22 عاما على افتتاح مكتبة الإسكندرية.. أكبر مكتبة علمية فى عصرها
ثقافة أول اثنين:
تمر اليوم ذكرى إعادة بناء مكتبة الإسكندرية مرة أخرى، والتي كانت أكبر مكتبات عصرها قامت به مصر بالاشتراك مع الأمم المتحدة، لتأتي في ثوب جديد باسم مكتبة الإسكندرية الجديدة، وذلك في 16 أكتوبر عام 2002 في حفل عالمي في موقع قريب من المكتبة القديمة بمنطقة الشاطبي بالمدينة، وتعد مكتبة الإسكندرية رابع أكبر مكتبة فرانكفونية فى العالم، وثانى أكبر المكتبات العالمية ثراء بعد مكتبة نيويورك.
كانت مكتبة الإسكندرية أكبر مكتبة علمية فى عصرها، وقد اختلف المؤرخون فيما بينهم حول من قام بتشيدها، فالبعض قال بطليموس الأول، ويقال أنه تم تأسيسها على يد الإسكندر الأكبر قبل ثلاثة وعشرين قرناً، ويقال أيضاً أنه تم تأسيسها على يد بطليموس الثانى فى أوائل القرن الثالث قبل الميلاد، عام (285 ـ 247) قبل الميلاد، وتعرضت المكتبة للعديد من الحرائق وانتهت حياتها فى عام 48 ق.م، عندما قام يوليوس قيصر بحرق 101 سفينة كانت موجودة على شاطئ البحر المتوسط أمام مكتبة الإسكندرية، فامتدت النيران إلى المكتبة التى قضى على كل ما فيها.
كان حلم إعادة افتتاح مكتبة الإسكندرية مرة أخرى من الأحلام التي ترواد الجميع، حتى جاءت البداية مع إعلان الدولة المصرية في 1991 عن إحياء المكتبة القديمة وفى عام 2002 وبدعم من اليونسكو تم تدشين مكتبة الإسكندرية الجديدة حيث تمت إعادة إحياء المكتبة في مشروع ضخم ليجرى بناء المكتبة من جديد في موقع قريب من المكتبة القديمة، وتم افتتاح المكتبة الحديثة في 16 أكتوبر 2002، لتعيد بثها للمعرفة وتصبح منارة للثقافة ووجهة لكثير من الباحثين والعلماء، وبدأ تزويدها بملايين الكتب المتنوعة باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية وكذلك مجموعة مختارة من كتب بلغات أوروبية أخرى.
لم تكن مكتبة الاسكندرية عند نشأتها مجرد مخزن لتجميع الكتب، وإنما كانت تقوم على مؤسستين، أولاهما “الميوسيوف” أي المتحف، ويقيم فيه العلماء المتخصصون في كل الفنون، وثانيهما “المكتبة” التي تضم لفائف الكتب؛ لتكون تحت بصر العلماء في كل وقت، ويبدو أنها كانت موزعة على مكانين، الأكبر مجاور للميوسيون، والأصغر في معبد “السرابيوم”، ويمكن أن ترى بقاياه عند عمود السواري.
وتستمد مكتبة الإسكندرية مكانتها الرفيعة، ليس فقط من جلال الكتب التي جلبتها أو ترجمتها، وإنما من مكانة العلماء الذين اجتذبتهم وهيأت لهم الإقامة الكريمة لكي ينصرفوا إلى شئون العلم والبحث، وشغل كبار العلماء وظيفة أمناء المكتبة، من بينهم “زنودوتس”، الذي وضع مع علماء اللغة أُسس علوم الأدب مع تحرير ونقد دقيق للكلاسيكيات، وهو أول إغريقي يضع للعالم متنًا منقحًا لكتابي “الإلياذة” و”الأوديسا” أعظم تراث الإغريق، وخلفه في رئاسة المكتبة “أبوللودنوس” الإسكندري، وهو مؤلف الملحمة المسماة “الحملة الأرجونيتية” التي ما زالت تقرأ حتي الآن رغم أنها كانت تلائم الذوق القديم، وفي عهده نظم الشاعر الغنائي “كاليماكوس” فهرس مكتبة الإسكندرية المشهور، الذي قسم الكتب تبعًا لمواضيعها ومؤلفيها، وعُدَّ كاليماخوس أبا علم المكتبات Library science.