لعنة الفراعنة.. قصة أرعبت العالم وآثرى يروى مواقف حدثت بعد فتح مقبرة شهيرة
ثقافة أول اثنين:
“ملعون أولئك الذين يزعجون بقية فرعون، أولئك الذين يكسرون ختم هذا القبر سيموتون بمرض لا يستطيع أي طبيب تشخيصه” يقال إن النقش قد نُقش على قبر ملكي مصري، ولهذا يطرح السؤال نفسه هل يوجد فعلا ما يسمى بـ “لعنة الفراعنة” أم أنه خيال؟
فى البداية نستعرض ما حدث بعد اكتشاف مومياء الملك الذهبى توت عنخ آمون، والتى تم اكتشافها فى عام 1922، على يد المنقب الإنجليزى البروفيسور هوارد كارتر وبتمويل من اللورد كارنافون، وتم فتحها فى 1923م، حتى فوجئ العالم بعدد من حالات الوفاة الغريبة، التى أثارت استغراب البعض، وربط بينها وبين قضية لعنة الفراعنة.
فى البداية توفى ممول البعثة فى نفس العام الذى فتحت فيه المقبرة، بعد تعرضه لمرض شديد، حيث وصلت درجة حرارته لـ40 درجة مئوية، وكان يرتجف من نوبات القشعريرة، من تأثير الحمى الذى أصيب بها، أدت فيما بعد لوفاة اللورد فى 5 أبريل 1923 عن عمر ناهز 57 عاما.
بينما يقول كتاب “لعنة الفراعنة” للكاتب والمؤلف فيليب فاندنبرغ، إن وفاة “كارنافون” كانت سببا فى قدوم أحد محبى التاريخ المصرى وهو جورج جولد ابن أحد الممولين الأمريكان الكبار، فسافر فى جولة من القاهرة إلى الأقصر ثم إلى وادى الملوك، حيث رأى الاكتشاف المثير، ولكن فى الصباح التالى أصيب بحمى عالية مات على إثرها مساءً.
وبعد ذلك توفى رجل الصناعة الإنجليزى “جول وود” الذى زار موقع قبر توت عنخ آمون، وبعد انتهاء الزيارة عاد إلى بريطانيا ولكنه توفى نتيجة إصابته بالحمى العالية.
رحل أرتشبولد دوجلاس ريد، الاختصاصى بالأشعة السينية، الذى كان أول من قطع الخيوط حول جسم مومياء الفرعون الميت، وذلك لكى يصورها تحت الأشعة السينية، حيث بدأ بعدها يعانى من نوبات الوهن والضعف ويتوفى بعدها بوقت قصر عام 1924.
ويؤكد كتاب “لعنة الفراعنة” أنه مع حلول عام 1929 كان قد توفى 22 شخصا من الذين لهم علاقات مباشرة وغير مباشرة بتوت عنخ آمون ومقبرته، وكان 13 منهم قد اشتركوا فى فتح المقبرة وبين المتوفين كان الأستاذان دنلوك وفوكرات وعلماء الآثار عارى دافس وهاركنس دوجلاس ديرى والمساعدون استور وكالندر.
وكما قال الكاتب فيليب فاندنبرج، فإن زوجة اللورد كارنافون لحقت بزوجها فى عام 1929، وكان سبب الوفاة لدغة حشرة، كما أن أحد مساعدى كارتر وهو رتشارد بيثيل مات فى نفس العام أيضا.
طاقم بعثة توت عنخ آمون
عن حقيقة وجود لعنة الفراعنة من عدمه، رجعنا إلى تصريحات الدكتور جمال محرز، مدير عام مصلحة الآثار الأسبق، والذى نفى وجود ما يسمى بـ”لعنة الفراعنة”، قائلا: أنا ببساطة لا أؤمن بهذا.. انظروا إلى فأنا منهمك فى قبور ومومياء الفراعنة طيلة حياتى ومع ذلك فأنا برهان حى على أن كل هذه اللعنات هى من قبيل الصدفة”، ولكن الغريب أن محرز رحل فورًا بعد أن قام بنزع قناع توت عنخ آمون للمرة الثانية، وهو فى 52 من عمره.
