8 خطوات عملية لتعزيز ثقتك بالكتابة (الجزء الثاني)
8 خطوات عملية لتعزيز ثقتك بالكتابة
4. التخطيط للمقال
إحدى الطرائق الرائعة للحد من شعور الرهبة تجاه الكتابة هي إنشاء مخطط مسبق للمقال، فلا تحتاج إلى قضاء وقت طويل في ذلك، فحتى قائمة سريعة من النقاط الرئيسة أفضل بكثير من الصفحة البيضاء الفارغة، ويساعد قضاء بعض الوقت في التخطيط المسبق على إنشاء مقال أقوى مع بنية جيِّدة ومتماسكة، وستجد أنَّه من الأسهل الالتزام بالموضوع أو الفكرة في الكتابة، وستتأكد من عدم تفويت أي شيء هام، وقد تكون أدوات الذكاء الاصطناعي مفيدة في مرحلة التخطيط، فصمِّم مخططك الخاص أوَّلاً، ثمَّ اطلب من الذكاء الاصطناعي إنشاء مخطط آخر وقارنه معه، فهذه فرصة جيِّدة للتحقُّق من أية أفكار قد فاتتك وترغب في إدراجها.
هل وقتك ضيِّق؟
حدد 3-7 نقاط رئيسة تريد تناولها في مقالك واكتبها باستخدام الترقيم النقطي، قد يكون هذا كافياً لتلخيص مقال مدون قصير، فإذا كنت تكتب محتوى طويلاً، عُدْ إلى المخطط التفصيلي عندما يكون لديك 5 أو 10 دقائق أخرى، وتوسَّع في كل نقطة.
هل لديك متَّسع من الوقت؟
أنشِئْ مجموعة من قوالب المقالات التي يمكنك استخدامها مراراً وتكراراً عند وضع الخطوط العريضة، فقد يوفِّر لك هذا كثيراً من الوقت والجهد، ويساعدك على إنشاء مقالات عالية الجودة مرة بعد مرة، وأنشِئْ قوالب مقالات توضيحية أو مقالات الرأي، أو مقالات المقارنة.
5. كتابة مسودة المقال
عندما يكون لديك مخطط تفصيلي، لن تبدو الصياغة صعبة جداً، ففي النهاية، أنت تعرف بالفعل ما ستتناوله، وكل ما تحتاج إليه هو التعبير عمَّا تريده بالكلمات.
يجد كثير من المدونين أنَّ كتابة المقدمة أمر صعب، وإحدى المزايا الكبيرة لاستخدام المخطط التفصيلي هي أنَّه يمكنك ببساطة الانتقال مباشرة إلى النقطة الأولى، وبعد الانتهاء من صياغة المقال، سيكون من الأسهل كتابة مقدمة تناسب الموضوع، ومن الطبيعي أن تجد صعوبة في التركيز في الصياغة، ومن المحتمل أنَّك تكتب على جهاز كمبيوتر متصل بالإنترنت، لذا ليس من المستغرب أن تجد نفسك تنتقل إلى وسائل التواصل الاجتماعي أو تتحقَّق من رسائل البريد الإلكتروني.
استخدِمْ أجهزة ضبط الوقت بعدة طرائق مختلفة لمساعدتك على الحفاظ على تركيزك عندما تكتب، فإذا كنت تواجه صعوبة في التركيز، اختر قسماً من المقال، واضبط المؤقِّت مدة 10-15 دقيقة، وانظر ما إذا كان بإمكانك كتابة مسودة لهذا القسم بأكمله، ثمَّ كرِّر العملية للقسم التالي.
هل وقتك ضيِّق؟
لا تحتاج إلى فترة ما بعد الظهر كاملة لكتابة مسودة للمقال، 10 دقائق فقط تكفي، فابدأْ بالقسم الرئيس الأول، واكتب قدر ما تستطيع في الوقت المتاح لك، وأضِفْ المزيد لاحقاً، أو في اليوم التالي، وستكون لديك مسودة كاملة في وقت قصير.
هل لديك متَّسع من الوقت؟
قسِّم جلسات الكتابة الأطول إلى أجزاء يمكن التعامل معها تعامُلاً أفضل، فمن الصعب جداً التركيز في الكتابة مدة ساعة أو أكثر متواصلة، وجرِّبْ الكتابة مدة 20-30 دقيقة، ثمَّ خذْ استراحة قصيرة، وجرِّبْ تقنية بومودورو.
