من وحي سفاح التجمع.. هل سمعت عن إتش إتش هولمز؟
ثقافة أول اثنين:
تواصل جريمة سفاح التجمع تثير الجدل في الشارع، ويواصل الناس متابعة تفاصيلها، وعاد لقب “سفاح” ليفرض نفسه على ألسنة الناس، والسفاحين المتسلسلين تاريخ طويل، ومن أشهرهم كان “إتش إتش هولمز”.
كان والد وإتش هولمز رجلا قاسيًا ومدمنًا على الكحول فى حين كانت والدته امرأة شديدة التدين، ذات مرة أجبره أصدقاؤه وهو صغير على لمس هيكل عظمى حقيقى بقصد إخافته، لكن هولمز أصبح من يومها مولعًا بفكرة الموت.
لو علمنا أن هولمز هيرمان واسمه الحقيقى “هيرمان ويبستر مدجت” تخلى عن زوجته الصغيرة وطفله فى عام 1885 للانتقال إلى إلينوى لعرفنا أى نوع من الشخصيات، وبعد وقت قصير من وصوله إلى منطقة شيكاجو، عمل هولمز فى صيدلية تقع بالقرب من حديقة جاكسون.
فى عام 1893 استضافت مدينة شيكاغو معرض عالميا و قررت أن تقيم لهذا الغرض مدينة كاملة رائعة الجمال مبنية على الطراز الأوروبى الكلاسيكى، وقد أطلق على هذه المدينة اسم “المدينة البيضاء” بسبب غلبة اللون الأبيض على مبانيها، و قد اجتذبت هذه المدينة مئات آلاف الزوار الذين وفدوا ليشاهدوا هذه التحفة العجيبة، ووسط هذا الجمع الغفير قرر هولمز تنفيذ خطته الجهنمية الرهيبة.
اتش اتش هولمز
استغل هولمز مناسبة المعرض العالمى و توافد الزوار إلى شيكاغو فأقام فندقًا لاستقبال زائرى المعرض، لكن ما لم يعلمه أحد هو أن هولمز قد صمم الفندق بنفسه بحيث يحتوى على غرف مخفية وأبواب سرية وحجرات تعذيب معزولة بحيث لا يستطيع أحد من زوار الفندق سماع الصرخات المرعبة لضحايا هولمز.
واختار هولمز كل ضحاياه من النساء من زائرات المعرض فكان يتعرف إليهن ثم يدعوهن إلى فندقه ليقوم هناك بارتكاب جريمته باستخدام وسائل القتل والتعذيب.
يعتقد المؤرخون، حسبما ذكر موقع “هيستورى” أن هذا الصرح صار معروفًا باسم “قلعة القتل” وفقًا للتقارير المثيرة، كانت المساحة تتميز بغرف عازلة للصوت وممرات سرية ومتاهة مربكة من الممرات والسلالم.
وزعم البعض أن قبو القلعة كان عبارة عن أحواض حمض وحفر جير حى (غالبًا ما تستخدم لتحليل الجثث) كما وجدت أيضا محرقة للجثث، ولكن هذا الجانب من المعلومات غير مؤكد، فهو منسوب إلى تقارير إعلامية لم تعاصر الحادث.
وتشير التقارير إلى أن هولمز قتل نحو 200 شخص فى قلعته وربما كان العدد الفعلى لضحاياه أقل من ذلك، ولا يزال المؤرخون يناقشون عدد ضحاياه.
تم القبض على هولمز بعد فترة وجيزة من فراره من شيكاجو، فى أكتوبر 1893، ألقى القبض عليه فى بوسطن بشبهة قتل مساعده بنيامين بيتزل واثنين من أطفال بيتزل.
ومن المثير للاهتمام، أنه أثناء فراره، ضلل هولمز زوجة بيتزل أيضًا، وجمع أموال التأمين على حياة مساعده السابق، وعاش مع أرملته وثلاثة من أطفالهما، واكتشفت الشرطة فى النهاية جثة أحد الأطفال المقتولين، وأدى هذا الاكتشاف إلى اعتقال هولمز.
بعد اعتقاله، ادعى هولمز أنه قتل أكثر من 200 شخص فى قلعة القتل الخاصة به، فى النهاية اعترف بقتل Pitezel واثنين من بناته، ويعتقد الخبراء الآن أنه ربما قتل، فى الواقع، ما لا يقل عن تسعة – لا يزال عددًا كبيرًا، لكن ليس العشرات التى ادعى القاتل.
أثناء وجوده فى الأسر، فى انتظار محاكمته وإصدار الحكم عليه، كتب هولمز سيرته الذاتية، كتب فيها، “لم أستطع منع حقيقة أننى قاتل”.
ومع ذلك، فإن أشهر الأعمال الأدبية عن هولمز هى الرواية غير الخيالية الأكثر مبيعًا The Devil in the White City من تأليف إريك لارسون، والتى نُشرت فى عام 2003.
بعد سجن قصير، تم شنق هولمز بسبب جرائمه فى فيلادلفيا عام 1896، ودُفن جسده فى مقبرة هولى كروس خارج مدينة بنسلفانيا