يشبه وليام والاس.. أوين غليندور حكاية أمير أسطورى قاد ثورة ضد هنري الرابع
ثقافة أول اثنين:
تمر اليوم، الذكرى الـ 624 على إعلان القائد الويلزي أوين غليندور نفسه أميرا على ويلز، واستقاله عن حكم ملك إنجلترا هنري الرابع، وذلك في 16 سبتمبر عام 1400، و”غليندور” كان زعيمًا وجنديًا وقائدًا عسكريًا ويلزيًا في أواخر العصور الوسطى، تشبه ثورته ثورة وليام والاس الثائر الاسكتلندي الأسطوري، حيث قاد ثورة ويلزية استمرت 15 عامًا بهدف إنهاء الحكم الإنجليزي في ويلز، كان محاميًا متعلمًا، وشكل أول برلمان ويلزي تحت حكمه، وكان آخر ويلزي من مواليد ويلز يطالب بلقب أمير ويلز.
خلال عام 1400، كان أوين غليندور، الجندي الويلزي ولورد غلينديفردوي، على خلاف مع أحد اللوردات الإنجليز المجاورين، وتحول الحدث إلى ثورة وطنية أثارت المواطنين والنبلاء الويلزيين العاديين ضد الجيش الإنجليزي. ردًا على التمرد، تم تنفيذ قوانين جزائية تمييزية ضد الشعب الويلزي؛ أدى هذا إلى تعميق الاضطرابات المدنية وزيادة الدعم لجليندور بشكل كبير في جميع أنحاء ويلز، ثم في عام 1404، بعد سلسلة من حصارات القلاع الناجحة والعديد من الانتصارات في ساحة المعركة للويلزيين، سيطر أوين على معظم ويلز وأعلنه أنصاره أميرًا لويلز، بحضور مبعوثين من العديد من الممالك الأوروبية الأخرى، وتم تقديم المساعدات العسكرية من فرنسا وبريتاني واسكتلندا.
وبحسب دراسة بعنوان “هنري الرابع ملك إنجلترا بين المؤامرات الداخلية والتهديدات الخارجية (1399-1413م)” للباحث زين العابدين محمد الجزار، يعد عهد الملك هنري الرابع عهدًا جديرًا بالدراسة والاهتمام، حيث إنه أصبح ملكا ليس لکونه وريث ملك سابق، وإنما من خلال أجهزته الخاصة، اغتصب هنري العرش من الملك ريتشارد الثاني وتوج ملكا باسم هنري الرابع “کمغتصب” لم ينعم الملک هنري خلال سنوات حکمه (1399-1413م) بالهدوء والاستقرار بل کان عهده مليئا بالمؤامرات والانقلابات الداخلية للإطاحة بحکمه، بالإضافة إلى زيادة نصيب إنجلترا من الأعداء. تعرض الملك هنري لتمرد أنصار الملك المخلوع ريتشارد الثاني، وأيضا لثورة أوين جليندور الذي أعلن نفسه أميرًا لويلز کما أثارت عملية الاغتصاب أيضا عائلة بيرسى، فأعلنوا تمردهم ضده فى نورثمبرلاند، لم يأت الخطر من الداخل فقط بل هددت الملك هنري أيضا تحديات من مصادر خارجية أخرى أتت معظمها من ناحية فرنسا واسكتلندا.
عقب ذلك حمل أوين السلاح، وعندما عاد هنرى الرابع من اسكتلندا وجد الثورة مشتعلة فى شمال ويلز، ولم تنفع حملة أقيمت على عجل بقيادة الملك، وتمت مصادرة عقارات أوين وهددت الحكومة الإنجليزية بعقوبات صارمة، لكن الثورة كانت ما تزال تزداد قوة.
فى ربيع 1401 كان أوين يهاجم فى جنوب ويلز، وكان يهدف إلى غزو إنجلترا، وقام الملك بحملة ثانية فى الخريف لكنها هزمت، وكان “أوين” يقيم التحالفات مع هنرى بيرسى (هوتسبر)، الذى قاد جيشا فى شمال ويلز، ومع نسيب بيرسى، السير إدموند مورتيمر، وأثناء شتاء 1401 – 1402 امتدت خططه بشكل أكبر لتشمل المفاوضات مع الثوارِ الأيرلنديين والاسكتلنديين والفرنسيين.
لا يُعرف شيء مؤكد عن غليندور بعد عام 1412، وعلى الرغم من المكافآت الضخمة التي عُرضت عليه، إلا أنه لم يُقبض عليه ولم يُخَان. لقد تجاهل العفو الملكي. تقول التقاليد أنه توفي ودُفن ربما في كنيسة القديسين مايل وسولين في كوروين بالقرب من منزله، أو ربما في عقاره في سيخارث أو في عقارات أزواج بناته: كينتشيرش في جنوب هيريفوردشاير أو مونينجتون في غرب هيريفوردشاير. كتب الشاعر لويس غلين كوثي مرثية لغوينليان، وهي ابنة غير شرعية لغليندور، حيث ذُكر أنه في وقت حرب الاستقلال الويلزية، كانت ويلز بأكملها تحت قيادة غليندور، مع أربعين دوقًا كحلفاء للأمير، وأنه في وقت لاحق من حياته دعم 62 من المتقاعدات.
يزعم كتاب إنجليز لاحقون أنه مات جوعا فى الجبالِ، لكن الأسطورةَ الويلزيةَ تقول أنه عاش شيخوخته فى سلام مع أصهاره فى إيوايس ومونينجتون فى هيرفوردشاير، حتى مات ودفن فى مثواهِ الأخير، وهناك رواية تقول أنه فر إلى فرنسا ومات هناك ولم يقبض عليه هنرى أبدا.