ومن جانبه قال عالم الآثار الدكتور زاهى حواس: لا أعتقد بوجود لعنة الفراعنة، هى مجرد مصادفات، ضاربًا مثلا بعد أن اكتشفنا مقبرة توت عنخ أمون، وبمجرد خروجنا من المقبرة السائق كان سيدهس طفلا بالسيارة، بعدها بدقائق تلقيت اتصالا هاتفيا من أختى تخبرنى أن زوجها مات، وبمجرد أن خرجنا من المنطقة الأثرية تلقيت اتصالا آخر من سكرتير فاروق حسنى يقول لى إن الوزير الفنان يمر بأزمة قلبية وفى الرعاية المركزة، بعدها عملت حديثا تليفزيونيا لليابان عن الاكتشاف فحدثت سيول وأمطار وتوقف الإرسال التليفزيونى، وعندما قررنا عمل سكان للمومياء الخاصة بالملك توت عنخ آمون جهاز الأشعة المقطعية توقف فجأة عن العمل”، ولكنه ورغم كل ذلك قال الدكتور زاهى حواس “حقا لا يوجد ما يسمى لعنة فراعنة”.
فتح الباب المغلق المؤدي إلى حجرة الدفن؛ هوارد كارتر على اليسار وآرثر سي على اليمين
ولكن موقع ناشيونال جيوجرافيك كان له رأى آخر، حيث أشار إلى أن الدراسات الحديثة أثبتت أن لعنة الفراعنة كانت بيولوجية فى طبيعتها، وأظهرت الدراسات المعملية أن بعض المومياوات القديمة، حملت العفن والبكتيريا، التى من الممكن أن تسبب ضيق التنفس ونزيف الرئتين.
وبحسب موقع ” livescience”، نفى بيرس ميتشل ، مدير مختبر الطفيليات القديمة في جامعة كامبريدج وباحث أول في قسم الآثار بالجامعة، إطلاق المومياوات المستخرجة حديثًا، بعد آلاف السنين، الجدري أو أي أمراض أخرى من أجسادها، قائلا : إن هذا الاحتمال غير موجود تماما.
وأضاف : “تموت أغلب أنواع الطفيليات خلال عام أو عامين” دون وجود مضيف حي تتشبث به،إذا انتظرت أكثر من 10 سنوات، فإن كل شيء سيموت”.
على سبيل المثال، لا تستطيع الفيروسات الجدرية مثل الجدري أن تتكاثر إلا داخل خلايا مضيف حي، وفقًا للمركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية التابع للمكتبة الوطنية للطب في المعاهد الوطنية للصحة ، ووفقًا للمعاهد الوطنية للصحة، فإن البكتيريا المسببة لمرض السل والجذام تتطلب أيضًا مضيفين أحياء للبقاء على قيد الحياة.
صحيفة التايمز تبرز الاكتشافات
ومع ذلك، ينتشر الجدري عن طريق اللمس من شخص لآخر، في حين أن مرض السل والجذام ينتقلان عادة من خلال قطرات من الأنف والفم، وعادة ما يمران عن طريق العطس أو السعال، وفقا للمعهد الوطني للصحة.
في حالة الإصابة بالجذام، يتطلب الأمر التعرض لفترة طويلة لشخص مريض حتى ينتشر، وذلك لأن النوعين من البكتيريا المسببة للمرض، والمعروفين باسم Mycobacterium leprae و Mycobacterium lepromatosis ، يتكاثران ببطء، وفقًا لمراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها .
هناك عامل آخر يقلل من احتمالية إصابة شخص ما بمرض من مومياء وهو تدهور الحمض النووي مع مرور الوقت.
ومع ذلك، فإن بعض الديدان المعوية الطفيلية، والتي تنتشر من خلال البراز، تعيش لفترة أطول من الكائنات الحية الأخرى، ولا تحتاج كلها إلى مضيف حي للبقاء على قيد الحياة.
قد تكون هذه الطفيليات أكثر صعوبة وقد تستمر لعدة أشهر، أو في بعض الأحيان لبضع سنوات، ولكن لا يمكن لأي منها أن تستمر لآلاف السنين، كما يقول ميتشل. “تموت الغالبية العظمى من الطفيليات عندما يموت المضيف لأنها لا تملك وسيلة للبقاء على قيد الحياة”.
وحتى في حالة بقاء أحد هذه الكائنات القديمة على قيد الحياة، فإن الأقنعة والقفازات ومعدات الحماية الأخرى التي يرتديها الباحثون لمنع تلويث المومياوات ستمنعها أيضًا من الإصابة بمسببات الأمراض أو نشرها.