جون رونالد يحقق مبيعات خيالية بـ”سيد الخواتم”.. كيف كانت البداية؟

تعد “سلسلة الخواتم” واحدة من أشهر الروايات الخيالية التي حققت مبيعيات كبيرة تجاوزت الـ 150 مليون نسخة على مستوى العالم، وهي أهم أعمال الكاتب والشاعر الإنجليزي “جون رونالد توكلين” الذي تمر اليوم ذكرى وفاته، إذ رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 2 سبتمبر 1973، ورغم مرور 51 عامًا على رحيله إلا أن أعماله مازالت خالدة حتى الآن.

كان تولكين يستمتع بكتابة سلسلة معقدة من القصص الخيالية، غالبًا ما تكون مظلمة وحزينة، تدور أحداثها في عالم من صنعه، وقد صنع “معرض الأساطير” هذا، والذي تحول في النهاية إلى كان سيلمارليون، جزئيًا لتوفير بيئة يمكن أن توجد فيها اللغات “الجنية” التي اخترعها، لكن حكاياته عن أردا والأرض الوسطى نمت أيضًا من الرغبة في سرد القصص، متأثرة بحب الأساطير والخرافات، لتسلية أطفاله الأربعة، ابتكر طعامًا أخف وزناً وحيويًا وغالبًا ما يكون فكاهيًا، كانت أطول وأهم تلك القصص، التي بدأت حوالي عام 1930، هي “الهوبيت”، وهو خيال عن بلوغ سن الرشد حول “هوبيت” محب للراحة (قريب أصغر للإنسان) ينضم إلى مهمة البحث عن كنز تنين.

في عام 1937، نُشر كتاب الهوبيت، والذي حقق نجاحًا كبيرًا جعل الناشر يطلب تكملة للعمل، وهو ما فعله توكلين بعد 17 عام عندما قدم رائعته الجديدة “سيد الخواتم”، وهي عبارة عن نسخة حديثة من الملحمة البطولية، تم نقل بعض عناصرها من أحداث رواية “الهوبيت”، وخاصة الخاتم السحري، الذي تم الكشف عنه الآن على أنه الخاتم الوحيد، والذي يجب تدميره قبل أن يتمكن سيد الظلام الرهيب، سورون، من استخدامه لحكم العالم، لكن سيد الخواتم هو أيضًا امتداد لحكايات السيلمارليون لتولكين، والتي أعطت الكتاب الجديد “تاريخًا” تم فيه بالفعل تأسيس الجان والأقزام والأورك والبشر.

على عكس التصريحات التي يطلقها النقاد في كثير من الأحيان، فإن سيد الخواتم لم يُكتب خصيصًا للأطفال، كما أنه ليس ثلاثية، على الرغم من أنه غالبًا ما يتم نشره في ثلاثة أجزاء:زمالة الخاتم، البرجين، وعودة الملك، تم تقسيمها في الأصل بسبب حجمها الكبير وتقليل المخاطر التي قد يتعرض لها ناشرها في حالة فشلها في البيع، في الواقع، أثبتت شعبيتها الهائلة، عند نشرها في غلاف ورقي في الولايات المتحدة عام 1965، على الرغم من أن بعض النقاد ينتقدونها، إلا أن العديد من استطلاعات الرأي منذ عام 1996 أطلقت على سيد الخواتم لقب أفضل كتاب في القرن العشرين، ونجاحها جعل من الممكن لمؤلفين آخرين الازدهار من خلال كتابة الخيال العلمي، لقد بيعت أكثر من 50 مليون نسخة بحوالي 30 لغة بحلول مطلع القرن الحادي والعشرين.

وقد حقق فيلم ” سيد الخواتم” للمخرج النيوزيلندي بيتر جاكسون، والذي صدر في ثلاثة أجزاء في الفترة من 2001 إلى 2003، نجاحًا نقديًا وماليًا عالميًا، ثم قام جاكسون بتكييف “الهوبيت” كثلاثية تضم الأفلام رحلة غير متوقعة (2012) خراب سموغ (2013)، ومعركة الجيوش الخمسة (2014)، في عام 2004، تم تصحيح نص كتاب سيد الخواتم بعناية لإصداره بمناسبة الذكرى الخمسين.