مذكرات قادة ثورة يوليو.. ماذا قال مجلس قيادة الثورة عن نهاية الملكية
ثقافة أول اثنين:
تمر اليوم الذكرى الـ 72 على قيام ثورة 23 يوليو عام 1952، التي قادها تنظيم الضباط الأحرار، بقيادة اللواء محمد نجيب والذى أسسه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، أدت لإلغاء الملكية ونفي الملك فاروق الأول لإيطاليا وتحول نظام الحكم في مصر إلي جمهورية رئاسية، وعرف في البداية باسم «الحركة المباركة» ثم أطلق عليها ثورة 23 يوليو عقب حل الأحزاب السياسية وإسقاط دستور 1923 في يناير 1953.
ثورة 23 يوليو أجبرت الملك على التنازل عن العرش والرحيل عن مصر إلى إيطاليا، وأظهر الشعب تأييده للجيش، وخرج بجميع فئاته وطوائفه لمساندة أهداف الثورة وبذلك استمدت شرعيتها من الشعب بعد تأييده لها، لأنها تعبر عن واقعه وآماله فى تحقيق الاستقلال والكرامة.
يمثل هذا الحدث فترة مهمة من التحول السياسي والاقتصادي والاجتماعي في مصر. بدأت في 23 يوليو 1952، مع الإطاحة بالملك فاروق في انقلاب دبرته حركة الضباط الأحرار، وفي السطور التالية نكشف كواليس الثورة المصرية من واقع مذكرات كبار قادة الضباط الأحرار:
فلسفة ثورة 23 يوليو مع جمال عبد الناصر
وصدر عام 1954 كتاب “فلسفة الثورة للرئيس الراحل جمال عبد الناصر”، والذي حرر أفكاره وصاغها الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل، والذي اعتبره جمال عبد الناصر شخصيا لا يتعدى كونه خواطر.
وجاء في الكتاب: ” ولقد أدركت منذ البداية أن نجاحنا يتوقف على إدراكنا الكامل لطبيعة الظروف التي نعيش فيها من تاريخ وطننا، فإننا لم نكن نستطيع أن نغير هذه الظروف بجرة قلم، وكذلك لم نكن نستطيع أن نؤخر عقارب الساعة أو نقدمها ونتحكم في الزمن، وكذلك لم يكن في استطاعتنا أن نقوم على طريق التاريخ بمهمة جندي المرور فنوقف مرور ثورة حتى تمر ثورة أخرى، ونحول بذلك دون وقوع حادث اصطدام، وإنما كان الشيء الوحيد الذي نستطيعه هو أن نتصرف بقدر الإمكان وننجو من أن يطحننا شقا الرحى، وكان لابد أن نسير في طريق الثورتين معًا”.
والآن أتكلم لـ خالد محيي الدين
في كتابه «والآن أتكلم» يقوم محي الدين بتفكيك آليات السلطة بمصر في الفترة التي سبقت قيام ثورة يوليو، معتمدًا على ما دونه في «الكراسة الزرقاء»، كما أسماها، عن تلك السنوات، أثناء وجوده في المنفى خارج الوطن، بعد أحداث مارس 1954، التي أدت تبعاتها إلى خروجه من مجلس القيادة، ثم إبعاد عزل أول رئيس للجمهورية اللواء محمد نجيب، واستحواذ الرئيس الراحل جمال عبدالناصر على السلطة.
يكشف في كراسته منعطفات كثيرة مرت بها مصر، من خلال رؤية ضابط بالجيش المصري، فكتب يقول « إحساسنا بالمرارة لوجود الإنجليز في الجيش، يخوضون المعارك ويدعون أنهم يدافعون عن مصر، كما كانوا يعاملوننا كجنود درجة ثانية»، ويتابع ليصف شعور الجندي المصري عقب هزيمة 7 جيوش عربية في حرب فلسطين، من «عصابات اليهود» بسبب الفساد ونقص الذخيرة والأسلحة الفاسدة، يليها حصار اللورد كرومر لقصر الملك بالدبابات كي يملى عليه إرادة بريطانيا في أختيار النحاس باشا لتشكيل الوزارة، والتي أعدها الضباط في الجيش؛ إهانة لمصر وللملك وللجيش، فبكى حينها الضباط مرارة وقهرًا وغيظا، مضيفًا: “شعورنا بمأساة الوطن قادتنا نحو توجه سياسي”.
كنت رئيسا لمصر
أخرج محمد نجيب هذا الكتاب من مقدمة وأربعة عشر فصلاً وسمى كل فصل اسماً خاصاً يعبر عن محتواه ووضع تحت اسم كل فصل مجموعة من النقاط اقتبس فيها أهم العبارات فى الفصل، وفى نهاية الكتاب وضع محمد نجيب مجموعة من الخطابات مطبوعة بخط اليد، ثم مجموعة من الصور له منذ انضمامه إلى المدرسة الحربية وحتى بعد خروجه من المنفى.وقد سرد محمد نجيب الكتاب كأنه قصة تجرى على لسانه.
ثورة 23 يوليو أعادت الحكم للشعب
فيما روى الرئيس الراحل محمد أنور السادات، في كتاب “قصة الثورة كاملة”، أن الثورة لم تقم إلا من أجل شىء واحد، من أجل أن يحكم الشعب نفسه بنفسه، وأنها ألغت الأحزاب وأسقطت الدستور لأنها أرادت إقامة نظام ديمقراطى صحيح.
وأضاف: “لقد حددت الثورة موقفها ولم يعد أمام الشعب إلا أن يستعد ليحكم نفسه بنفسه”.