أنا أرتجف عشقًا .. ماذا يحدث فى “لهيب العاطفة”؟
ثقافة أول اثنين:
أعراض الحب لا حصر لها، متنوعة ومختلفة لكنها تأخذ بالعقل والقلب وتجعل الإنسان في غير طبيعته، وهو ما يسمى بـ لهيب العاطفة، وقد حدثنا عنها كتاب “لماذا نحب؟: طبيعة الحب وكيمياؤه” لـ هيلين فيشر
لهيبُ العاطفة
من بين اﻟ 839 من الأمريكان واليابانيِّين الذين شاركوا في استطلاعي حول الحب الرومانسي، كان 80٪ من الرجال و79٪ من النساء موافقين على العبارة: “حينما أتأكد أن … مُغرمٌ بي، أشعر أنني أخَفُّ وزنًا من الهواء”.
ليس من سمة مشتركة تُشير إلى “الوقوع في الحب” تجمع بين المضروبين بالعشق غير ذلك الطوفان من العواطف الجامحة التي تنساب بجبروت داخل العقل، البعضُ يُصبح خجلًا لدرجة موجعة أو مرتبكًا في حضور محبوبه، والبعض يصير شاحبًا، والبعضُ يتورَّد وجهُه نضارةً، والبعض يرتجف، والبعضُ يتلعثم، والبعض يتصبَّب عرَقًا، والبعض ترتعشُ ركبتاه، أو يشعر بالدوار، أو يُصاب باضطراب في المعدة، والبعضُ سجَّل تسارعًا في التنفس، والعديد سجَّل شعورًا باضطرام اللهيب في القلب.
كاتولويس، الشاعر الروماني، كان دون شكٍّ مُكتسَحًا بالهوى، كتب إلى حبيبته يقول: “لقد جُنِنتُ بكِ/ رؤيتك حبيبتي ليزبيا/ تُذهبُ مني التنفسَ/ لساني يتجمَّد/ وفي جسدي/ يشتعل اللهيب”، أونو نو كوماشي، الشاعرة اليابانية ابنة القرن الثامن، كتبت: “أرقد يقظةً على جمر/نيران العاطفة المتأججة/ تتأجج، تضطرم في قلبي”، والمرأة في “نشيد الإنشاد”، قصيدة الحب الشعرية العبرية، التي كُتبت بين عامَي 900 – 300 قبل الميلاد، تقول في رثائها: “أنا ذابلةٌ بالعشق”، وأما الشاعر الأمريكي والت ويتمان فقد وصف عاطفتَه الصاخبة بدقة قائلًا: “العاصفةُ الهوجاء تسير عبر جسدي، يقولُ هزيمُها: أنا أرتجفُ عشقًا”.
العشاقُ يمتشقون طيارات ورقية مفعمة بالبهجة وشديدة السرعة عالية التحليق، حتى إن الكثيرين منهم يجدون من العسير عليهم أن يأكلوا طعامهم أو يناموا ليلهم.