شهادة معاملة أطفال.. عندما يذكر محامي الشيطان تاريخ الفاطميين

ثقافة أول اثنين:
مع عرض الحلقة الأولى من مسلسل شهادة معاملة أطفال على منصة Watch It، يجد المشاهدون أنفسهم في رحلة زمنية تعود إلى القاهرة عام 2005، حيث يظهر عبد الستار الكف، المحامي الشهير بلقب “محامي الشيطان”، الذي يؤدي دوره النجم محمد هنيدي، هذا المحامي المعروف بأساليبه الملتوية وأفعاله التي تسيء لشرف المهنة، يقود المشاهدين إلى كشف خبايا قضيته الغامضة، وبينما يتلاعب بالقانون، يأتي على لسانه ذكر الدولة الفاطمية، في إشارة إلى تاريخ طويل من الصراعات والإنجازات.
الفاطميون وحلم السيطرة
بدأت الدولة الفاطمية في تونس، وسعت منذ عام 913م لمد نفوذها إلى مصر، لكن محاولاتها باءت بالفشل لفترة طويلة، ومع ضعف الدولة الإخشيدية، خاصة بعد وفاة الحاكم القوي كافور الإخشيدي، وجدت الخلافة الفاطمية فرصتها الذهبية.
في عام 969م، قاد القائد العسكري الفاطمي جوهر الصقلي جيشًا قويًا لفتح مصر، فبدأ بالاستيلاء على الإسكندرية، قبل أن يعلن سيادة الخلافة الفاطمية على البلاد، وهي السيادة التي استمرت قرابة قرنين من الزمن، من 969م إلى 1171م.
وبعد أربع سنوات من هذا الفتح، وصل الخليفة الفاطمي المعز لدين الله إلى مصر في 972م، ليبدأ مرحلة جديدة في تاريخ البلاد، كانت محملة بطموحات التوسع والسيطرة.
القاهرة.. المدينة المحصنة
كان بناء مدينة القاهرة أحد أهم إنجازات الفاطميين في مصر، إذ أراد جوهر الصقلي أن تكون العاصمة الجديدة حصنًا ملكيًا للخليفة الفاطمي وأتباعه، فقام بتحصينها بسور سميك، وحفر خندقًا عميقًا لحمايتها من الغزوات.
لم يكن مسموحًا لعامة الشعب في الفسطاط أو العسكر أو القطائع بالدخول إلى القاهرة، فقد كان الدخول إليها يتم فقط عبر تصريح خاص، يُمنح لكبار الموظفين أو أفراد الحامية الفاطمية.
عند إنشائها في 358هـ / 969م، كانت القاهرة مدينة مربعة الشكل تقريبًا، تمتد على مساحة 400 فدان، بطول ضلع 1200 متر، ومحاطة بسور من الطوب اللبن بعرض 2.5 متر.
ولأن بناء المدن الإسلامية كان يعتمد على وجود جامع مركزي بجانبه قصر الحاكم، قام الفاطميون ببناء الجامع الأزهر.
أبواب القاهرة.. حصون تحكي التاريخ
فتح جوهر الصقلي ثمانية أبواب في أسوار القاهرة، موزعة على الجهات الأربع، وكان لكل باب دور دفاعي ومعماري مميز: الضلع الجنوبي: باب زويلة، والضلع الشرقي: باب البرقية وباب القراطين، والضلع الشمالي: باب الفتوح وباب النصر، الضلع الغربي: باب القنطرة وباب سعادة.
لم تكن هذه الأبواب مجرد مداخل، بل كانت بمثابة حصون دفاعية، حيث بلغ ارتفاعها 25 مترًا، وعرض واجهتها 22 مترًا، كما كانت تحتوي على حجرات دفاعية، وأبواب خشبية ضخمة مغلفة بأشرطة حديدية لزيادة قوتها.
بدر الجمالي تجديد القاهرة
في الفترة بين 480-485هـ / 1087-1092م، جاء وزير الخليفة المستنصر بالله، القائد بدر الجمالي، ليعيد بناء أسوار القاهرة بشكل أكثر متانة، استبدل الطوب اللبن بحجارة منحوتة، وقام بتوسعة المدينة، مما منحها طابعًا عسكريًا أكثر قوة.
بفضل هذه التحصينات، أصبحت القاهرة عاصمة منيعة، استطاعت الصمود أمام العديد من المحاولات العسكرية لاقتحامها، وظلت القاهرة الفاطمية مركز الحكم والثقافة حتى سقوط الدولة الفاطمية على يد صلاح الدين الأيوبي عام 1171م.