مثلث تدمير الشعوب.. التطرف وراء الحملات الصليبية ووهم الحروب المقدسة
ثقافة أول اثنين:
واحدة من الحروب الطويلة التي خاضتها الكثير من الدول، وكانت بمثابة حروب عالمية في العصور الوسطي، كانت الحملات الصليبية على الشرق، التي جاءت من دول أوروبا بحجة الدفاع عن الأماكن المقدسة للمسيحيين في الشرق، ولكن الهدف الغير معلن والحقيقي وراء تلك الحروب الطويلة هي الاستيلاء على ثروات الشرق، وتدمير شعوب تلك المنطقة وسرقة ثروته.
الحروب الصليبية سلسلة من الصراعات العسكرية ذات الطابع الدينى التى خاضتها الكثير من دول أوروبا المسيحية ضد المشرق، فى نوفمبر 1095م، تحديدًا عُقد العزم على قتال المسلمين فى الشرق، وذلك عندما ناشد البابا “أوربان الثانى” رجال الدين وأمراء أوروبا بشن حرب على المسلمين لتخليص الأرض المقدسة من سيطرتهم إرضاء للمسيح.
ومن الأفكار التى أشاعها البابوات آنذاك لحث الناس على المشاركة فى هذه الحملات، اقتراب يوم القيامة، وانتهاء الحياة الدنيا، وربطوا ذلك بمرور ألف سنة على مجىء المسيح، ودعا البابا أوربانوس الثاني مجلس كليرمون للانعقاد لمناقشة إرسال حملة إلى الأراضي المقدسة، وكان ذلك بداية لانطلاق الحملات الصليبية أو “الحروب المقدسة” كما أطلق عليها في أوروبا، وبداية الصراع الحقيقى بين الغرب والشرق، والحروب الصليبية الطويلة التى استمرت إلى عصور متقدمة.
البابا أوربانوس الثانى لم يكتف بدوره فى سفك الدماء فقط، واشعال شرارة الحرب بين الغرب والشرق تحت لواء المسيح وحماية الدين، لكن اخترع الرجل أيضا صكوك المغفرة ودخول الجنة، من أجل بث الحماس فى قلوب الفقراء، للمشاركة فى الحرب المقدسة كما كان يسميها، ليكون ذلك التاريخ أيضا إيذانا ببدء ما يسمى تاريخيا “صكوك الغفران”.
بحسب كتاب “عقيدة الخلاص بالإيمان والأعمال في ضوء الكتاب المقدس” فإن الكنيسة الكاثوليكية أصدرت صكوك الغفران فى القرن العاشر، بناء على مجلس راتس سنة 934م، فأقبل معظم الكاثوليك على شرائها، بغض النظر عن كفارة المسيح أو الحالة الروحية للذين يبتاعون الصكوك، لكن تلك الصكوك لم تظهر بشكلها الشامل إلا عندما قامت الحروب الصليبية، عندما أصدر البابا أوربان غفرانا شاملا لكل الذين يخرجون إلى هذه الحرب بدافع الرغبة فى خدمة المسيحية، وبذلك ضمن الحياة الأبدية بحسب زعم أوربانوس، لكل العاملين فى هذه الحرب بعض عن النظر عن حياتهم الروحية.