كريم جمال: الكتابة لليافعين صعبة جدا وتحتاج مجهودا كبيرا
ثقافة أول اثنين:
سيدة الغناء العربي أم كلثوم، ليس مجرد اسم في عالم الغناء والطرب، بل إنها حالة تدرس لأبناء كل الأجيال التي خلفتها، وتم ذكرها في عشرات الكتب والأعمال الأدبية من قبل، ونحن اليوم مع أحدث الإصدارات التي تحدثت عن السيدة أم كلثوم وهو كتاب “أم كلثوم” لليافعين والصادر عن دار تنمية للنشر والتوزيع، من تأليف الكاتب كريم جمال ورسوم سحر عبد الله، وكان الأول قد أصدر كتاب من قبل بعنوان “أم كلثوم وسنوات المجهود الحربي” وقد تواصلنا مع الكاتب للحديث حول هذا العمل الجديد.
قال الكاتب كريم جمال إن كتاب “أم كلثوم” الجديد ليس له أي علاقة بالكتاب السابق فهو كتاب مستقل تماما في فكرته، فالعمل الأول كان يتناول مرحلة محددة من حياة أم كلثوم وهي مرحلة ما بين الحربين، النكسة وحرب أكتوبر، لكن هذا الكتاب يتناول سيرة أم كلثوم كاملة من الميلاد وحتى الرحيل، ولكن بشكل مبسط وأقرب للشكل الروائي حتى يتمكن اليافعين من معرفة المعلومات وسهولة استقبالها.
أم كلثوم
وأضاف كريم جمال في تصريح خاص لـ “اليوم السابع” أن هذا الكتاب تم إتمامه وتنفيذه في مدة سنة كاملة، ما بين الكتابة والرسوم الخاصة بالكتاب والإخراج الفني المناسب للأطفال واليافعين، فهي عملية ثلاثية بين الكاتب والرسام والمتلقي، وقد تم التنسيق مع الرسامة سحر عبدالله من خلال مجموعة من الاجتماعات في بداية العمل على الكتاب لفهم المرحلة العمرية التي يتم تقديم العمل لها، وحتى أتمكن من توضيح فكرتي الرئيسية حول العمل للرسامة وتيمة العمل التي يجب اتباعها، خاصة أن حياة السيدة أم كلثوم هي حياة كبيرة ومليئة بالتفاصيل، ولذلك فيجب علينا اتخاذ خط ما واضح في حياتها للسير عليه حتى يكون هناك توافق بين النص والرسومات.
وتابع كريم جمال أنه تمت كتابة النص بصورة أولية، وتحديدا بعد المسودة الأولى تم عرضها على فريق العمل وتم اعتمادها، لتأتي بعدها فترة اختيار الصور المناسبة لكل مرحلة من مراحل الكتاب.
وأضاف كريم جمال أن فكرة العمل على كتاب لـ”أم كلثوم” كان هناك نية أن تكون ثلاثية لسيدة الغناء، بكل مرحلة زمنية عن طريق الاستعانة بالصحافة والأرشيف الصحفي الذي كان يواكب حياة أم كلثوم، ولكن بعد أول صدور الكتاب الأول، وجدت أنها مرحلة يمكن العمل عليها مستقبلًا ولكن ليس الآن، حتى لا يكون هناك إقطاع من نجاح الكتاب الأول، ولذلك فإن العمل القادم الذي أعمل على انتهاءه في هذه الفترة لا يتعلق بأم كلثوم بأي صورة من الصور.
أم كلثوم وسنوات المجهود الحربى
وأوضح كريم جمال أن فكرة الكتاب الأساسية كانت من خلال دار النشر وهي دار تنمية، التي كانت تحرص على تقديم شخصية “أم كلثوم” لليافعين والأطفال، خاصة أن لديهم تجارب سابقة مع أعمال سابقة قدمت أشعار أمل دنقل ومحمود درويش لليافعين، فبحثوا عن استمرار لنجاح أول كتاب من خلال كتاب جديد يقدم لفئة عمرية أخرى، فكما علم الكبار قيمة أم كلثوم من خلال العمل السابق، يمكن لليافعين أن يتعرفوا على قيمتها وتاريخها الكبير من خلال العمل الحالي، ومن المقرر أن يتم العمل على باقي الثلاثية فيما بعد، بعد الانتهاء من العمل الجديد الذي أقربت على انتهائه، كما أن هناك عمل منتهى من ثلاثية أم كلثوم ولكنه مؤجل بصورة مؤقته.
وتابع كريم جمال أن كتاب أعمال اليافعين ليس بالصورة السهلة أو البسيطة التي كنت أتوقعها قبل البدء على العمل، ولكنها صعبة بصورة كبيرة لأن الكتاب يتخلى عن لغته الأصلية، فكل منا لديه مراكز في عقله تقدم الأشياء بصورتها المعتاده، وعند الخروج عن هذه الصور واستعارة لغة جديدة تصل من خلال لزهنية القارئ الطفل أو اليافع، يكون الموضوع في غاية الصعوبة ومرهقة وتحتاج إلى إشراف من المختصين في ذلك المجال، خاصة أن الأجيال الزمنية الجديدة مختلفة عن الأجيال السابقة باختلاف الثقافة الموجودة لليافعين في الوقت الحالي مقارنة بالأجيال السابقة، فهو يحتاج إلى جهد كبير ومطالعة لكتب اليافعين التي تتناول سير لأشخاص كبيرة ومشهورة.