البرتغال vs فرنسا.. أهم كتاب البلدين

يلتقى اليوم منتخبا البرتغال وفرنسا فى الدور ربع النهائى من بطولة يورو 2024، والمقامة فى ألمانيا، فى تمام الـ10 مساء، والمعروف أن البدين من أشهر البلدان الأوروبية فى الثقافة والفنون، وسنختار كاتبا من كل بلد ونقدمهما للقراء.

ولد الأديب البرتغالى الراحل خوسيه ساراماجو، في 16 نوفمبر من عام 1922 وهو أحد أشهر الروائيين بالعالم، والذى حصل على جائزة نوبل فى الآداب عام 1998م، بعدما أشادت لجنة نوبل قائلة “بالأمُثولات والحكايا الرمزية التى تفرضها مخيلته، بالإضافة للتعاطف والسخرية فى أعماله”، بالإضافة لاتباعه “الأسلوب التشكيكي الحديث” فيما يتعلق بالحقائق الرسمية.

وعندما حصل على جائزة نوبل عام 1998 كانت رواياته تُقرأ على نطاق واسع في أوروبا، لكنها أقل شهرة في الولايات المتحدة، اكتسب بعد ذلك شعبية في جميع أنحاء العالم وهو أول كاتب باللغة البرتغالية يفوز بجائزة نوبل، وفي عام 1999 تم إنشاء البينالي الخاص به وجائزة أدبية باسمه لتكريم المؤلفين الشباب الذين يكتبون باللغة البرتغالية.

نشأ ساراماجو وهو ابن ريفيين في لشبونة، وعمل في بداية حياته بسلسلة من الوظائف كـ”ميكانيكي وعامل معادن”، ثم بدأ ساراماجو العمل في شركة نشر في لشبونة وأصبح في النهاية صحفيًا ومترجمًا، انضم إلى الحزب الشيوعي البرتغالي في عام 1969، ونشر عدة قصائد، وعمل كمحرر لصحيفة لشبونة في 1974-1975 أثناء الذوبان الثقافي الذي أعقب الإطاحة بديكتاتورية أنطونيو سالازار، تبع ذلك رد فعل عنيف معاد للشيوعية حيث فقد ساراماجو منصبه، وفي الخمسينيات من عمره بدأ في كتابة الروايات التي أسست في النهاية لسمعته الدولية وفقا لموسوعة بريتانيكا.

كتب ساراماجو بالإضافة إلى رواياته ذائعة الصيت الشعر والمسرحيات والعديد من مجلدات المقالات والقصص القصيرة، بالإضافة إلى أعمال السيرة الذاتية ويركز مثلا في كتابة السير ذكريات صغيرة الذى ترجم إلى العربية على طفولته وهو من الكتب الرائجة له على مستوى العالم والذى يروى فيه أيامه الأولى في لشبونة، ورحل عن عالمنا وتوفي في 18 يونيو 2010.

فرنسا.. جان جاك روسو

جان جاك روسو، ولد فى جنيف، 28 يونيو 1712 وتُوفى فى إيرمينونفيل، 2 يوليو 1778 عن عمر ناهز 66 عاماً، هو كاتب وأديب وفيلسوف وعالم نبات جنيفي، يعد من أهم كتاب عصر التنوير، وهى فترة من التاريخ الأوروبي، امتدت من أواخر القرن السابع عشر إلى أواخر القرن الثامن عشر الميلاديين.

ساعدت فلسفة جان جاك روسو فى تشكيل الأحداث السياسية، التى أدت إلى قيام الثورة الفرنسية. حيث أثرت أعماله فى التعليم والأدب والسياسة، ومن أهمها كتاب “العقد الاجتماعى” أو مبادئ الحق السياسى، وفيه وضع “روسو” نظريته حول أفضل طريقة لإقامة المجتمع السياسى فى مواجهة مشاكل المجتمع. حيث كان الكتاب مصدر إلهام لبعض الإصلاحات السياسية أو الثورات فى أوروبا وخاصة فى فرنسا. فبعد سقوط الشرعية الملكية والدينية كأساس للحكم فى أوروبا، أصبح من الضرورى البحث عن شرعية بديلة يقوم عليها الحُكم السياسى وتتحدد على أساسها مسئوليات الحاكم والمحكوم، والواجبات والحقوق المترتبة على كل منهم. لذلك ظهر العديد من المفكرين والفلاسفة الذين عملوا على إيجاد ميثاق شرعى جديد يحكم العلاقة بين الطرفين، وكان من بين هؤلاء المفكرين الذين سعوا لإيجاد هذا الميثاق جان جاك روسو الذى طرح فكرة العقد الاجتماعى إلى جانب مجموعة أخرى من المفكرين التنويريين أمثال توماس هوبز وجون لوك.

ومهد جان جاك روسو لقيام الرومانسية، وهى حركة سيطرت على الفنون فى الفترة من أواخر القرن الثامن عشر إلى منتصف القرن التاسع عشر الميلاديين؛ فلقد ضرب روسو، سواء فى كتاباته أو فى حياته الشخصية، المثل على روح الرومانسية، من خلال تغليبه المشاعر والعواطف على العقل والتفكير، والنزوة والعفوية على الانضباط الذاتي. وأدخل روسو فى الرواية الفرنسية الحب الحقيقى المضطرم بالوجدان، كما سعى إلى استخدام الصور الوصفية للطبيعة على نطاق واسع، وابتكر أسلوبًا نثريا غنائيًا بليغًا. وكان من شأن اعترافاته أن قدمت نمطًا من السير الذاتية التى تحوى أسرارًا شخصية.