يقوم الشمبانزي بأداء أفضل في المهام الصعبة عندما يكون لديه جمهور

يمكن أن يكون لضغط جمهور المشاهدة آثار إيجابية أو سلبية على الأداء البشري، وتبين أن الأمر نفسه ينطبق على أقرب أقربائنا.

قام كريستين لين – من جامعة كيوتو باليابان – وزملاؤه باختبار مجموعة مكونة من ستة قردة شمبانزي موجودة في معهد أبحاث الرئيسيات التابع للجامعة، في ثلاث مهام عددية بدرجات متفاوتة من الصعوبة.

في المهمة الأولى، ظهرت الأرقام من 1 إلى 5 على الشاشة في مواقع عشوائية وكان على الشمبانزي ببساطة لمس الأرقام بالترتيب الصحيح للحصول على مكافأة غذائية.

في المهمة الثانية، لم تكن الأرقام متجاورة: على سبيل المثال، قد تظهر 1 و3 و5 و7 و11 و15 على الشاشة. مرة أخرى، كان على الشمبانزي الضغط على الأرقام من الأصغر إلى الأكبر للحصول على المكافأة.

وأخيراً، في الاختبار الأصعب، عندما تم الضغط على الرقم الأول في التسلسل، تم إخفاء بقية الأرقام خلف مربعات مربعة على الشاشة. وهذا يعني أن الشمبانزي كان عليه أن يحفظ موقع الأرقام من أجل الضغط عليها بالترتيب الصحيح.

تم اختبار الشمبانزي في هذه المهام آلاف المرات على مدار فترة ست سنوات مع جماهير متباينة – من مراقب واحد إلى ثمانية مراقبين بشريين، بعضهم مألوف لدى الشمبانزي وآخرون كانوا جددًا.

عندما كانت المهمة سهلة، كان أداء الشمبانزي أسوأ عندما كان هناك عدد أكبر من الناس يراقبون. ولكن في المهمة الأكثر صعوبة، كان أداء الشمبانزي الستة أفضل مع نمو حجم الجمهور.

يقول لين: “كان من المفاجئ للغاية أن نجد زيادة كبيرة في الأداء مع زيادة أعداد المجربين من البشر، لأننا قد نتوقع أن يكون وجود المزيد من البشر أكثر تشتيتًا للانتباه”. “ومع ذلك، تشير النتائج إلى أن هذا قد يحفزهم في الواقع على تقديم أداء أفضل.

“بالنسبة للمهمة الأسهل، قد يصرف البشر انتباههم، ولكن بالنسبة للمهمة الأكثر صعوبة، من الممكن أن يشكل البشر مصدر ضغط يحفزهم بالفعل على الأداء بشكل أفضل.”

يقول عضو الفريق شينيا ياماموتو، وهو أيضًا في جامعة كيوتو، إنهم فوجئوا جدًا بالعثور على هذا التأثير في الشمبانزي.

ويقول: “يُعتقد غالبًا أن مثل هذا التأثير على الجمهور فريد بالنسبة للبشر، الذين يعيشون في مجتمع معياري قائم على السمعة، حيث نؤدي أحيانًا بشكل أفضل أمام الجمهور، وأحيانًا يكون أدائنا أسوأ مما توقعنا”. “لكن دراستنا تظهر أن تأثير الجمهور ربما يكون قد تطور في سلالة القردة قبل تطور هذا النوع من المجتمع المعياري.”

يقول ياماموتو إنه من الصعب، بل والخطير في بعض الأحيان، استخلاص آثار مباشرة على البشر من الدراسات غير البشرية. “ولكن، بطريقة غير رسمية، قد نكون قادرين على تخفيف التوتر لدى أولئك الذين يشعرون بالتوتر الشديد في الأماكن العامة من خلال القول بأن الشمبانزي هو نفسه!”

يقترح ميغيل يورينتي من جامعة جيرونا بإسبانيا أن إجراء المزيد من الدراسات يمكن أن يستكشف كيفية ارتباط تأثير الجمهور بالشخصيات الفردية للشمبانزي.

ويقول: “سيكون من الرائع أيضًا استكشاف هذه التأثيرات مع جمهور الشمبانزي لفهم كيفية حدوث هذه الديناميكيات في سياق اجتماعي طبيعي بشكل أكمل من أجل تعميم هذه النتائج على السلوك الطبيعي للشمبانزي”.