فرانسيسكو دى كيفيدو شاعر إسبانى متنوع.. كيف كانت حياته؟
ثقافة أول اثنين:
تمر اليوم ذكرى رحيل الشاعر الإسباني فرانسيسكو دي كيفيدو وهو شاعر وكاتب ساخر بارع في العصر الذهبي لإسبانيا، كما صنف كشاعر لغوي لا مثيل له في الأدب الإسباني، ورحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 8 سبتمبر من عام 1645.
وقد ولد “كيفيدو” لعائلة ثرية ومتميزة، درس في جامعات ألكالا، وكان متمكنًا من عدة لغات، ومع بلوغه سن 23 عامًا كان قد برز كشاعر، أعرب معاصروه الأكبر سنًا، مثل ميجيل دي ثيربانتس ولوبي دي فيجا، عن تقديرهما لشعره، لكن كيفيدو كان أكثر اهتمامًا بمهنة سياسية.
وفى عام 1613 أصبح مستشارًا لدوق أوسونا، نائب الملك في صقلية ثم نابولي، الذي خدمه بتميز لمدة سبع سنوات، وعند صعود فيليب الرابع ملك إسبانيا، سقط أوسونا وتم وضع كيفيدو تحت الإقامة الجبرية، بعد ذلك رفض التعيين السياسي وكرس نفسه للكتابة، وأنتج تدفقًا ثابتًا من الشعر والنثر الساخر الذي يستهدف حماقات معاصريه، وفي عام 1639، ألقي القبض عليه مرة أخرى، بزعم أنه كان يكتب قصيدة ساخرة، واحتُجز في دير، ثم أُطلق سراحه في عام 1643، بعد أن ساءت حالته الصحية، وتوفي بعد فترة وجيزة.
يكشف “كيفيدو” عن شخصيته المعقدة في التنوع الشديد في لهجته في أعماله، والتي تتراوح من الفاحشة إلى المتدينة، دفعته معرفته وثقافته الواسعة إلى كتابة أعمال ذات جدية أخلاقية عالية، وأطروحات عن الفلسفة الرواقية، وترجمات لأبيكتيتوس وسينيكا.
كانت أغلب كتاباته الساخرة تستهدف انتهاكات محددة في ذلك الوقت ولم تعد ذات أهمية، لكنه يُذكر بروايته الساخرة “حياة الوغد”، التي تصف مغامرات “بول المحتال” في عالم مشوه بشكل غريب من اللصوص والمخادعين والمحتالين، ورواية “أحلام” لـ كيفيدو التي كتبها على فترات من عام 1606 إلى عام 1622، تظهر تطوره كرائد في أسلوب الباروك الجديد، وهو شكل معقد من أشكال التعبير يعتمد على التورية والتصورات المعقدة، نُشرت مختارات من قصائده مترجمة إلى الإنجليزية في عام 1969.