5 مقولات خالدة لا أساس لها من الصحة.. أشهرها”البحر وراءكم والعدو أمامكم”
ثقافة أول اثنين:
الكثير من الجُمل والمقولات التاريخية المشهورة يتداولها البعض على إنها حقيقة مطلقة، لكن بالبحث والتدقيق نري أن هذه الجمل ليس لها أي أساس من الصحة، بل أنها لا يوجد لها أي سند تاريخي، إلا أن تداولها على لسنوات طويلة، جعل البعض يعتقد أنها حقيقة مسلم بها.
وتمر اليوم الذكرى الـ 531، على توقيع اتفاقية بين الملك أبو عبد الله محمد الثانى عشر آخر ملوك المسلمين فى الأندلس، وملك القشتاليين، باع له الأول بمقتضاها كل أملاكه فى الأندلس ثم غادرها، وذلك فى 7 أغسطس سنة 1493، لينتهى بذلك الحكم الإسلامى فى الأندلس نهائيا.
ومن أشهر المقولات التي نسبت لهذه الواقعة التاريخية، مقولة: “نعم، ابكِ كالنساءِ ملكاً لم تدافع عنه كالرجال” هي منسوبة لـ عائشة أم الأمير أبو عبد الله محمد الثانى عشر المعروف بأبى عبد الله الصغير، آخر ملوك الأندلس الذى سلم غرناطة للملك فرناندو والملكة إيزابيلا، ما حقيقة تلك الجملة، وما أشهر المقولات التاريخية التي لا أساس لها من الصحة.
حتى أنت يا بروتس
نعرف جميعا جملة “حتى أنت يا بروتس” جاءت شهرتها حيث إنها جملة أساسية فى مسرحية “يوليوس قيصر” لـ وليم شكسبير، يقولها الديكتاتور الرومانى يوليوس قيصر لصديقه ماركوس جونيوس بروتوس فى لحظة اغتيال قيصر. الكلمات الأخيرة لقيصر ليست معروفة على وجه اليقين، المؤرخ الرومانى سويتونيوس، بعد قرن ونصف من الحادثة، ادعى أن قيصر لم يقل شيئا وهو يموت، لكن الآخرين ذكروا أن كلمات قيصر الأخيرة كانت العبارة اليونانية “καὶ σὺ, τέκνον”، التي تعني “أنت أيضًا، أيها الطفل”؟ أو “أنت أيضًا، أيها الشاب؟”.
في مسرحية شكسبير يوليوس قيصر (1599)، عندما قال قيصر Et tu ، Brute؟، كانت العبارة قيد الاستخدام بالفعل؛ ادعى إدموند مالون أنها ظهرت في عمل فقد، وهو مسرحية ريتشارد إيديس اللاتينية “قيصر إنترفيستوس” (1582). وقد وردت هذه العبارة أيضًا في مسرحية أخرى لشكسبير، وهي “المأساة الحقيقية لريتشارد دوق يورك، وموت الملك الصالح”، وهي أقدم نسخة مطبوعة من “هنري السادس، الجزء الثالث”.
البحر وراءكم والعدو أمامكم
ذكر بعض المؤرخين أن القائد طارق بن زياد عند دخول الأندلس، قال لجنوده: “البحر من ورائكم والعدوُّ أمامكم” وقام بحرق سفنه كي يقطع أي أمل للعودة أمام جيش المسلمين ولا يكون أمامهم سوى النصر أو الشهادة، ولعل المقولة الأولى والواقعة سالفة الذكر من أشهر الأقاويل والوقائع الشهيرة المرتبطة بفتح الأندلس، لكن المؤرخين لم يشيروا من قريب أو بعيد إلى هذه المقولة، حتى الإدريسي وهو أول من ذكر واقعة دخول طارق بن زياد لم يذكر سندا لحديثه، بينما مصادر مثل “فتوح مصر والمغرب والأندس” لابن عبد الحكم المصرى، والمتين للقرطبي، وسراج الملوك للطرطوشي، ونقط العروس لابن حزم، لم يذكروا أي ذكر لواقعة حرق السفن أو هذه المقولة على الإطلاق.
ابك كالنساء ملكا لم تدافع عنه كالرجال
“نعم، ابكِ كالنساءِ ملكاً لم تدافع عنه كالرجال”.. هكذا ينسب لـ عائشة أم الأمير أبو عبد الله محمد الثانى عشر المعروف بأبى عبد الله الصغير، آخر ملوك الأندلس الذى سلم غرناطة للملك فرناندو والملكة إيزابيلا، ليطوى صفحة سبعة قرون ويزيد من الوجود الإسلامى سطرت خلالها معالم الفردوس الذى تتغنى به الحضارات إلى الآن. ويقال إن الأمير الأندلس أجهش بالبكاء بعد تسليم المدينة، فقالت له أمه تلك المقولة التاريخية، إلا أن الكثير من المؤرحين ينفون هذه الواقعة من الأساس، مدللين على ذلك بأن أبو عبد الله لم يبك، ولم توبخه أمه، والحقيقة أن صاحب هذه الرواية هو أنطونيو جيفارا الذى يعتبر الأب الروحى لفكرة تفوق العنصر الأوروبى وضرورة تطهير إسبانيا من المسلمين وغير المسيحيين بصفة عامة.
ها نحن عدنا يا صلاح الدين
يقال إن ألنبى وقف على قبر القائد المسلم الشهير صلاح الدين الأيوبى وقال له “ها نحن عدنا يا صلاح الدين”، وذلك بعد الانتداب البريطاني على فلسطين وسوريا، لكن قصة وقوف الجنرال ألنبى على قبر صلاح الدين الأيوبى غير مؤكدة، إلا الكتب تشير إلى رجل آخر، فبعد الانتداب البريطانى فى فلسطين، ودخول القوات الفرنسية، دمشق، قام قائد القوات الفرنسية فى الحرب العالمية الأولى، الجنرال هنرى جورو، بالتوجه نحو ضريح صلاح الدين الأيوبى، وذلك حسبما ذكر اللواء راشد الكيلانى فى مذكراته، وقال: «يا صلاح الدين أنت قلت لنا إبان حروبك الصليبية: إنكم خرجتم من الشرق ولن تعودوا إليه، وها نحن عدنا فانهض لترانا فى سوريا”.
سامحني يا نابليون
يقال عن هتلر إنه كان معجب بشخصية الجنرال نابليون بونابرت، وكان ينظر لأعماله بنظرات إعجاب، وتذكر عدد من التقارير أن الفوهرر الألمانى عندما نجحت قوات بلاده فى احتلال فرنسا، وقف أمام قبر الجنرال الفرنسى وقال: “عزيزى نابليون، سامحنى لأنى هزمت بلدك.. لكن يجب أن تعرف أن شعبك كان مشغولاً بقياس أزياء النساء بينما شعبى كان مشغولاً بقياس فوهات المدافع والبنادق!”، لكن أيضا هذه الجملة ليس هناك أي سند تاريخي عليها، ويعتقد البعض أنه مجرد تصور وضعه الكتاب الذين أعجبوا بزيارة الفوهرر لقبر الجنرال.