شاهد بالفيديو: 7 نصائح لكتابة محتوى ناجح
6. تحرير المقال لإزالة أية أجزاء غير واضحة
بعد الانتهاء من المسودة، عليك التوقف مؤقتاً، فلا يُستحسن الانتقال مباشرة إلى تحرير مقالك، فكتابة المسودة أمر مرهق، وبعد الوصول إلى نهاية مقالك، فإنَّ آخر ما تريد فعله هو مزيد من العمل، إضافة إلى ذلك، ستجد أنَّه من الأسهل اكتشاف الأخطاء والأشياء التي تريد تغييرها عند العودة إلى مقالك بعقلية جديدة، لذلك خذ استراحة، وإذا استطعت، اترك مقالك يوماً أو يومين قبل العودة لتحريرها، وبعد ذلك، من الجيِّد تقسيم عملية التحرير إلى مكوِّنين منفصلين:
1.6. إعادة الكتابة
ابحث عن أية تغييرات شاملة تريد إجراءها في مقالك، وربَّما لم تكن إحدى نقاطك واضحة، أو تريد إعادة ترتيب بعض المواد، (إذا كان لديك مخطط تفصيلي مفصل للغاية، فقد تجد أنَّك لست بحاجة إلى إجراء أية تغييرات رئيسة، وهذا جيِّد أيضاً)، وقد تحتاج أيضاً إلى توسيع مقالك إذا كانت قصيرة جداً.
2.6. التحرير
اقرأ مقالك بعناية، سطراً تلو الآخر، بحثاً عن أية أخطاء نحوية، أو أخطاء إملائية، أو جمل تبدو غير واضحة، فقد يكون تدقيق مقالك أمراً صعباً، وهنا يفيدك الذكاء الاصطناعي للتحقُّق منها مرة أخرى.
التحرير هو المرحلة التي تحصل فيه مقالك على فرصة للتألق، فإذا تعجَّبت يوماً من الطريقة المذهلة التي يستخدم بها المؤلف الكلمات، وأسلوبه الذكي في التعبير أو قدرته على جذبك دون أي خطأ، فضعْ في حسبانك أنَّ مسودته الأولى لم تكن بهذا الشكل، بالطبع، لا يتعيَّن عليك استخدام أسلوب معقَّد في مقالك، فأسلوب الكتابة المباشر القائم على الحوار هو الأفضل لمعظم المدونات، فإذا واجهت صعوبة في معرفة كيفية صياغة شيء ما، فتخيَّل أنَّك تكتب رسالة بريد إلكتروني إلى أحد القرَّاء (أو صديق مهتم بمجالك) واكتبها ببساطة بهذه الطريقة.
هل وقتك ضيق؟
اقرأ مقالك بالكامل ولا تصحِّح إلَّا الأخطاء الواضحة والموضوعية، مثل الأخطاء الإملائية أو النحوية، ولا تقلق بشأن جعل كل جملة مثالية، يمكنك دائماً العودة وتحديث مقالاتك في المستقبل، إذا كنت تريد إضافة مزيد من التفاصيل أو التوسع في نقطة معيَّنة.
هل لديك متَّسع من الوقت؟
إذا كان بإمكانك، اطلب مساعدة شخص آخر في هذه المرحلة من العملية، واطلب رأيه واقتراحاته بشأن مقالك، وخذْ تغذيته الراجعة في الحسبان في التحرير، وليس عليك تبنِّي كل ما يقترحه، ولكن قد تجد أنَّ لديه منظوراً مفيداً أو أفكاراً جديدة.
7. نشر المقال وترويجه
المرحلة الأخيرة من عملية الكتابة هي نشر المقال، فعندما لا تشعر بالثقة، فإنَّ الضغط على زر “نشر” قد يبدو مخيفاً، وقد ترى أنَّه من المفيد أن تكون لديك قائمة مراجعة قبل النشر لتذكيرك بفعل أشياء مثل:
- التحقُّق مرة أخرى من أنَّ جميع الروابط الموجودة في المقال تعمل.
- إدراج الصورة المميَّزة في بداية المقال.
- تحديد فئة المقال.
- إضافة عناصر تحسين محركات البحث الهامة، مثل عنوان صفحة الويب ووصفها.
مع وجود قائمة التحقق في متناول اليد، لا داعي للقلق بشأن فقدان شيء هام أو نشر مقال لم يكتمل تماماً عن طريق الخطأ.
هل وقتك ضيِّق؟
عندما تشعر بضيق الوقت، قد ينتهي بك الأمر إلى تأجيل نشر مقالك تماماً، ويُستحسن أن تنشره حتى لو كنت تريد وقتاً أطول قليلاً، ويمكن بسهولة تنفيذ بعض أجزاء عملية النشر (مثل تعديل مقالك لأغراض تحسين محركات البحث) في مرحلة لاحقة.
هل لديك متَّسع من الوقت؟
أضِفْ عناصر التسويق إلى عملية النشر، فمثلاً يمكنك مشاركة مقالك برسالة مكتوبة خصيصاً على وسائل التواصل الاجتماعي (أكثر فاعلية من مجرد مشاركة العنوان والرابط)، أو قد ترغب في إرسال الرابط من خلال البريد الإلكتروني إلى عدد من الأصدقاء المدونين الذين تعتقد أنَّهم سيكونون مهتمين بمقالك.
8. طلب تغذية راجعة بشأن مسودات منشوراتك
هذه الخطوة ليست سهلة، فقد يكون من الصعب أن تطلب من الأشخاص إخبارك برأيهم في مقالك، لكنَّ التغذية الراجعة المباشرة والمحددة على كتاباتك من الكتَّاب والمدونين الآخرين هي إحدى أفضل الطرائق للتحسين، وأينما تتجه للحصول على تغذية راجعة، يتعيَّن عليك إخبار من تطلب مساعدتهم بنوع التغذية الراجعة المفيدة لك، فمثلاً قد تسأل واحداً أو أكثر من هذه الأسئلة:
- هل شعرت بالضياع أم بالملل في أثناء قراءة المقال؟
- هل بدا المقال متماسكاً أم مربكاً؟
- هل وجدت أخطاء إملائية في المقال؟
- هل ترى أنَّه يجب علي إضافة شيء ما لتحسين المقال؟
إذا أمكن، سيكون من الرائع رد الجميل، فعندما يقدِّم لك شخص ما تغذية راجعة، اسأله عمَّا إذا كان يريد منك مراجعة أحد مقالاته في المقابل.
قد تساعدك التغذية الراجعة على اكتشاف نقاط قوتك بوصفك كاتباً، وربَّما ستسمع أنَّك شرحت مفهوماً معقداً بوضوح شديد، أو أنَّ شخصاً ما ضحك بصوت عالٍ على الحكاية التي رويتها عن رحلاتك، ويمكنك بعد ذلك الاعتماد على نقاط القوة هذه في المقالات المستقبلية، وربَّما تريد أن تكون لديك سلسلة كاملة من المنشورات فتفسِّر الأفكار المعقدة في مجالك وتجعلها في متناول المبتدئين، أو ربَّما ستروي مزيداً من حكايات السفر لإعطاء القرَّاء لمحة عن شخصيتك.
هل وقتك ضيِّق؟
إذا كنت تجد صعوبة في إيجاد الوقت للبحث عن المدونين أو الكتَّاب الذين يمكنهم مساعدتك، فاطلب ذلك من متابعيك على وسائل التواصل الاجتماعي أو قائمة بريدك الإلكتروني.
هل لديك متَّسع من الوقت؟
ربما عليك البحث عن بعض المدونين الذين وصلوا إلى المرحلة نفسها التي وصلت إليها، في مجالات متخصصة مع بعض التداخل، حتى تتمكنوا جميعاً من تقديم تغذية راجعة على مقالات كل منكم، فإذا كان عدة أشخاص يقدِّمون التغذية الراجعة على مسودة واحدة، فإنَّ إحدى الطرائق السهلة للتعامل مع هذا الأمر هي استخدام مستندات جوجل (Google Docs)، فيمكن لعدة أشخاص التعليق على الإصدار نفسه من منشورك (أو تقديم اقتراحات بشأنه).
في الختام
قد يكون من الصعب جداً الشعور بالثقة بوصفك مدوِّناً، وليس الهام أن تشعر بالشجاعة التامة، وإنَّما أن تستمر في المضي قدماً، فابنِ شجاعتك وثقتك بنفسك تدريجياً حتى تتمكَّن من الاستمرار في نشر محتوى جديد، والاستمرار في تحدي نفسك (مثلاً، من خلال النشر في مدونات الاستضافة)، والاستمرار في الوصول إلى قرَّاء جدد، وبهذه الطريقة، ستُحدث تأثيراً حقيقياً في العالم.