هيكل سليمان.. وهم اليهود الذى زعموه فى القرن الـ18
ثقافة أول اثنين:
تمر الذكرى 1954، على هدم هيكل سليمان المزعوم بالقدس على يد الرومان فى 9 أغسطس عام 70م، ومعبد سليمان أو المعبد الأول أو بيت همقدش، وفقًا للكتاب المقدس، وهو المعبد اليهودى الأول فى القدس الذى بناه الملك سليمان، وقد دمره نبوخذ نصر الثانى بعد حصار القدس سنة 587 قبل الميلاد، وتم بناء الهيكل الثانى فى نفس الموقع فى 516 قبل الميلاد، الذى تم توسيعه بشكل كبير فى 19 قبل الميلاد ودمر فى نهاية المطاف من قبل الرومان فى 70 م.
الغريب أنه رغم مرور عقود طويلة فأن اليهود ظلوا لا يتحدثون عن هيكل المزعوم حتى القرن التاسع عشر مع بداية تكوين حلم الدولة اليهودية في فلسطين.
وبحسب العديد من الدراسات فإنه لم يثر اليهود موضوع البحث عن هيكل سليمان وإعادة بنائه إلا في القرن التاسع عشر في طيات البحث عن مزاعم تاريخية لليهود فلسطين تمهيدا لإصدار وعد بلفور الشهير والبدء في إقامة دولة قومية لهم على الأراضي الفلسطينية، فظهرت كتابات يهودية في كبريات الصحف الغربية تدعو إلى إعادة بناء الهيكل في فلسطين.
وكانت أولى الخطوات العملية في هذا الاتجاه يوم 20/3/1918 حينما وصلت بعثة يهودية بقيادة حاييم وايزمن إلى القدس وقدمت طلبا إلى الحاكم العسكري البريطاني آنذاك الجنرال “ستورز” تطالبه بإنشاء جامعة عبرية في القدس وتسلّم حائط البراق (المبكى) في الحرم القدسي، إضافة إلى مشروع لتملك أراض في المدينة المقدسة.
وبحسب كتاب “القدس بوابة الشرق الأوسط للسلام”، فإن الملك سليمان، قام ببناء معبد فى القدس، ولكن كان معبدا خاصا له ولأسرته، حتى أنه كان يتعبد فيه أحيانا لوحده دون نسائه، كما أن مذبح المعبد كان صغيرا استنادا إلى ما ورد فى سفر الملوك الأول، ويرى الكاتب أن هيكل سليمان لم يكن المعبد الوحيد فى القدس آنذاك بل سبقه معابد كثيرة، أولها معبد الملك ملكى صادق، وغيرها الكثير من المعابد التى بناها سيدنا إبراهيم ويعقوب واسحق عليهم السلام فى فلسطين فى منطقة الخليل وبئر السبع.
ونقل المؤلف ما قاله المؤرخ البريطانى ويلز، من أن طبيعة الهيكل لعب فيها الخيال كثيرا، خاصة فيما يخص عظمته، حيث يتنافى ذلك مع واقع الحال الذى كان يعيشه الملك سليمان، خاصة أنه كان يحكم مدينة صغيرة آنذاك، وأنه لم يبنى المعبد ليكون ملكا لعامة الشعب، وإنما لنفسه وأسرته وحاشيته، وأن مجده لم يكن وصل إلى العظمة حتى يبنى هيكلا خرافيا .
وقد جاء عنه فى كتاب محمد حسين هيكل شرق وغرب: “المسجد الأقصى يقوم على الصخرة التي كان يقوم عليها هيكل سليمان، وقد رُوي عن رسول الله ﷺ أنه قال: «إن الله أوحى إلى داود، أن ابنِ لي بيتًا أُذكر فيه»، فخط داود خطة بيت المقدس، فإذا تربيعها بدار رجل من بني إسرائيل … فسأله داود أن يبيعه إياها فأبى، فحدث داود نفسه أن يأخذها، فأوحى إليه الله أن يا داود، أمرتك أن تبني لي بيتا أُذكر فيه، فأردت أن تُدخل في بيتي الغصب، وليس من شأني الغصب، إن عقوبتك ألا تبنيه قال: يا رب، فمن؟ … ولدي، قال: ولدك … وبناه سليمان بن داود”.
وتذهب بعض الروايات إلى أن داود أقام بيتًا صغيرًا للعبادة، وأن سليمان هو الذي أقام الهيكل من بعده، وفي رواية أخرى، أن البيت الذي أقيم على الصخرة المقدسة يرجع في تاريخه إلى ما قبل داود، ولعله نُسب إلى الملائكة، أو إلى آدم كما نُسب بناء الكعبة.