Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.

التغلب على مشاعر الخجل والرهبة الاجتماعية


سواء كنت ترغب في التفوق في مجال عملك، أم تكوين صداقات جديدة، أم الاندماج في المجتمع، فإنَّ هذا المقال سيكون بمنزلة دليل شامل للتغلُّب على مشاعر الخجل والرهبة الاجتماعية، فتابع معنا.

هل يوجد فرق بين الخجل والرهاب الاجتماعي؟

الرهاب الاجتماعي والخجل مصطلحان يُستخدمان في بعض الأحيان بالتبادل، إلَّا أنَّهما يختلفان في طبيعتهما وطريقة التأثير في الفرد، فالخجل يُعدُّ سمة شخصية تظهر في بعض المواقف بدرجات متفاوتة، وعادة لا يحتاج إلى علاج، بينما الرهاب الاجتماعي هو حالة نفسية يكون فيها الشخص قلقاً ومتوتراً باستمرار في المواقف الاجتماعية، وهذا قد يؤدي إلى تفاديها.

قد يزداد الرهاب الاجتماعي سوءاً مع مرور الوقت إذا لم يتلق الشخص العلاج المناسب، فالأشخاص الذين يعانون من رهاب اجتماعي يَبدون من الخارج وكأنَّهم أشخاص اجتماعيون ومنفتحون، إلَّا أنَّهم في الحقيقة يتعرَّضون لتوتر شديد داخلياً عند حضورهم في أية مواقف اجتماعية، فالقلق الناتج عن الرهاب الاجتماعي يندلع لديهم قبل الموقف الاجتماعي ذاته، إضافة إلى التأثير فيهم أثناءه وبعده أيضاً لفترة طويلة.

مثلاً، قد يشعر شخص بقلق شديد قبل أداء محاضرة أمام الجمهور، ويستمر هذا القلق معه بعد انتهاء المحاضرة، وهكذا، فإنَّ الرهاب الاجتماعي تمتدُّ آثاره لما قبل وبعد الموقف الاجتماعي المثير للقلق، وبخلاف الرهاب الاجتماعي، يتَّصف الخجل بأنَّه سمة أقل اندفاعاً وأكثر تحديداً للمواقف، فهو يظهر بوضوح في حالات معيَّنة، كالتعامل مع أشخاص أو أحداث جديدة، وعندما يتكيَّف الشخص ويتعود على هذه المواقف تدريجياً، يشعر بقدر أكبر من الارتياح.

إنَّ مصدر الخجل عادة ما يكون بسبب التعرض لظروف غير مألوفة، ولكن ومع تكرار التعرض للموقف نفسه، ينخفض مستوى الخجل تدريجياً حتى يختفي بمرور الوقت، بخلاف الرهاب الاجتماعي الذي قد لا يختفي بسهولة.

ما هي علامات الخجل والرهاب الاجتماعي؟

توجد عدة مفارقات بين الخجل والرهاب الاجتماعي، هنا سنوضح علامات كل منهما:

1. علامات الخجل:

  • انحناء الرأس وعدم التحدث بوضوح.
  • تجنُّب النظر المباشر في العيون.
  • الابتسامة الخجولة وعدم الثقة بالنفس.
  • الاحمرار في الوجه والرقبة.
  • تجنُّب المواقف الاجتماعية المحرجة والمتطلِّبة لمهارات التواصل الاجتماعي.
  • الانسحاب الاجتماعي وتجنُّب النشاطات الاجتماعية.

2. علامات الرهاب الاجتماعي:

  • التوتر والقلق الشديد  قبل وخلال المواقف الاجتماعية.
  • الخوف من التعرض للنقد أو التجاهل من الآخرين.
  • ترقُّب النظرات السلبية أو السخرية من الآخرين.
  • الخوف من الظهور بمظهر سيِّئ أو مُحرِج أمام الآخرين.
  • الانخفاض في المستوى العام للثقة بالنفس والشعور بالعجز في المواقف الاجتماعية.
  • تجنُّب المواقف الاجتماعية المحتملة أو القلق الشديد والتوتر عند التعامل معها.

