معرض الكتاب يناقش “مصر واستراتيجيات الدفاع عن التراث والهوية الوطنية”

ثقافة أول اثنين:
فى إطار فعاليات الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، استضافت قاعة “المؤسسات” ندوة متميزة بعنوان “مصر واستراتيجيات الدفاع عن التراث والهوية الوطنية”، والتى شهدت حضور الدكتور عمر المعتز بالله، أستاذ تاريخ الفن المصرى القديم بكلية الآثار جامعة القاهرة، وأدارتها الإعلامية هدى عبد العزيز.
افتتحت الإعلامية هدى عبد العزيز الجلسة بسؤال للدكتور عمر المعتز بالله حول مفهوم الأمان والحماية بالنسبة للإنسان، ومدى وجود قوانين محددة لحماية التراث.
وفى إجابته أوضح الدكتور عمر المعتز بالله أن التراث هو الإرث الثقافى الذى نحمله من الماضى وننقله إلى الأجيال القادمة، مؤكداً أن الحفاظ عليه لا يقتصر فقط على التوثيق، بل يتطلب ممارسة دائمة لإبقائه حياً.
وتطرق إلى فن التحطيب، مشيراً إلى أنه أحد أشكال التراث المصري الحي، حيث يُمارَس في صعيد مصر منذ آلاف السنين كفن قتالي واستعراضي، وهو ما يؤكد أن التراث إذا لم يكن جزءاً من الحياة اليومية، فسيكون من الصعب الحفاظ عليه.
فيما أكد الدكتور عمر المعتز بالله أن مصر بذلت جهوداً كبيرة في توثيق التراث وحمايته، حيث قدّمت ملفاً إلى اليونسكو لإدراج التحطيب ضمن قائمة التراث غير المادى.
ولكن فى البداية تم رفض الملف بسبب تقديمه تحت عنوان “التحطيب فن قتالي واستعراضي من مصر القديمة”، حيث لم يستوفِ الشروط المطلوبة، إلا أن مصر أعادت تقديمه مرة أخرى باعتباره أحد أشكال الفلكلور المصرى القديم، ليتم قبوله فوراً.
كما أشار إلى أن مصر تمتلك إرثاً ثقافياً ضخماً، لكن عدد العناصر المسجلة ضمن قائمة التراث غير المادي لليونسكو لا يتجاوز سبعة فقط، في حين أن الفلبين، على سبيل المثال، لديها أكثر من 110 عناصر مسجلة، وهو ما يعكس الحاجة إلى جهود أكبر في توثيق وحماية تراثنا.
ولفت الدكتور عمر المعتز بالله إلى أن متحف الحضارة يعمل حالياً على توثيق التراث الغذائى المصرى، موضحاً أن بعض الأكلات التى يعتقد المصريون أنها محلية، مثل الملوخية والمسقعة، ليست ذات أصول مصرية، وهو ما يستدعي زيادة الوعي حول تراث المطبخ المصري الحقيقي.
وفي سياق آخر، أشار إلى أن هناك هجمات ممنهجة على التاريخ المصري، خصوصاً من قبل تيارات مثل “المركزية الأفريقية”، التي تحاول الترويج لفكرة أن الحضارة المصرية القديمة تم بناؤها من قبل شعوب أفريقية أخرى. وأكد أن مصر ترد على هذه الادعاءات بطرق علمية موثقة، من خلال الدراسات التاريخية والأثرية.
وأكد الدكتور عمر المعتز بالله أن نشر الوعي بالتراث مسئولية مشتركة بين الدولة ووسائل الإعلام، مشيراً إلى أن الدبلوماسية الثقافية تلعب دوراً رئيسياً في حماية التراث، من خلال المبادرات الثقافية وبرامج التبادل بين الشعوب.
وفي ختام حديثه شدد على ضرورة إدراج مادة دراسية عن الحضارة المصرية في المناهج التعليمية، لتعريف الأجيال القادمة بتراثهم، وتمكينهم من مواجهة التحديات المستقبلية، كما دعا إلى تعزيز دور القوة الناعمة المصرية من خلال تقديم أعمال درامية وسينمائية تبرز الموروث الثقافي والتاريخي لمصر، مما يساهم في غرس الوعي بالهوية الوطنية والحفاظ على التراث.