Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار وثقافة

هل عرفت أوروبا أكل لحوم البشر؟

ثقافة أول اثنين:


أكدت الدراسات الحديثة أن أوروبا عرفت أكل لحوم البشر منذ آلاف السنين فقد اكتشف فريق علمى أوروبى من علماء الآثار بقايا بشرية تثبت أن السكان فى غرب ألمانيا مارسوا عادة أكل لحوم البشر منذ سبعة آلاف عام، وقال رئيس فريق العلماء البروفيسور برونو بولشتاين إن هذه البقايا كانت مقطوعة ومكسورة بشكل متعمد، وواضح فيها آثار أسنان، وهو ما يؤكد استخدامها فى الأكل.


وكشفت دراسة أخرى حديثة أن أكل لحوم البشر كان ممارسة جنائزية روتينية شائعة في أوروبا منذ حوالي 15 ألف عام، حيث كان الناس يأكلون موتاهم ليس بسبب الضرورة بل كجزء من ثقافتهم، وبينما عثر الباحثون سابقًا على عظام مقضمة وجماجم بشرية تم تعديلها إلى أكواب في كهف غوف في إنجلترا، تشير دراسة نشرت في مجلة Quaternary Science Review إلى أن هذا لم يكن حادثًا منعزلاً.


ويشير كتاب “تاريخ فكرى لنزعة أكل لحوم البشر” للمؤلف الرومانى أفرام افراميسكو، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بوخارست أن آكل لحوم البشر تم تقديمه على أنه ذلك “الإنسان المتوحش”، قبل أن يحظى باهتمام المفكرين ويغدو إحدى الأساطير التى تسكن خيالات البشر وتملأ حكاياته “المخيلة الشعبية”، بكل الحالات استمر النظر باستمرار لأكلة لحوم البشر على أنهم “بشر” يتواجدون فى أمكنة بعيدة عن أى حضارة، ومؤلف هذا الكتاب لا يشرح أسباب حضور “نزعة أكل لحم البشر” فى اهتمامات الفلاسفة فحسب، لكن يحاول أن يشرح أيضا أسباب زوالها.

ويحاول مؤلف الكتاب أن يقدم البراهين على أن “آكل لحوم البشر” كان، قبل كل شيء، مخلوقا “نظريا” يلقى مصيره الضوء على انحطاط نظريات الحق الطبيعي، وعلى بروز مفهوم الحداثة، هذا فضلا عن قيمة المعيارية فيما يتعلق بقيم الخير والشر، بهذا المعنى يؤرخ المؤلف للأفكار الخاصة بظاهرة “أكل لحم البشر” وموقعها فى الفكر والفلسفة على مدى مسيرة الفكر الغربى كلها.

وبحسب دورية “ساينتفك أمريكان” الأمريكية، فإنه لم يسلم تاريخ الإنسان نفسه من حالات تستعصى على الحصر، لا تبدأ طبعًا من بقايا العظام البشرية المُكتشفَة فى كهف “جُوف” بمقاطعة “سُومرسِت”، التى تؤكد آثار الخدوش عليها أن لحوم أصحابها قد نُهشَت -قبل 14700 عامٍ مضَت بأسنانٍ بشرية، ولا تنتهى حتمًا عند “ألبرتو سانشيز جوميز” الإسباني، الذى اعترف فى فبراير الماضى بقتل والدته المسنَّة وتقطيع جثتها إلى أكثر من ألف قطعة صغيرة طَهَى بعضها لالتهامها بمشاركة كلبه.

وحتى على أراضى بلادنا العربية رَصَد التاريخ حوادث تتجاوز ببشاعتها حدود الخيال، مثل التهام جنود الحملة الصليبية الأولى للحوم أهالى مدينة مَعَرَّة النعمان عام 1098، عقب حصار طويل، استسلم الأهالى فى نهايته بعد وعد الصليبيين لهم بالإبقاء على حياتهم، الذى أخلفوه فور فتح أبواب المدينة، وذبحوا حينها أكثر من عشرين ألف إنسان.

وهناك المجاعة المصرية التى حدثت عام 1201 فى سلطنة العادل الأيوبى، وكتب عنها المقريزى فى “إغاثة الأمة بكشف الغمة” قائلًا: “فتكاثَر مجيء الناس من القرى إلى القاهرة من الجوع، ودخل فصل الربيع، فهبَّ هواءٌ أعقبه وباءٌ وفناء، وعُدِمَ القوت حتى أكَلَ الناسُ صغارَ بنى آدم من الجوع، فكان الأب يأكل ابنه مشويًّا ومطبوخًا، والمرأة تأكل ولدها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى