ماذا فعل نجيب محفوظ فى أعماله غير الصالحة للنشر؟
ثقافة أول اثنين:
لم يكن نجيب محفوظ يؤمن بالنشر للنشر بل كان يؤمن أن الرواية تتطلب باعثا قويا لكتابتها، لا سيما إن كانت رواية طويلة لذا فقد تخلص من أعمال كثيرة بأن حذفها من سجلاته كما ذكر في برنامج من الألف للياء الذى بثه التليفزيون المصرى وقدمه طارق حبيب.
وقال نجيب محفوظ عن أعماله غير الصالحة للنشر من وجهة نظره والتي لم يرض عنها: “كنت بقطع وارمى لازم يكون هناك باعث قوى للكتابة لو لم يتحقق ذلك لباتت الكتابة مجرد ثرثرة”.
نجيب محفوظ تحدث عن رواياته التى تحولت إلى أفلام فذكر مثلا أن النسخة الثانية من الطريق أفضل من النسخة الأولى سينمائيا ولأنها توضح المعنى وتؤكده، وهو الذى قال أيضا في كثير من الحوارات السابقة أن المخرج يحول النسخة الروائية إلى نسخة سينمائية على مقاس رأسه وما يعتقده بل إنه قال إن بعض المخرجين في كثير من الأحيان يتصلون به ليسترشدون برأيه في أحداث تخص العمل الذى يحولونه إلى فيلم سينمائي وحين يخبرهم برأيه في طريقة وقوع الحدث فإن البعض منهم لا يظهر اقتناعا ويتمسك برأيه فيما ذهب إليه ويعزم العزم على أنه يوجه الأحداث إلى طريق آخر مختلف عما كتبه الأديب الراحل.
هنا لا بد وأن نشير إلى أن نجيب محفوظ كان قد تجاوز السابعة والسبعين حين جرى هذا الحوار فالرجل من مواليد 1911 والحوار أجرى بعد فوزه بجائزة نوبل عام 1988، وبالتالي فإن تلك أحلام رجل تجاوز السابعة والسبعين ولا بد أن يفكر بكل تأكيد فيما انقضى وما فات من تجارب يعرف صعوبة حدوثها في المستقبل.