هنرى فيلدينج.. روائى وكاتب مسرحى حارب الفساد بأعماله
ثقافة أول اثنين:
تمر، اليوم، ذكرى وفاة الروائى والكاتب المسرحي البريطاني هنري فيلدينج، إذ رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم 8 أكتوبر عام 1754، ويعتبر هنري مع أحد مؤسسي الرواية الإنجليزية، هو و”صمويل ريتشاردسون”، ومن بين رواياته الرئيسية جوزيف أندروز (1742) وتوم جونز (1749).
ترك هنري المدرسة في سن السابعة عشرة، لكن بعد أربع سنوات، استأنف دراساته الكلاسيكية في جامعة لايدن في هولندا، وبعد 18 شهرًا، كان عليه العودة إلى المنزل لأن والده لم يعد قادرًا على دفع مصروفاته،.
شرع بعد ذلك في كتابة المسرحيات، كتب هنري نحو 25 مسرحية، وعلى الرغم من أن أعماله الدرامية لم تحظ بالتقدير على المسرح، إلا أنه لا يمكن إنكار ذكائها، فقد كان كاتبا ساخرًا في الأساس؛ على سبيل المثال، تعرض مسرحية “مهزلة المؤلف 1730” سخافات الكتاب والناشرين، بينما تسخر مسرحية “اغتصاب فوق اغتصاب” -والتي نشرت في نفس العام- من الظلم الذي يرتكبه القانون والمحامون، وكان هدفه في كثير من الأحيان هو الفساد السياسي في ذلك الوقت.
فى عام 1737 أنتج فيلدينج في المسرح الصغير في هاي (الذي أصبح فيما بعد مسرح هايماركت)، لندن، مسرحيته “الفساد السياسي”، حيث كان رئيس الوزراء السيركان روبرت والبول ممثلاً بشكل غير مقنع عمليًا، وكان موضع سخرية بلا رحمة، ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يعاني فيها من قلم فيلدينج، وكان رد فعله هو دفع البرلمان إلى تمرير قانون الترخيص، والذي بموجبه كان لزاماً على اللورد تشامبرلين الموافقة على جميع المسرحيات الجديدة وترخيصها قبل الإنتاج.
كان إقرار هذا القانون بمثابة نهاية مسيرة فيلدينج ككاتب مسرحي، كان للكاتب البالغ من العمر 30 عامًا زوجة وطفلين ليعولهما ولكن ليس لديه مصدر دخل، تزوج شارلوت كرادوك في عام 1734، بعد خطوبة استمرت أربع سنوات، يمكن رؤية مدى إعجابه بها من الشخصيتين المستندتين إليها، “صوفيا ويسترن” في “توم جونز” و”أميليا” في الرواية التي تحمل الاسم نفسه، إحداهما تشبهها كفتاة جميلة وذات روح عالية وسخية، والأخرى تشبهها كزوجة وأم مخلصة ومجتهدة ومضطربة، لاستعادة ثروته، بدأ فيلدينج في القراءة من أجل نقابة المحامين، وأكمل في أقل من ثلاث سنوات دورة تستغرق عادةً ست أو سبع سنوات، ومع ذلك، حتى أثناء الدراسة، كان يحرر ويكتب إلى حد كبير صحيفة تصدر ثلاث مرات أسبوعيًا، وهيChampion؛ أو مجلة “بريتش ميركوري”، التي صدرت من نوفمبر 1739 إلى يونيو 1741، وكانت هذه المجلة، مثل بعض أعماله الصحفية اللاحقة، معادية بشدة لليعاقبة.
وأصدر هنري رواية “تاريخ توم جونز اللقيط” الذي اعتبره النقاد من أعظم الروايات الإنجليزية، وتحولت فيما بعد إلى فيلم ناجح بعنوان توم جونز في عام 1962، كما كتب العديد من الأشعار والمقالات السياسية، واكتسب سمعة حسنة لشجاعته في محاربة الجريمة في مدينة لندن، وقد أجبره المرض في العام 1753 على ترك منصبه كقاضٍ، ثم توفي في العام الذي تلاه.