شاهد بالفيديو: ما هو اضطراب القلق الاجتماعي ” الرهاب الاجتماعي”؟

 

هل يمكن أن يكون الخجل مرضاً نفسياً؟

الخجل ليس مرضاً نفسياً بحدِّ ذاته، بل هو سمة شخصية شائعة وجزء طبيعي من السلوك البشري، ومع ذلك، قد يؤدي الخجل الشديد أو المستمر إلى اضطراب الرهاب الاجتماعي، ومن الضروري ألَّا نخلط بين الخجل، وبين الانطواء، فالشخص الانطوائي يفضِّل أيضاً الابتعاد عن المواقف الاجتماعية وتجنُّب المحادثات الطويلة مع الآخرين، ولكنَّه قادر على تكوين صداقات وعلاقات صحية، ويشعر بالأمان بصحبة الأشخاص المألوفين ويثق بهم، ويعود سبب انسحابه إلى الشعور بالإرهاق الذي ينجم عن الحضور بالقرب من كثير من الناس، وليس بسبب القلق أو الخوف وغيرها من الأعراض المذكورة آنفاً.

هل تعلم أنَّ الخجل له إيجابيات؟

على الرغم من أنَّ الخجل يمكن أن يكون صفة سلبية، لكن له إيجابيات هامة، فيساعد الخجل على:

1. تقوية نقاط الضعف:

يشعر الشخص الخجول بالإحراج عند التعرض للإهانة أو النقد تحديداً لبعض نقاط ضعفه، وهذا ربَّما يعود لتأثره بمواقف محرجة مرَّ بها في طفولته، ما زالت تثير لديه شعوراً بعدم الكفاية في بعض الجوانب، فإنَّ الإشارة إلى نقاط ضعفه تساعده على تنمية ثقته بنفسه، ومن ثمَّ يكون عليه العمل على تخطِّي هذا الشعور والتركيز على نواحي قوَّته بدلاً من نقاط ضعفه، ليتمكَّن من تنمية شخصيته تنميةً أفضل.

2. التواضع:

قد ينشأ الشعور بالخجل لدى الفرد نتيجة قيامه بأفعال أو تصرفات فعلاً تستحق أن يشعر بالخجل إزاءها، وهذا الشعور إيجابي إلى حدٍّ ما، فإنَّه يُبعد الشخص الخجول عن اتخاذ قرارات غير منطقية أو تعكس تصرفات متهورة أو أنانية تعبِّر عن التكبُّر وعدم الاعتدال، كما أنَّ الشعور بالخجل يدفع بالشخص للعودة إلى الالتزام بالقيم والمعايير السلوكية التي يفرضها المجتمع، والتي تحكم تصرفات أفراده وتعزِّز التماسك الاجتماعي بينهم.

3. الضمير الحي:

يمكن أن يكون الشعور بالخجل لدى الفرد آلية دفاعية تخفي قدرة ضميره على الوقوف أمام الأخطاء والممارسات غير السوية، كما أنَّه يعبِّر عن مدى امتلاك الشخص لصفات الأخلاق الحميدة والسلوك الفاضل، فإنَّ هذا الشعور يساعد الفرد على التمسك بالمبادئ والنصائح الحكيمة التي توجِّهه نحو اتِّخاذ الأفعال والقرارات السديدة.

ما هي الأسباب الكامنة وراء الخجل؟

توجد عدة أسباب محتملة للخجل، ومن بينها:

1. عوامل الثقة بالنفس:

قد يكون الخجل ناتجاً عن قلة الثقة بالنفس، فيشعر الشخص بعدم القدرة على التعبير عن نفسه بثقة أمام الآخرين، وهذا يؤدي إلى الشعور بالخجل عندما يجد نفسه في مواقف اجتماعية.

