ضم جزر هاواي إلى الولايات المتحدة.. هل رفض أهلها الانضمام إلى أمريكا
ثقافة أول اثنين:
تمر خلال تلك الأيام الذكرى الـ126 على تحول ملكية جزر هاواى فى المحيط الهادى إلى الولايات المتحدة، ولتصبح آخر الولايات التى انضمت للاتحاد الأمريكى، وذلك فى 12 أغسطس عام 1898.
وكانت هاواى مملكة قبل أن تصبح ولاية أمريكية، وتأسست مملكة هاواى فى عام 1795، وبحسب دراسة بعنوان “ضم جزر هاواي إلى الولايات المتحدة” للدكتور أحمد عبد السيد الألفي، فإن الجزر كانت تعيش في عزلة لسنين طويلة عن أوروبا، لكن هذا الوضع تغير مع وصول المستكشف الإنجليزى جيمس كوك، حيث بدأت اتصال الجزر بقادة أوروبا الذين تنافسوا على فرض نفوذهم على الجزر ما جعلها منطقة غير مستقرة.
ويوضح الباحث أنه بسبب عدم تطور الأحداث السياسية، تم الاعتراف بهاواي كمملكة مستقلة ذات سيادة، وحاولت الولايات المتحدة تقليل نفوذ الغرب الأوروبي عليها، ومع مرور القرن التاسع عشر، أصبحت الولايات المتحدة صاحبة النفوذ والتأثير الأكبر داخل الجزر، وسرعان ما تحول هذا النفوذ إلى سيطرة كاملة من جانب المستوطنين الأمريكيين وأحفادهم، وكان ذلك بسبب دستور سنه الملك كاميهاميها الثالث ملك هاواي في القرن الثامن عشر، والذي سمح ببيع الأراضي والسماح بالملكية الخاصة للأفراد، فتمت تحويل جميع أراضي المملكة إلى ملكية الأفراد.
وبسبب هذا التطور الكبير، تقدم الملك كاميهاميها الثالث بالتماس للولايات المتحدة بضم الجزر إلى الاتحاد الأمريكي، ويذكر الباحث أنه على الرغم من ميل الملك الكبير في السن وغير المستقر وقتها ورجال دولته إلى الانضمام إلى أمريكا، إلا أن أغلب سكان الجزر كانوا ضد قرار الضم، وكانوا يفضلون أن تظل جزر هاواي دولة مستقلة.
ولفت البحث سالف الذكر، أن الكونجرس في هذا الوقت انقسم إلى فريقين مؤيد ومعارض، حيث قدم الفريق المؤيد حججه لتبنى هذا القرار والتى دارت حول الأهمية الاستراتيجية للجزر، والتى برزت من وجهة نظرهم خلال الحرب مع إسبانيا، کونها مرکزا للدفاع عن الغربي للولايات المتحدة، خاصة ميناء بيرل هاربر الحصين. کذلك الأهمية الاقتصادية للجزر بما تنتجه من السکر، وکون الجزر محطة للفحم فى الطريق إلى الشرق الأقصى. بالإضافة إلى عدم قدرة الجزر على الحفاظ على استقلالها لفترة طويلة، وخطورة السيطرة اليابانية عليها.
وتصدى الفريق المعارض لتفنيد هذه الحجج، وتوضيح نقاط الضعف التى تعتريها. وعرض الفريق المعارض مبرراته للرفض والتى ترکزت حول عدم دستورية قرار الضم، لأن ضم الأراضي من وجهة نظرهم يتم من خلال معاهدة تتطلب موافقة ثلثي مجلس الشيوخ، وليس قرارا يصدر بأغلبية الأصوات فى غرفتي الکونغرس. وکذلک مخالفة قرار الضم لسياسة الولايات المتحدة التقليدية، وأنه مؤشر على بداية سياسة استعمارية جديدة لا يمكن توقع المدى الذي ستتوقف عنده.
ومن المبررات التى ساقوها أيضًا عدم تجانس سکان الجزر الذين يتكونون من مزيج من الأجناس المختلفة، وخطورة ضم هذا المزيج إلى الولايات المتحدة. وکذلك القول بأن حکومة الجزر الحالية غير دستورية ولا تمثل شعب الجزر. بالإضافة لإنتشار مرض الجذام فى الجزر وخطورة انتقاله إلى الولايات المتحدة بعد الضم، وتصدى الفريق المؤيد للقرار لهذه الحجج يفندها ويرد عليها، ويوضح جوانب الضعف فيها. وانتهى النقاش فى الكونغرس إلى تبنى القرار المؤيد للضم، وبذلك تم إلحاق جزر (هاواي) بالولايات المتحدة، وصارت جزءا منها.
لكن في النهاية اتفق ممثلو الولايات المتحدة على اتفاقية الضم بعد موافقة مجلس الشيوخ، وعجلت الحرب الأمريكية الإسبانية من قرار الضم، حيث وضح الأهمية الاستراتيجية لجزر هاواي للجميع، خاصة بعدما أثبتت حكومة الجزر الموالية للولايات المتحدة ولائها الكامل، فتم توقيع المعاهدة التي ضمت الجزر لأمريكا، وجعلت جميع السلطات والإيرادات والعائدات تعود لصالح أمريكا.