انطلقت منذ ما يقارب 18 سنة، واستمر التدقيق العلمي والتصحيح والتأصيل والتحكيم ليخرج الكتاب بحلته النهائية.

وقد عبر الكاتب عن سعادته وسروره بتدشين الكتاب وتوقيعه ضمن فعاليات معرض القاهرة للكتاب في دورته الحالية. كما أعرب عن شكره لزوجته على تحملها له طيلة فترة تأليفه للكتاب.

المؤلف هو عبد الله بن محمد بن حسن فدعق، فقيه ومفكر إسلامي، وُلد بمكة المكرمة، في أسرة علمية عريقة اشتهرت بالعلم والإمامة، تلقى تعليمه في المدارس والجامعات المحلية والعالمية، وتعلم في حلقات العلم بالمسجد الحرام، يُعرف باهتمامه بالفقه والفكر الإسلامي، ويرعى جلسة الفدعق العلمية، التي أسسها أجداده، الذين تسلسلت فيهم إمامة الشافعية بالحرم المكي الشريف، عام 1230هـ/ 1814م.

يرأس مجلس عبد الله فدعق الثقافي الاجتماعي، وأسس وترأس مكتب عبد الله فدعق للاستشارات، ويجمع بين الأصالة والمعاصرة في فهمه للدين، له دور مهم في بث الوعي الديني والثقافي في المجتمع، والسعي لخدمة العلم وطلابه، ونشر التسامح والتعايش. وله مساهماته المختلفة عن الشريعة والدراسات الإسلامية، وكاتب متخصص في مختلف التحديات المعاصرة.

عن الكتاب “البدور الساطعة من حجة الله البالغة”، يمثل هذا الكتاب دراسة علمية تأصيلية في علم مقاصد الشريعة الإسلامية، يعالج فيه المؤلف المفاهيم النظرية والتطبيقية بأسلوب يمزج بين الأصالة والحداثة. يناقش الكتاب موضوعات رئيسة مثل الضروريات، الحاجيات، والتحسينيات، مع تسليط الضوء على جهود علماء بارزين مثل الإمام الشاطبي والإمام الدهلوي.

كما يبرز الكتاب أهمية الاجتهاد المقاصدي في معالجة النوازل والتحديات الحديثة، ويهدف إلى تقديم فهم مرن ودقيق للشريعة الإسلامية يلبي احتياجات العصر ويحافظ على ثوابت الدين.

يقول المؤلف: “الكتاب جاء من قناعة راسخة بأهمية علم مقاصد الشريعة في تعزيز فهم عميق ومرن للشريعة الإسلامية، خاصةً في ظل التحديات الحديثة. أردت تقديم دراسة تبرز دور المقاصد الشرعية في تحقيق مصالح الناس في الدين والدنيا”.

وعن التركيز على مقاصد الشريعة الإسلامية تحديدًا، أوضح “لأن المقاصد تمثل جوهر التشريع، وهي التي تعطي الشريعة مرونتها وصلاحيتها لكل زمان ومكان. أردت أن أظهر كيف تسهم المقاصد في الاجتهاد الشرعي وحل مشكلات الحياة المعاصرة بشكل يلبي احتياجات الناس ويحقق التوازن بين الدين والدنيا”.

الكتاب ينقسم إلى قسمين رئيسيين: القسم الأول يركز على جهود الإمام الدهلوي الإصلاحية والتجديدية، باعتباره أحد أبرز العلماء الذين أثروا في علم المقاصد، القسم الثاني يتناول مقاصد الشريعة الإسلامية بالتفصيل، مع شرح للمراتب الثلاث: الضروريات، الحاجيات، والتحسينيات، وربطها بتطبيقات عملية معاصرة.

ويقول المؤلف: “حاولت التركيز على التطبيق العملي للمقاصد الشرعية، بحيث لا تكون مجرد نظريات، بل أدوات لفهم الأحكام الشرعية واستنباطها. كما سعيت إلى ربط النقاش بقضايا معاصرة، مما يجعل الكتاب ذا صلة مباشرة بحياة الناس اليومية”.

وعن تأثير الإمام الدهلوي في الفكر الإسلامي؟ أكد أن الإمام الدهلوي كان رائدًا في المزج بين الفقه والاجتهاد، وقدّم رؤى مبتكرة حول مقاصد الشريعة في كتابه ‘حجة الله البالغة’. كانت رؤيته تجديدية وعميقة، واستلهمت في كتابي الكثير من منهجه في فهم النصوص وربطها بالواقع.

وعن دور علم المقاصد في تجديد الاجتهاد الشرعي: “علم المقاصد يساعد المجتهد على النظر إلى النصوص بفهم شامل يتجاوز الظاهر، مما يمكّنه من استنباط أحكام تناسب النوازل المعاصرة وتراعي الغايات الكبرى للتشريع، مثل تحقيق العدل والرحمة ودرء المفاسد”.