2. الخوف من الحكم السلبي:

يمكن أن يكون الخجل نتيجة للخوف من ردود فعل سلبية من الآخرين، ويمكن للشخص أن يشعر بالقلق بشأن ما يفكِّر به الآخرون عندما يكون محطَّ الانتباه، وهذا الخوف يساهم في الشعور بالخجل.

3. التربية والثقافة:

قد يكون للتربية والثقافة دور في تشكيل مستوى الخجل لدى الأفراد، فبعض الثقافات والتقاليد تشجِّع على التحكم في المشاعر وعدم التعبير العلني، وهذا يؤدِّي إلى ظهور الخجل.

4. التجارب السابقة:

إذا تعرَّض الشخص لموقف محرج أو تجربة سلبية في الماضي، قد يتشكَّل لديه خوف من تكرار هذه التجارب، وهذا يزيد من احتمالية الشعور بالخجل في المستقبل.

كيف يمكن أن أتغلَّب على الشعور بالخجل؟

إليك بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك على التغلُّب على الشعور بالخجل:

1. طوِّر ثقتك بنفسك:

عن طريق تحقيق أهداف صغيرة وتعلَّم مهارات جديدة، فقد تشعر بالثقة بنفسك عندما تعرف أنَّك تستطيع القيام ببعض الأشياء بشكل جيِّد وإتقانها.

2. غير أفكارك السلبية:

بدِّل الأفكار السلبية التي تدور في رأسك بأفكار إيجابية وتحفيزية، واستخدم التوجيه الذاتي الإيجابي لتعزيز الثقة بنفسك وتقبلك لنفسك.

3. حضِّرْ مسبقاً للمواقف الاجتماعية المحتملة:

فقد يساعدك ذلك على تخفيف الشعور بالخجل، وجرِّبْ المواقف الاجتماعية الصغيرة تدريجياً، واعتَدْ على التفاعل مع الآخرين.

4. ركِّز على الآخرين:

حاوِلْ تحويل انتباهك بعيداً عن النفس والتركيز على الآخرين ومشاركتهم، فقد يساعد التركيز على ما يحدث حولك على تخفيف الشعور بالخجل.

5. استفد من التجارب السابقة:

حاوِلْ استثمار التجارب السابقة التي سبَّبت لك الخجل بوصفها فرصة للتعلم والنمو، فقد تكتشف أنَّ الأمور التي شعرت بالخجل منها في الماضي، لم تكن بالأمور الهامة بالفعل.

6. اعتنِ بمظهرك الشخصي:

لأنَّ الاعتناء بالمظهر، يتسبَّب في زيادة الثقة بالنفس والشعور بالراحة في المواقف الاجتماعية.

7. اطلب الدعم النفسي:

استعِنْ بمساعَدة خاصة، مثل الاستشاري النفسي، فإذا كان الخجل يؤثر سلباً في حياتك اليومية تأثيراً كبيراً، فيمكن للاستشاري النفسي تقديم الدعم والأدوات اللازمة لمساعدتك على التغلب على الخجل.

في الختام:

إنَّ التغلُّب على مشاعر الخجل ليس مجرد تحدٍّ شخصي، بل هو مفتاحٌ لتحقيق نمط حياة أكثر ثقة ونجاحاً، وعندما نتخطَّى حاجز الخجل، نفتح أمامنا أبواباً جديدة للتواصل والتفاعل الاجتماعي، ونمدُّ يد الاستكشاف والتطور الشخصي؛ لذا لا تدع الخجل يحكم حياتك، وانطلِق خارج الصندوق، واكتشِفْ إمكاناتك الحقيقية، وتذكَّر أنَّ هناك عالماً واسعاً ينتظرك خارج ذلك الصندوق الضيِّق، فشجاعتك هي مفتاح الباب، والثقة هي السلَّم الذي ستصعده لتحقيق أحلامك وإشراقة أفق جديد ينتظرك فيه النجاح والسعادة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى