10 نصائح لاكتساب مزيد من الثقة عند إلقاء خطاب (الجزء الأول)
لحسن الحظ، الثقة مهارة يمكننا جميعاً اكتسابها بالمران والممارسة، فيعلم أفضل المتحدثين والسياسيين أنَّ الثقة تتعلق بالمظهر والانطباعات بقدر ما تتعلق بالشعور بالثقة في النفس؛ لذا فإنَّ صوتك هو أحد أهم الأدوات التي تمتلكها لإعطاء الآخرين الانطباع الجيد عن نفسك.
ما هي أهمية التحدث بثقة؟
انظر إلى أفضل المتحدِّثين في العالم، ما الذي يميزهم، سعة معرفتهم وقدرتهم على التعبير بوضوح عن رسالتهم وشغفهم، أم قدرتهم على إدماج الجمهور ورواية القصص؟
قد تكون كل هذه الخصائص معاً، ولكن الثقة بالنفس هي ما يميز المتحدث البارع، فيتحلى جميع المتحدثين البارعين بالثقة بالنفس، فهم يعرفون أنَّ الجمهور لن يقتنع بحديثهم إذا بدا عليهم التوتر والخجل وعدم التحضير؛ إنَّهم يُكرسون قدراً كبيراً من الوقت للتدرب، وهي مهارة تساعدهم على التخلص من القلق والتوتر.
لذا، إذا كنت تريد أن تكون متحدثاً بارعاً، فعليك التحدث بنبرة واثقة وإيمان قوي بنفسك، وإذا كنت تريد أن تصل رسالتك إلى جمهورك وتعلق في ذاكرته، فيجب أن تقولها بثقة؛ هذا هو سر نجاح أفضل المتحدثين في العالم، والآن، إليك
10 نصائح لاكتساب مزيد من الثقة عند إلقاء خطاب:
1. تمرَّن:
إن أحد أهم أسس بناء الثقة هو ببساطة المران، لقد سمعت هذا القول المأثور أكثر من مرة: “النجاح في الممارسة”، وستلاحظ ازدياد ثقتك بنفسك عندما تتمرن على إلقاء الخطاب مراراً وتكراراً، حتى لو كنت تعتقد أنَّ خطابك لا تشوبه شائبة، فإنَّ المران يساعدك على الشعور بمزيد من الراحة والثقة في إلقائه.
كلما تمرنت أكثر، زادت ثقتك في قدرتك على إلقاء الخطاب، يمكنك تسجيل مقطع فيديو لنفسك وأنت تتحدث، أو التدرب مع الأصدقاء للحصول على تغذية راجعة صادقة، إضافة إلى ذلك، قد تتعلم أشياء جديدة من خطاب إلى آخر، أشياء قد يكون من المفيد استعمالها في خطابك التالي من أجل توصيل رسالتك بثقة وفاعلية.
2. ألقِ الخطاب على جمهور موثوق به أولاً:
ثمة طريقة رائعة لبناء الثقة وهي التدرب أمام جمهور موثوق به قبل تقديم رسالتك في الحدث الحقيقي؛ يجعلك هذا تشعر براحة أكبر في التحدث إلى الجمهور مع الحصول على تغذية راجعة صادقة وبنَّاءة عن خطابك.
بالاستفادة من شبكة أصدقائك وعائلتك وزملائك في العمل، يمكنك متابعة خطابك دون شعور بالتوتر أو القلق من أنَّك سوف تخطئ أمام جمهورك الحقيقي؛ يسمح لك ذلك بممارسة التواصل البصري ولغة الجسد لتحسين أدائك.
جمهورك الموثوق به هو بمنزلة الحَكم على خطابك، قد يعبِّر عن حاجتك إلى التطرق أكثر إلى المحاور الهامة، واستخدام نبرة صوت أكثر ثقة، وتقليل كلمات الحشو، وإجراء مزيد من التواصل البصري، وتقليل عدد مرات التوقف، وما أشبه ذلك، فقد تساعدك هذه التعليقات على تصور خطابك من وجهة نظر الجمهور واستعمال تغذيتهم الراجعة في الحدث الحقيقي.
يساعدك التدرب أمام جمهورك الموثوق به على الشعور بمزيد من الاسترخاء والثقة، فقد يكون التحدث أمام الجمهور أمراً مخيفاً، لكن لا تنس أن تأخذ نفساً عميقاً وتحافظ على هدوئك.
شاهد بالفيديو: كيف تتغلب على التوتر قبل القاء خطاب؟
3. آمن بنفسك:
تفيد هذه العبارة تحديداً في بناء الثقة؛ لكي تكون عظيماً في التحدث أمام الجمهور أو أي شيء آخر في هذا الشأن، يجب أن تؤمن بنفسك ورسالتك وقدراتك.
