تم بناء الكون بشكل يشبه إلى حد كبير الدماغ العملاق، فهل هو واعٍ؟
عالم فيزياء فلكية وجراح يدخلان إلى الحانة. لا، هذه ليست بداية مزحة سيئة. قبل بضع سنوات، التقى عالم الفيزياء الفلكية فرانكو فازا بصديق طفولته ألبرتو فيليتي، الذي أصبح جراح أعصاب. وبينما كانوا يتذكرون ويتحدثون عن عملهم – فازا يصمم بنية الكون، وفيليتي ينكب على تكوين الدماغ – خطرت في بالهم فكرة: لماذا لا نقارن بين الاثنين؟
وهذا ما فعلته فازا، التي تعمل في جامعة بولونيا بإيطاليا. استخدم أساليب إحصائية لمقارنة الخلايا العصبية في منطقة واحدة من الدماغ، وهي القشرة، مع الشبكة الكونية، وهي نمط توزيع المادة عبر الكون. نظر فازا في عدد العقد في كل شبكة ومدى كثافة اتصال كل عقدة. فاجأته النتائج. يقول: “إنه مستوى محير من التشابه”. تختلف الهياكل في الحجم بنحو 27 مرة. ولكن إذا تجاهلت ذلك، فإن “النمطين يتداخلان نوعًا ما”، كما يقول فازا.
بالنسبة لبعض الفيزيائيين، هذا التشابه مغري للغاية بحيث لا يمكن تجاهله. حتى أن البعض اقترح احتمال أن الكون “يفكّر” أو أنه واعي إلى حد ما، وهي فكرة لها جذور في فلسفة الروحانية الشاملة.
تقليديا، يفسر الباحثون الوعي بإحدى طريقتين. يقول الماديون إن المادة هي كل ما هو موجود، وأن الوعي – بطريقة ما – ينبثق منها. يقول الثنائيون أن هناك نوعين أساسيين من الأشياء: الأشياء المادية وأشياء الوعي. لقد سكب الكثير من الحبر على القصور في كلتا الفكرتين. على سبيل المثال، كيف بالضبط ينشأ الوعي من مادة نقية؟
الروحانية الشاملة
بالنسبة للبعض،…
