وكالة الأنباء القطرية: المتحف القومى للحضارة المصرية منارة مضيئة
ثقافة أول اثنين:
سلطت وكالة الأنباء القطرية “قنا” في تقرير اليوم الجمعة الضوء على المتحف القومي للحضارة المصرية، موضحة أنه بعد مرور ثلاث سنوات على افتتاحه، أصبح المتحف القومي للحضارة المصرية، معلما مهما في قلب مدينة الفسطاط التاريخية بالقاهرة، لما يحتويه من آثار متنوعة تعود لمختلف العصور والحقب التاريخية، والتي تلقي الضوء على الحضارة المصرية بمختلف جوانبها.
وذكرت الوكالة القطرية – في تقريرها – “بين جدران المتحف، يعيش الزائر حكايات عديدة ترويها خمسون ألف قطعة أثرية من مراحل تطور الحضارة المصرية عبر عصورها التاريخية المتتالية منذ عصر ما قبل التاريخ مرورا بعصر مصر القديمة إلى العصر اليوناني والروماني، ومرورا بالفترة المسيحية انتقالا إلى العصر الإسلامي ومنه إلى العصر الحديث ، كما يزخر المتحف بنماذج وصور فوتوغرافية ومخطوطات ولوحات زيتية وتحف فنية، فضلا عن دوره في عمليات ترميم الآثار والبحث العلمي، وكذلك تنظيم أنشطة تعليمية وتوعوية لعرض مختلف جوانب هذه الحضارة”.
وفي السياق، قال الدكتور أحمد غنيم أول رئيس تنفيذي للمتحف القومي للحضارة المصرية – في تصريح لوكالة /قنا/ – إن المتحف يعرض آثارا مهمة وفريدة للحضارة المصرية في حقبها وعصورها المختلفة، بدءا من قبل التاريخ مرورا بالعصر الفرعوني للأسر المختلفة، والعصرين الروماني والإغريقي والقبطي والإسلامي، ثم الحديث والمعاصر.
وتابع: إن المتحف يعد مشروعا قوميا كبيرا، كونه يمثل مؤسسة ثقافية شاملة وهادفة تضم متحفا للطفل بهدف التعليم من خلال أساليب مختلفة، من بينها المسارح التي تعرض أنشطة مختلفة تتعلق بالتراث والحضارة للأطفال ولذوي الهمم، مشيرا إلى أن استخدام المسارح والسينما لعرض الحضارة والتراث بأسلوب شيق وممتع يجذب الزائرين لهذا المتحف، والذين وصلت أعدادهم لنحو ألفي زائر في اليوم الواحد.
وفيما يخص ترميم الآثار التي يحتويها المتحف، لفت الدكتور أحمد غنيم إلى أن المتحف لديه مراكز ترميم على أعلى مستوى تضم أجهزة متقدمة تعمل على تعقيم الآثار بدون استخدام أي مواد كيماوية، بالإضافة إلى معامل عالمية هدفها تنشيط البحث العلمي وتحليل العينات، حيث يستخدم المتحف التكنولوجيا بشكل كبير لمسايرة ومجاراة لغة العصر من خلال استحداث قاعدة بيانات، حيث إن التخطيط القديم لم يعد صالحا في ظل التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم.
بدوره أوضح الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة في مصر – في تصريح مماثل للوكالة القطرية – أن متحف الحضارة يمثل مقتطفات من معالم الحضارة المصرية عبر عصورها التاريخية المتتالية، حيث يعبر عن الهوية المصرية الحقيقية التي لا تتوقف عند عصر بعينه، وإنما تركت بصماتها المستمرة حتى الآن في اللغة والعادات والتقاليد والفكر والفلسفة.
وأردف: إن المتحف يضم مقتنيات من أدوات التزين وحلي السيدات، ومقتنيات أخرى تعكس تداخل الحضارة الإسلامية والمسيحية القبطية، فضلا عن حوالي 50 مشكاة من العصر الإسلامي، منها مشكاة من الزجاج على رقبتها كتابة قرآنية مذهبة وعلى جسمها كتابة بالمينا الزرقاء باسم السلطان حسن من العصر المملوكي، ومشربية وبعض الشبابيك الجصية مطعمة بالزجاج الملونة.
وقال عبد الرحيم ريحان إنه إلى جانب هذه الآثار التاريخية التي تجذب الزائرين من مختلف الجنسيات، يعقد المتحف أنشطة شهرية وأسبوعية تشجع السياحة المحلية، حيث ينظم ورش عمل وندوات توعوية للأطفال والكبار لتحقيق رسالة المتحف كمؤسسة تعليمية، بما يتوافق مع شعار المجلس الدولي للمتاحف /الأيكوم/ لعام 2024 في جعل المتاحف مركزا للتعليم والبحث العلمي.