أثرى: الافتتاح التجريبى للمتحف الكبير جعل المنطقة مركز جذب سياحى عالمى
ثقافة أول اثنين:
قال عالم المصريات الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية، يعد افتتاح المتحف المصري الكبير حدثًا تاريخيًا فارقًا ليس فقط لمصر بل للعالم بأسره، إذ يمثل هذا المشروع الضخم، الذي يضم كنوزًا أثرية لا تقدر بثمن، بداية جديدة للمتاحف المصرية، سواء على مستوى البنية التحتية أو العروض المتحفية.
وأضاف عبد البصير، سيكون التأثير الذي سيحدثه المتحف المصري الكبير على المتاحف الأخرى في مصر ملحوظًا، ليجذب عددًا كبيرًا من الزوار، نظرًا لمجموعاته الفريدة، خصوصًا مع العرض الكامل لمجموعة توت عنخ آمون عند افتتاحها، ومع ذلك، يمكن أن يتحول هذا التأثير إلى فرصة لتعزيز التنسيق بين المتاحف المصرية، من خلال تنظيم معارض مشتركة، أو إعادة توزيع بعض المقتنيات بشكل يعزز التجربة السياحية الثقافية في مختلف المحافظات، ما يسمح لكل متحف بالحفاظ على طابعه الخاص وجذب فئة معينة من الزوار.
وتابع يمكن أن يتم التكامل بين المتاحف المصرية المختلفة من خلال تطوير برامج الترويج المشتركة التي تتيح للزائر فرصة زيارة أكثر من متحف عبر تذاكر موحدة أو تقديم مسارات سياحية متكاملة، كما يمكن تفعيل دور التكنولوجيا الحديثة، مثل التطبيقات الذكية والجولات الافتراضية، لتوحيد تجربة الزائر بين المتاحف، إضافة إلى ذلك، يمكن تبادل القطع الأثرية وتنظيم معارض مؤقتة بين المتاحف لتعزيز التنوع والتجديد المستمر في العروض، ما يشجع الزوار على زيارة المتاحف بشكل دوري.
وأضاف “عبد البصر”، ولتعزيز جاذبية المتحف المصري الكبير، ينبغي التركيز على بعض العناصر الأساسية التي من شأنها أن تجذب شريحة واسعة من الزوار، من أبرز هذه العناصر عرض القطع النادرة والمهمة مثل مجموعة توت عنخ آمون التي سوف تعرض للمرة الأولى بشكل كامل عند افتتاحها، بالإضافة إلى ذلك، يجب استغلال التكنولوجيا الحديثة لجعل التجربة أكثر تفاعلية، حيث يمكن للزوار الاستفادة من الواقع المعزز والواقع الافتراضي للتعرف على تاريخ مصر القديمة بطريقة مبتكرة. كما سوف يكون من المهم تقديم برامج تعليمية وورش عمل تستهدف الأطفال والشباب، مما يعزز وعي الأجيال الجديدة بالحضارة المصرية. إلى جانب ذلك، توفير مرافق وخدمات عالية الجودة مثل المطاعم والمتاجر سوف يسهم في خلق تجربة متكاملة للزوار.
وقال “عبد البصير”، من المتوقع أن يكون للمتحف المصري الكبير أثر كبير على القطاع السياحي في مصر، من المرجح أن يصبح هذا المتحف وجهة سياحية رئيسة على غرار متحف اللوفر أو المتحف البريطاني ومتحف المتروبوليتان، مما سوف يزيد من تدفق السياح إلى مصر بشكل عام، ومنطقة أهرامات الجيزة بشكل خاص. وسوف يساهم الافتتاح أيضًا في زيادة متوسط مدة إقامة السائح في مصر، حيث سوف يصبح المتحف وجهة رئيسة تستحق تخصيص وقت كافٍ لاستكشافها، ما يعزز من تأثير السياحة على الاقتصاد المصري. إلى جانب ذلك، من المتوقع أن يجذب المتحف استثمارات جديدة في قطاعي الضيافة والنقل، مما يعزز من التنمية الاقتصادية ويجعل من مصر مركزًا عالميًا للثقافة والسياحة، وسوف يعيد افتتاح المتحف المصري الكبير تشكيل خريطة السياحة في مصر. وسوف تتحول منطقة أهرامات الجيزة، والتي تضم الأهرامات الخالدة وتمثال “أبو الهول” العظيم إلى مركز جذب سياحي عالمي، وسوف تصبح الوجهة الأولى للسياح الذين يزورون مصر.
وأكد عبد البصير وسوف يسهم ذلك في إعادة توزيع الزوار على مناطق أخرى، ويمكن أن يعزز من الترويج لوجهات سياحية قريبة مثل المناطق الأثرية والسياحية في “أبو رواش”، و”أبوصير”، وسقارة، ودهشور، واللشت، والواحات البحرية، والفيوم، وبني سويف. كما سوف يحفز هذا الحدث السياحة الداخلية؛ إذ سوف يكون المتحف جاذبًا للسياح المصريين إلى جانب السياح الأجانب، مما يعزز من قيمة السياحة الثقافية والتعليمية داخل مصر.
وأضاف لتحقيق أقصى استفادة من زيارة المتحف المصري الكبير، أنصح الزوار بتخصيص وقت كافٍ لاستكشاف المتحف؛ نظرًا لحجمه الكبير وتنوع مقتنياته، يمكن أن يسهل التخطيط المسبق للجولة على الزائر الاستمتاع بتجربة غنية، إذ يمكن استخدام تطبيقات متخصصة أو الخرائط المتاحة على الموقع الرسمي لتحديد الأقسام التي يرغبون في زيارتها أولاً، وسوف تكون الجولات الإرشادية أيضًا مفيدة جدًا للزوار الذين يسعون للحصول على معلومات معمقة حول القطع الأثرية، خصوصًا مجموعة توت عنخ آمون عند افتتاحها، إضافة إلى ذلك، من المهم للزوار الاطلاع على الفعاليات الخاصة أو المعارض المؤقتة التي قد تقام خلال زيارتهم، مما يتيح لهم الاستفادة القصوى من التجربة.