كيف تقوي إحساسك بذاتك؟
بعض الأعراض الشائعة لضعف الإحساس بالذات:
- السعي إلى إرضاء الناس.
- تجنُّب الصراع.
- عدم الصدق بشأن ما تشعر به.
- خسارة نفسك في العلاقة.
- الابتعاد عن شريك حياتك عندما تكون خائفاً.
- الكتمان، وخيانة شريك الحياة.
- عدم القدرة على الاهتمام باحتياجاتك أو عواطفك.
- الخوف من العلاقة الحميمة أو العلاقات عامةً.
- عدم وضع الحدود، أو الشعور بالغبن.
كما ترى، تظهر المشكلات تحديداً في العلاقات مع الآخرين (مع شريكك، وعائلتك، وأصدقائك، وزملائك في العمل)، لكنَّها تؤثِّر في كلِّ شيء في حياتك تقريباً، حتى عندما لا تكون على علاقة مع أحد.
إذا تمكَّنت من اكتساب إحساس قوي بالذات، فسوف تبدأ في معالجة هذه المشكلات، وتتمكَّن من إحداث تحول هائل في حياتك.
إحساسك بذاتك ينشأ في عائلتك:
غالباً ما يرى الآباء أطفالهم امتداداً لأنفسهم، فتسمعهم يقولون: يُظهر أطفالي أنَّني أب صالح، ويعكسون قيمي، وهم جزء مني.
ترى هذا عندما يخبر أحد الوالدين أطفاله دائماً بما يجب عليهم فعله، أو يتحكم في حياتهم، أو يريد أن يكون الطفل مسؤولاً عن غضب الوالدين أو قلقهم أو حزنهم.
بالنتيجة ينشأ الطفل دون إحساس قوي بالذات، فهو لا يعرف كيفية وضع الحدود، ولا يعرف كيفية الاعتناء باحتياجاته العاطفية؛ لأنَّ والداه لم يسمحا له بذلك، وينظر إلى الآخرين ليعكس قيمهم؛ لأنَّ هذا ما علَّمه إياه والداه.
الإحساس بالذات مع شريك الحياة:
نتيجة لكل ذلك، غالباً ما ندخل في علاقات رومانسية دون إحساس قوي بالذات، ونعتقد أنَّنا بحاجة إلى إرضاء الشخص الآخر ونيل استحسانه.
قد نشعر أنَّنا نحتاج إلى التماهي معه لنشعر بالحب، ونفقد أنفسنا، أو ربما نخشى أن نفقد أنفسنا، لأنَّنا لا نملك إحساساً قوياً بذاتنا؛ لذا بسبب هذا الخوف، نبتعد كلَّما اقتربنا من العلاقة الحميمة.
تنبع معظم مشكلاتنا من هذا: إما أنَّنا نعتقد بحاجتنا إلى التماهي مع شريك الحياة ونفقد أنفسنا، أو الابتعاد عنه لأنَّنا نخشى أن نفقد أنفسنا.
يمكن أن يتغير هذا إذا اكتسبنا إحساساً قوياً بالذات، وعندها لن نفقد أنفسنا، ولن نحتاج إلى الابتعاد، ويمكننا أن نكون قريبين من الشريك دون أن نفقد الإحساس بذواتنا.
شاهد بالفيديو: كيف تزيد من ثقتك بنفسك في العمل
كيف تبدأ في اكتساب إحساس أقوى بالذات؟
لتكسب إحساساً أقوى بالذات، عليك أن تعرف نفسك وتفهمها فهماً وافياً، ولكن ليس بالضرورة تغيير أي شيء في نفسك، فقط طبِّق النصائح الآتية:
1. اعرف مشاعرك:
أدرك مخاوفك، وقلقك، وحزنك، والوحدة، والملل، والغضب، والاستياء، والشعور بالذنب، والعار، والحب، والرحمة، والفرح، فعندما تظهر هذه المشاعر، هل يمكنك ملاحظتها والسماح لنفسك بالشعور بها؟ يمنحك هذا ثقة في قدرتك على التصالح مع مشاعرك.
2. اعرف حديثك مع نفسك:
لاحظ ما تقوله لنفسك عندما تتهرب، أو تنتقد، أو تشتكي، أو تخلف الوعود التي تقطعها على نفسك، أو ترتكب الأخطاء، فما هو نوع اللغة التي تستخدمها؟ وما هي نبرتها؟ معرفة هذا هي وسيلة لفهم كيف تعلمت حماية نفسك.