ينطبق الإيمان بنفسك على جوانب متعددة، منها:
أولاً: يجب أن تؤمن برسالتك، فقد تكون هذه نتائج بحث أجريته أو أداة جديدة تأمل في تنفيذها في شركتك، فيجب أن تؤمن بكل ما تقدمه، فأنت الخبير هنا، والناس يتطلعون إليك من أجل التشجيع أو النصيحة أو المعرفة، ويجب أن تؤمن بما تأمل أن يؤمن به الجمهور.
ثانياً: عليك أن تؤمن بقدرتك على توضيح رسالتك، حتى لو كنت متوتراً أو خائفاً، فيجب أن تؤمن بقدرتك على فعل ذلك، سيخبرك معظم المتحدثين العظماء أنَّهم كانوا مرعوبين في أول خطاب لهم، ولكن الحيلة التي تعلموها هي: “تظاهر بالأمر حتى تتقنه”.
إذا كان هذا أول خطاب لك، فتخيل أنَّك فعلت هذا ألف مرة من قبل وأنَّك محترف، فاستمر في الابتسام، واسترخِ، وابتسم، وامضِ قدماً، فعندما تؤمن أنَّك تستطيع التحدث بثقة، سيرى جمهورك ثقتك طبيعية، وإذا لم تحقق أي من هذه المعايير، فسوف يتجلى ذلك في خطابك؛ لذا يجب أن تؤمن بنفسك حتى تظهر ثقتك في خطابك.
4. اعتنِ بصحتك:
قد تبدو هذه النصيحة بديهية، لكنَّ صحتك لا تقل أهمية عن ثقتك بنفسك، فعندما تكون مريضاً، فإنَّك تشعر بالتعب والدوار وتفقد التركيز وتعجز عن إنجاز المهام التي تحتاج إلى إكمالها، ولهذا السبب فإنَّ الحفاظ على صحتك هام جداً لثقتك بنفسك وحبالِك الصوتية.
حافظ على رطوبة جسمك من أجل صوتك وحبالك الصوتية، فتشير الدراسات إلى أنَّ رطوبة جسمك لها تأثير مباشر في صوتك، فكلما زادت رطوبة جسمك، صار صوتك أوضح وأقوى، ولكي تحافظ على رطوبة جسمك وثقتك في صوتك، لا تؤجل شرب الماء إلى قبيل الخطاب؛ لأنَّ الترطيب يستغرق وقتاً؛ لذا يجب أن تبدأ عملية الحفاظ على رطوبة جسمك قبل ساعتين على الأقل من إلقاء خطابك، فتمكِّنك رطوبة الفم والحلق من التحدث بوضوح وسلاسة.
إذا حافظت على رطوبة جسمك، وتناولت طعاماً صحياً، ومارست الرياضة، وحصلت على نوم هانئ ليلاً، فسوف تتحسن صحتك، ومن ثم تزيد ثقتك بنفسك.
5. ابحث عن النمو من النقد:
قد تُلقي عشرات الخطابات الرائعة، لكنَّك ستتذكر دائماً الخطاب الذي لم يسر كما هو مخطط له، فسوف يعلق في ذهنك، وربما تجلد ذاتك بسببه، فنحن نميل إلى التركيز على الأشياء التي فَشِلت، وهذا أمر طبيعي تماماً، ولكن كيفية نموك من تلك التجربة هي ما يحدد مدى تطورك ونجاحك.
حتى لو حدث خطأ ما، فلا داعي للشعور بالحزن أو الهزيمة، بدلاً من ذلك، استخدم هذا الخطأ بوصفه فرصة للنمو؛ إنَّه الوقت المثالي للحصول على التغذية الراجعة والتعليقات التي تساعدك على التحسن في المرة القادمة، حتى أفضل قادة الفكر يتطورون مع مرور الوقت، لذلك لا تخف من الإصغاء إلى النقد، فقد تتعلم منه وتتطور.
عادةً، يكون الناس متحمسين لخطابك ويخبرونك بما أعجبهم وبما شد انتباههم، وإذا كان لديهم نقد سلبي، فلا تأخذه على محمل شخصي؛ ربما يؤثر هذا في الأنا في البداية، بيد أنَّك تستطيع استخدام النقد السلبي ركيزة للمعرفة والنمو، سيزرع كل تعليق بذرة في عقلك يمكنك التركيز عليها في خطاباتك المستقبلية.
إذا كان خطؤك هو نسيان سطر ما والهلع بسبب ذلك، فيمكنك التدرب على كيفية الحفاظ على هدوئك في مثل هذه الحالات، وبوسعك أيضاً تخصيص مزيد من الوقت لحفظ جميع الأفكار الرئيسة في المرة القادمة، فكلُّ نقد هو فرصة للتعلم والنمو، وكلما نظرت إلى النقد بهذه الطريقة، زادت الثقة التي يمكنك اكتسابها من كل تعليق سلبي.
في الختام:
لقد تحدَّثنا في هذا الجزء من المقال عن 5 نصائح لاكتساب مزيد من الثقة عند إلقاء خطاب، وسنتناول في الجزء الثاني والأخير منه 5 نصائح أخرى.