خيري شلبي والفلاح.. رباعية “الوتد” ناقشت الحياة الريفية بالمجتمع المصري
ثقافة أول اثنين:
تحل اليوم ذكرى رحيل الكاتب الكبير خيرى شلبى، والذي يعد أحد أبرز كتاب جيل الستينيات فى الأدب العربى، إذ رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 9 سبتمبر عام 2011، وهو نفس اليوم الذي يوافق ذكرى الاحتفال بـ “عيد الفلاح” وقد ترك “شلبي” أرثًا كبيرًا من الأعمال الأدبية المميزة، حيث تجاوزت أعماله 75 كاتبًا ما بين الرواية والقصص القصيرة والمسرحيات والدراسات في الأدب الشعبي وأدب الرحلات، كما ألف واحده من أهم الأعمال التي ناقشت حياة الفلاح المصري والمجتمع الريفي وهي رواية “الوتد”.
تعد رواية “الوتد” أحد أيقونات الأديب الكبير الراحل خيري شلبي، وهى عبارة عن رباعية بأربعة عناوين “الوتد، المنخل الحرير، العتقى، أيام الخزنة”، جاءت هذه النصوص محملة برائحة ونكهة الريف المصرى، حيث يرصد من خلالها الحياةَ الاجتماعية فى المجتمع الريفى بكل جزيئاته وتفاصيله.
من خلال شخصية “فاطمة تعلبة” بطلة الرواية المرأة القوية، التى تدير شئون أسرتها الكبيرة “العكايشة”، وتعد وتد الأسرة، وتربطها صلة وثيقة بابنها الأكبر “الشيخ درويش”، والتى جسدت دورها الممثلة الراحلة هدى سلطان فى المسلسل التليفزيونى المأخوذ عن الرواية نفسها.
وقد تم تحويل رواية الوتد إلى السينما من خلال “مسلسل الوتد” وهو واحد من أشهر الأعمال في تاريخ الدراما المصرية، والتي لا تزال تعيش إلى الآن بعدما عرضه عام 1996 قبل أكثر من ربع قرن حقق فيها المسلسل نجاحاً كبيراً بقصته المميزة والنجوم الذى تضمنها العمل من الفنانة الراحلة هدى سلطان ويوسف شعبان وغيرهم من مجموعة كبيرة من النجوم والنجمات.
وقد وصفها الكاتب علاء الديب، أنها تقدم صورة للريف الحقيقى، ريف البرارى والفقر المدقع، حيث يحاول أن يرى الإنسان الجميل الصابر، الضعيف المتحايل الماكر، المؤمن، والجبار.
وقال عنها الكاتب علاء رمزى، “خيرى شلبى، أحيانًا، يبدو لى وكأنه عايش أجيالًا سابقة، يحدثك حديث العارف بعبد الله النديم وأحمد عرابى وقاسم أمين وسعد زغلول، وغالًبا، أراه متمتعًا بروح شاب فى مقتبل العمر، مفعم بالأشواق والأمل، يتأمل الجوانب المضيئة فى الوقائع والبشر”.
وترى الكاتبة سماح ممدوح، أن “الوتد” رواية واقعية، فالبطلة فيها فاطمة تعلبة، هى إحدى قريباته، “لحس العتب”، سلط الضوء فيها على واحدة من العادت السيئة المنتشرة فى الريف خاصة، وأغلب المدن المصرية عامة فى الانصياع وراء الدجالين فى التداوى من الأمراض.