3. اعتنِ بمشاعرك:
عندما تشعر بالخوف، أو الحزن، أو الوحدة، أو الإرهاق العاطفي، هل يمكنك العثور على طريقة للتعامل مع هذه المشاعر؟ تهدئتها، ورعايتها، والاطمئنان لها؟ إذا كان بإمكانك أن تجعل أحد أحبائك يعطيك ما تحتاج إليه بالضبط، فماذا سيكون ذلك؟ هل يمكنك أن تمنح نفسك ذلك الشيء؟
4. اعرف رغباتك:
نحن مدربون في كثير من الأحيان على عدم الرغبة في أي شيء، وقد لا يكون من الجيد أن نرغب في الأشياء، ولكن ماذا لو تمكنا فقط من السيطرة على رغباتنا، والبدء في ملاحظة ماهيتها؟ ونشعر أنَّه لا بأس في أن تكون لدينا هذه الرغبات؟ هذا لا يعني أن نحصل دائماً على ما نريده، فهذا نوع من التعلق، لكن مجرد الاعتراف برغباتك هو قوة.
5. اعرف محاسنك:
في بعض الأحيان نركز على الأجزاء التي لا نحبها في أنفسنا، لكن من المفيد أن ترى الأجزاء الجميلة في نفسك، مثل تعاطفك، وكرمك، وفضولك، ومرحك، والتزامك، وقوتك، وشجاعتك، وحبك، وفرحك؛ فهذه المزايا ليست واضحة، لكنَّها موجودة دائماً، فابدأ في إدراكها والاعتراف بها دوماً، فهذا هو جوهر تطوير إحساسك بذاتك.
إذا طبقت هذه النصائح، فإنَّ إحساسك بذاتك سيصبح أقوى مع كل نصيحة تطبقها.
الإحساس بالذات في العلاقة مع الآخرين:
من الأفضل أن تطور إحساسك بذاتك عندما تكون وحدك، وحتى لو كنت في علاقة، أو كان لديك كثير من أفراد العائلة أو الأصدقاء من حولك، فاقض بعض الوقت وحدك كل يوم للتدرب على معرفة نفسك.
مع ذلك، فإنَّنا نعمِّق إحساسنا بذواتنا عندما نكون على علاقة مع شخص آخر؛ مع شريك حياتك، أو صديقك، أو أطفالك، أو أخوتك، أو والديك، أو أعضاء الفريق، أو شركاء العمل، وما أشبه ذلك.
بعض النصائح لتطوير إحساسك بذاتك في علاقتك مع الآخرين:
1. لاحظ متى تسعى إلى نيل استحسان الشخص الآخر:
تدرب على نيل الاستحسان من نفسك بدلاً من ذلك، وأدرك محاسنك، واحتفِ بها.
2. لاحظ متى تنأى بنفسك:
قد لا ترغب في مشاركة مشاعرك مع الشخص الآخر، أو ربما تخشى أن تكون صادقاً، فالنأي بالنفس هذا سببه الخوف، وعندما تلاحظ ذلك، انتبه لمخاوفك، ثم انظر ما إذا كان بإمكانك البوح بمشاعرك ولو قليلاً، بالممارسة، تزداد ثقتك بقدرتك على البوح بكل مشاعرك.
3. ضع الحدود:
لاحظ متى تحتاج إلى وقت تقضيه وحدك وأخبر الآخرين بذلك، ولاحظ متى تقبل أشياء بسبب الشعور بالذنب، وتدرَّب على الرفض، ولاحظ متى تشعر بالاستياء من الأشياء، وابحث عن الحدود التي تسعدك ويمكنك فرضها، وتحدَّث عن احتياجاتك التي لا يلبيها الآخرون.
4. عبِّر عن شخصيتك الفريدة:
لا يعني كونك في علاقة مع شخص آخر أن تضحي بهويتك، فهل يمكنك التحدث عن آرائك ورغباتك؟ هل يمكنك ممارسة نشاطاتك الخاصة وحدك؟
استفد من الخلافات لتنمية إحساسك بذاتك: كل خلاف مع الشخص الآخر هو فرصة للتعاطف معه، دون التخلي عن هويتك، وحتى لو تطور هذا الخلاف وأدى إلى ابتعاد هذا الشخص عنك، يمكنك حينها قضاء بعض الوقت وحدك والتدرب على التعامل مع مشاعرك والاعتناء بعواطفك؛ بهذه الطريقة، حتى النزاعات الصعبة تمنحك فرصة للتقرب من نفسك.
في الختام:
كن صبوراً مع نفسك، لأنَّ هذا الأمر ليس بالسهل، ولن تتمكن من مواجهة عواطفك طوال الوقت، ففي الواقع، لا توجد طريقة واحدة للقيام بذلك، إنَّها رحلة استكشاف للذات، فاحصل على دعم من صديق، أو معالج، أو كوتش عندما لا تستطيع التعامل مع عاطفة معينة، فلا بأس في ألا تكون قادراً على القيام بكل ذلك بنفسك.