Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار وثقافة

ذكرى قضاء المسلمين على آخر معاقل الروم في الإسكندرية.. ما أورده ألفريد بتلر

ثقافة أول اثنين:


تحل اليوم ذكرى تمكن المسلمين بقيادة عمرو بن العاص من القضاء على آخر معاقل الروم في الإسكندرية عام 641 ميلادية وذلك بعد نحو عام من فتح أغلب مناطق مصر وخاصّةً حصن بابليون الذي كان يشكل عاصمة الحكم الرومي في مصر.


وقد ورد في كتاب فتح العرب لمصر للمؤرخ البريطاني الشهير ألفريد بتلر ترجمة محمد فريد أبو حديد أن ما بقي من حصن بابليون إلى نحو أوائل القرن العشرين ما يدل على ما كانت عليه هيئته وعظمة خطره، وكان الفضل للقبط في حفظ تلك البقية؛ إذ اجتمعت لهم كنائس عدة فيه منذ أول عهد المسيحية؛ لأنهم وجدوا وراء أسواره منعة لهم في أيام المحنة والشدة، وكانت كل أسوار الحصن للقبط إلا ما كان منها للملكانيين، وهو موضع كنيسة «مار جرجس»، وإلا ما كان منها لليهود وهو موضع بيعتهم. والظاهر أن المسلمين لم يحفلوا بالمحافظة على ذلك الأثر مع ما كان له من الخطر في أيام فتحهم ومع كثرة ما كتبه مؤرخوهم عنه.


وأضاف أن الحصن تعرض لتخريب يُرثى له منذ احتلال الإنجليز لمصر؛ إذ شعر أهله عند ذلك بالاطمئنان والأمن؛ فقد أصبح الأمر مُستقرًّا لا حاجة معه إلى الأسوار المنيعة، وصار القبط واليونان واليهود وكأنهم يتبارَون في هدم أسواره كلما بدا لهم فتح باب في ناحية أو إقامة بناء في جانب منه. فإذا نحن قلنا إن السنين الثمانية عشرة الأخيرة قد شهدت من تهديمه أكثر مما شهدته القرون الثمانية عشرة التي قبلها، لم يكن في قولنا شيء من المبالغة.


فلما أن انتهى الأمر إلى ذلك، وحدث الضرر الذي كان يُخشى؛ تدخَّلت الحكومة وبسطت حمايتها على ما بقي منه، ولكن ما أقل ما قد بقي منه!


وموضع ذلك القصر المتهدِّم فيما يُسمى «مصر القديمة»،وكان باقيًا من الأسوار ثلاثة جوانب لم يكد يمسسها أذًى منذ بضع سنين، ولكن لم يبقَ منها اليوم إلا قطع من جانبين اثنين، وأما الثالث فقد شُوِّه ومُسخ مسخًا. وكان سُمْك أسواره ثماني عشرة قدمًا، وكان بناؤها من الآجر والحجارة؛ طبقة من هذه وطبقة من تلك. وكان مُحيط الأسوار على شكل مربَّع غير منتظم، ولكنا لا نستطيع البت في أمر سعته ومساحته حتى تُكشف جدران الجانب الرابع، وهو الجانب الذي لم يبقَ منه أثر. ويتخلل كلًّا من الجانبين الجنوبي والشرقي من أسوار الحصن أربعة أبراج بارزة، بينها مسافاتٌ غير متساوية، وكانت ثلاثة من هذه الأبراج الأربعة التي إلى الجنوب لا تزال ظاهرة إلى عهدٍ قريب، وأما الآن فإن أحدها قد تهدَّم واندثر ولم يبقَ إلا اثنان، ونستطيع أن نرى بينهما الباب العظيم القديم الذي كُشف مما كان علاه من الأقذار والأتربة إلى نحو ثلاثين قدمًا.٢ وأما الجانب الغربي فلم تكن به بروج، ونستطيع أن ندرك علة ذلك متى عرفنا أنه في وقت بناء الحصن كان ماء النيل يجري تحت أسواره فكانت السفن ترسو تحتها، وقد بقيت الحال كذلك إلى أيام فتح العرب.


وأما منشأ بناء الحصن فقد ذهبنا فيه إلى رأيٍ ظهرت صحته فيما بعد عندما نُشر ديوان «حنا النقيوسي»، وذلك الرأي هو أن أول من بناه الإمبراطور الروماني «تراجان» في العام المُتمم للمائة من الميلاد.


وقد جاء في ديوان حنا أن اليهود ثاروا بالإسكندرية مرة، فأرسل إليهم «تراجان» جيشًا عظيمًا وجعل أميره «مرقيوس تربو»، ثم جاء بنفسه إلى مصر، وبنى بها حصنًا، وجعل فيه قلعةً منيعةً قوية، وجعل فيها ماءً كثيرًا. ولعل هذه الكلمة الأخيرة يقصد بها ما حفره من الآبار عند الصرح المستدير وفي مواضع أخرى من الحصن، ثم قال بعد ذلك إن أصل ذلك الحصن كان بناءً أقامه «بختنصر» وسمَّاه باسم عاصمة ملكه «بابليون»، وذلك عندما غزا مصر، فأقام تراجان أسوار الحصن على أساسه وزاد في بنائه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى