Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار وثقافة

مكتبة الإسكندرية.. حكاية صرح أنشئ فى مصر منذ أكثر من 2000 عام

ثقافة أول اثنين:


تعد المكتبات العامة في مختلف أنحاء العالم واحدة من أهم الأماكن الشاهدة على الأعمال التراثية الهامة، والتي دائمًا ما تضم مجموعة من أندر المجلدات والأعمال الإبداعية التي تم ضمها إلى المكتبة للحفاظ عليها من التدمير أو الضياع، وتأتي مكتبة الإسكندرية القديمة واحدة من أقدم المكتبات العامة في العالم، كما أنها أقدم مكتبة عامة في مصر القديمة.


أنشئت مكتبة الإسكندرية القديمة على يد خلفاء الإسكندر الأكبر منذ أكثر من ألفي عام لتضم أكبر مجموعة من الكتب في العالم القديم والتي وصل عددها آنذاك إلى 700 ألف مجلد بما في ذلك أعمال هوميروس ومكتبة أرسطو، كما درس بها كل من إقليدس وأرشميدس بالإضافة إلى إيراتوثيوس، أول من قام بحساب قطر الأرض، وذلك حسب ما جاء على موقع الهيئة العامة للاستعلامات.


وأنشئت المكتبة بقرار من بطليموس الأول “سوتر”، أول ملوك البطالمة، الذين توارثوا حكم مصر بعد وفاة الإسكندر، أما المؤسس الحقيقي للمكتبة وصاحب الفضل في نهضتها وازدهارها فهو بطليموس الثاني “فيلادلفوس”، الذي حكم مصر مدة تسع وثلاثين سنة من 285 إلى 246 قبل الميلاد، وهو الذي وضع نظامها وجلب لها العلماء من العالم الإغريقي، ووفر لها الكتب من شتي المصادر، وصارت النموذج الذي اتخذته مكتبات عالم البحر الأبيض المتوسط مثالا تحذو حذوه، ومن هنا كانت مكتبة الإسكندرية نقطة الانطلاق نحو ديمقراطية العلم، وتيسيره لعشاق المعرفة.


ولم تكن المكتبة عند نشأتها مجرد مخزن لتجميع الكتب، وإنما كانت تقوم على مؤسستين، أولاهما “الميوسيوف” أي المتحف، ويقيم فيه العلماء المتخصصون في كل الفنون، وثانيهما “المكتبة” التي تضم لفائف الكتب؛ لتكون تحت بصر العلماء في كل وقت، ويبدو أنها كانت موزعة على مكانين، الأكبر مجاور للميوسيون، والأصغر في معبد “السرابيوم”. ويمكن أن ترى بقاياه عند عمود السواري.


ويبدو أن بطليموس الثاني كان على درجة عالية من الثقافة وحب المعرفة، فكان يبعث البعوث لجمع الكتب من كل مكان، حتي يتوافر للمكتبة كل روافد العلوم، حتي بلغ مجموع ما تضمه حوالي 750 ألف لفافة، وهو الذي حفظ تراث أدباء اليونان العظام، وبعث إلى حكومة أثينا يطلب النصوص الأصلية، لمسرحيات “استخيلوس وسوفو كليس ويوربيوس”، ودفع لليونان رهنًا ماليًا باهظًا، وحين جاء وقت إرجاعها خسر الرهان؛ لأنه بعث بدلا منها نسخًا مدونة بخط جميل.


تستمد مكتبة الإسكندرية مكانتها الرفيعة، ليس فقط من جلال الكتب التي جلبتها أو ترجمتها، وإنما من مكانة العلماء الذين اجتذبتهم وهيأت لهم الإقامة الكريمة لكي ينصرفوا إلى شئون العلم والبحث، وشغل كبار العلماء وظيفة أمناء المكتبة، من بينهم “زنودوتس”، الذي وضع مع علماء اللغة أُسس علوم الأدب مع تحرير ونقد دقيق للكلاسيكيات، وهو أول إغريقي يضع للعالم متنًا منقحًا لكتابي “الإلياذة” و”الأوديسا” أعظم تراث الإغريق، وخلفه في رئاسة المكتبة “أبوللودنوس” الإسكندري، وهو مؤلف الملحمة المسماة “الحملة الأرجونيتية” التي ما زالت تقرأ حتي الآن رغم أنها كانت تلائم الذوق القديم، وفي عهده نظم الشاعر الغنائي “كاليماكوس” فهرس مكتبة الإسكندرية المشهور، الذي قسم الكتب تبعًا لمواضيعها ومؤلفيها، وعُدَّ كاليماخوس أبا علم المكتبات Library science.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى