ثورة 30 يونيو.. “حجر سقوط الإخوان” القصة الكاملة لاعتصام المثقفين
ثقافة أول اثنين:
تمر في هذه الأيام ذكرى اعتصام المثقفين التي مهدت الطريق إلى ثورة 30 يونيو 2013، حيث أطلق عليها الكثير أنها “شرارة انطلاق الثورة” وكانت بداية الاحداث عندما قام وزير الثقافة الإخواني “علاء عبد العزيز” بإقالة الدكتورة إيناس عبد الدايم من منصب رئيس دار الأوبرا المصرية، كما أنها أنهى انتداب أحمد مجاهد كرئيس للهيئة العامة للكتاب آنذاك دون اختياره، وترتب عليه اعتصام عدد كبير من الفنانين والمثقفين في ديوان عام وزارة الثقافة، وإصدار بيان سحب الثقة من المعزول محمد مرسى وحتى اندلاع ثورة 30 يونيو.
وكانت قرارات وزيرة الثقافة الإخواني هي شرارة انطلاق ثورة 30 يونيو التي أدت إلى اعتصام المثقفين بمقر وزارة الثقافة ما يقرب من شهر، وذلك اعتراضات على القرارات التي اتخذها الوزير الاخواني “علاء عبد العزيز” المنتمى للجماعات الإرهابية، وسعيه لاختيار شخصيات أخرى منتميين لجماعة الإخوان بعد مرور أقل من شهر على اختياره وزيرًا للثقافة، ويعتبر هذا الحدث من الأحداث البارزة فى تاريخ الثقافة المصرية، فجميع المثقفين كبارًا وشبابًا على مختلف التوجهات تجمعوا فى منطقة واحدة.
وبينما كان وزير الإخوان علاء عبد العزيز، يقوم بإحدى جولاته فى قطاعات الثقافة لصبغها واحتلالها بقيادات الإخوان الإرهابية، ذهب الكاتب الكبير بهاء طاهر وبرفقته الكاتب الكبير صنع الله إبراهيم، والشاعر الكبير سيد حجاب، والكاتبة الكبيرة فتحية العسال، إلى وزارة الثقافة فى الزمالك، وطلبوا لقاء الوزير الإخوانى لتقديم طلب له، وحينما قيل لهم بأنه غير موجود فى مكتبه، طالبا انتظاره لحين عودته، ومع دخولهم مقر الوزارة وانتظارهم بداخلها، أعلن بهاء طاهر عن الاعتصام من داخل وزارة الثقافة، لينتقل على الفور اعتصام المثقفين من دار الأوبرا، إلى الوزارة فى الزمالك.
الغريب أن هذا الجمع الكبير من كبار المثقفين واجهه الوزير الإخوانى بتصريح أكثر غرابة، حين قال “المعتصمون بالوزارة لا يمثلون مثقفى مصر”، وكأن الوزير الإخوانى لا يعرف رموز بلده الفنية الثقافية، فالاعتصام الذى جاء ضده وضد جماعته ضم كبار المثقفين الذين مثلوا الهوية الثقافية المصرية فى العقود الأخيرة، من بينهم الشاعر الكبير سيد حجاب، والأديبة الكبيرة فتحية العسال، الروائى الكبير صنع الله إبراهيم، الأديب الراحل جمال الغيطانى، بجانب الفنان الكبير المخرج جلال الشرقاوى، والفنانة القديرة سهير المرشدى، والفنانة القديرة رجاء الجداوى، وكان شعلة الحماس الذى قادت المئات من مثقفى مصر تواجد الأديب الكبير بهاء طاهر.
ومع مرور الوقت، كانت أعداد المثقفين تتزايد أمام بوابة وزارة الثقافة، وحينما علم الوزير الإخوانى بما حدث، لم يعد إلى مكتبه حتى للقاء المثقفين بداخلها، بل أعلن عن احتلالها، ليرد عليه بهاء طاهر بأن اعتصام المثقفين لا يعبر عن أشخاص بعينهم أو جهة أو فصيل أو حزب، لكنه يعبر عن المثقفين كافة، الذين يرون أن مصر تعانى من سيطرة فاشية، تحاول صبغ الثقافة المصرية بصبغة يقال إنها إسلامية، فى حين أن الثقافة الإسلامية بعيدة كل البعد عنهم؛ لأنها غنية بمعالمهما وتفاصيلها، خاصة أن الشعب المصرى متدين بالفطرة، وأن المثقفون لم يمنعوا أحدا من دخول الثقافة بما فيهم الوزير الإخوانى نفسه.
وعلى مدار 45 يوما استمر اعتصام المثقفين داخل وخارج وزارة الثقافة، وبدلا من المطالبة بإقالة وزير الثقافة الإخوانى من منصبه، طالبوا بالإطاحة بحكم جماعة الإخوان الإهاربية، وحينها شهد الاعتصام انضمام العديد والعديد من المواطنين المصريين الخائفين على هوية وطنهم، والرافضين لحكم الإخوان، وظل الاعتصام مستمرا حتى 30 يونيو 2013، ولم يصبح الاعتصام لإقالة وزير ثقافة الإخوان بل تحول لثورة ضد حكم الإخوان فى مصر، استطاع المثقفون خلالها إنارة طريق الحق أمام الشعب المصرى لوقفتهم لأول مرة يدا واحدة لمحاربة التطرف والإرهاب.